أحمد منصور
تصدير المادة
المشاهدات : 3371
شـــــارك المادة
عادت أجواء ما بعد الحادي عشر من سبتمبر إلى وسائل الإعلام الغربية خلال الأيام الماضية، فالخبر الرئيسي هو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» العدو الجديد الذي صنعه الغرب في أعقاب طالبان والقاعدة وصدام حسين وأسامة بن لادن، وغيرهم ممن تتم صناعتهم والترويج لهم بشكل كأعداء.
سوف يدمرون الغرب في عقر داره ويقومون بالتفجيرات ويدمرون القطارات والطائرات.
على مدى عشرة أيام قضيتها في بريطانيا لم يكن هناك في وسائل الإعلام لاسيما القنوات الأخبارية سوى «داعش» حتى يخيل لمن يشاهد ويتابع أنه إذا خرج من بيته أو عمله سيجد مقاتلي الدولة الإسلامية يقفون في شوارع لندن والمدن البريطانية الأخرى يحملون السكاكين ويذبحون الناس في الشوارع.
هذه الميكنة المنظمة لصناعة الكراهية والتي كانت موجهة بشكل مباشر نحو تنظيم متطرف في بقعة تبعد عن بريطانيا آلاف الكيلو مترات أصاب رذاذه ملايين المسلمين الذين يعيشون في المجتمع البريطاني، وسجلت التقارير زيادة كبيرة في الاعتداءات التي تقع على المسلمين في هذه البلاد خلال الأيام الماضية.
كما أن الأحزاب اليمينية المتطرفة في بريطانيا والتي توازي «داعش» من حيث التطرف الفكري بدأت تتظاهر ضد المسلمين ووجودهم في البلاد، مما يعني أن موجة صناعة الكراهية هذه بدأت تدفع الأحزاب اليمينية المتطرفة في الغرب إلى أن توجّه سهامها للمسلمين المقيمين في هذه المجتمعات.
وعلى سبيل المثال فالمسلمون هم الديانة الثانية في كل من فرنسا وألمانيا، ويعيش في أوروبا الغربية ما يزيد على 15 مليون مسلم أصبح معظمهم جزءاً من المجتمع الغربي يحترمون القوانين ويعملون في المجالات المختلفة، ولنا أن نتخيل أن نصف الأطباء في فرنسا من أصول عربية وإذا دخلت أي مستشفى بل أي قسم من أي مستشفى في أي مدينة فرنسية ربما تجد الطبيب الذي يعالجك عربياً مسلماً، وهناك قطاع واسع من الأطباء في كل من ألمانيا وبريطانيا من أصول عربية مسلمة، وهذا يعني أن ماكينة صناعة الكراهية التي تجري لأسباب سياسية وأهداف تخدم مصالح كبرى للدول الغربية ربما تصيب هذه المجتمعات بشروخ يصعب معالجتها بعد ذلك.
موجة صناعة الكراهية في وسائل الإعلام البريطانية كان هدفها الحشد للتصويت الذي جرى في البرلمان البريطاني يوم الجمعة الماضي والذي يفوض بريطانيا الدخول في تحالف الحرب على الأشباح «داعش» التي أعلن وزير الدفاع البريطاني أنها سوف تستمر عدة سنوات، ووافقه القول وزراء ومسؤولون غربيون آخرون ممن دشنوا الحرب على العدو الجديد للغرب «داعش».
وإذا كانت الحرب التي جرت ضد طالبان وتنظيم القاعدة بعد أحداث سبتمبر 2001 وقعت في أفغانستان بعيداً عن العالم العربي، فإنه سرعان ما تحولت إلى العراق الذي دُمّر دماراً تاماً وبعدها سوريا ثم تمّ إفساح المجال لصناعة العدو الجديد على مساحة جديدة من الأرض بين سوريا والعراق، لتصبح كلتا الدولتين تحت مرمى القصف والتدمير لسنوات كما قال أصحاب الحملة، وهذا يمهد للهدف الأبعد وهو تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ من دول المنطقة.
لكني أدعوكم إلى ما قاله جورج بوش حينما قامت القوات الأميركية بغزو واحتلال العراق في العام 2003 حينما وصفها بأنها «حملة صليبية»، إذن القصة ليست «داعش» ولكن القصة الحقيقية هي أن ما يجري ليس سوى حملة صليبية جديدة في ثوب جديد.
الوطن
يحيى العريضي
ياسر الزعاترة
علي حسين باكير
أبو مارية القحطاني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة