..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ما المشكلة في سيطرة داعش على منطقة تابعة للنظام ؟

صفحة فكر الحرية

١٨ يوليو ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4850

ما المشكلة في سيطرة داعش على منطقة تابعة للنظام ؟
1.jpg

شـــــارك المادة

ما المشكلة أن تسيطر داعش على منطقة تابعة للنظام في الصحراء التي هي من حصتها أصلًا ضمن الخريطة التي رسمتها لها أمريكا؟ التخبط سيكون فقط عند من يردوون دون تفكير أن داعش صنعتها المخابرات الإيرانية أو السورية كجماعة الإئتلاف والأركان، فإذا ما قاتلت داعش بعدها "قليلًا" إيران في العراق، أو النظام والبي كي كي في سورية، بعد أن تكون قد قتلت آلاف المجاهدين السنة يصبح المجرمان البغدادي وسيده البعثي الأنباري أبطالًا وتذهب عنهم تهم محاربة المجاهدين وسجنهم وتعذيبهم وطعنهم من ظهورهم وإعانة عدوهم عليهم..

 

 

كي لا تتفاجؤوا فيما بعد.. حتى الفرقة 17 في الرقة ومدينة دير الزور ومدينة تدمر، وقسم من محافظة الحسكة، وكامل محافظة حلب، وأغلب إدلب، وقسم كبير من بادية حمص وحماة وقسم من ريف دمشق هو من حصة داعش، وقد أعطتها أمريكا الضوء الأخضر كي تقاتل وتبسط سيطرتها عليهم.. لن تحاربها أمريكا ما دامت ملتزمة بالسقف الأمريكي، وربما تكون هدنة داعش الطويلة جدًا مع النظام والتي استمرت 7 أشهر قد انتهت بعد قضائها على كافة الفصائل المجاهدة في شرق سورية، وسفكها دم آلاف المجاهدين، واليوم أصبحت متفرغة لإستكمال الحصول على حصتها من الخارطة الجديدة للمنطقة..

إلى المصفقين لداعش رغم تيقنهم أنها تنفذ على الأرض مخطط أمريكا للتقسيم، وأصبحوا متأكدين أن الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تصطاد قادة القاعدة في جبال اليمن والباكستان وأفغانستان لم تنصرف عن قادة داعش إلا لأنهم راضين عن مشروعها، نقول لهؤلاء: دولة داعشتان التي تصفقون لها:

1- محرومة من أي منفذ على البحر المتوسط، وسيستكمل بالتالي مخطط إبعاد السنة عن الساحل الشامي كاملًا ليكون بيد طوائف النصيريين والنصارى والشيعة واليهود..

2- ليس لها حدود مع فلسطين، طبعًا البغدادي يعرف أن عرشه لن يكون دون رضى اسرائيل.

3- محرومة من النفط والغاز، لأن حقول النفط في جنوب العراق ستكون بيد الشيعة، وحقول النفط في شمال العراق والحسكة ستكون بيد حكومة كردستان، وسيكون فقط معها بضعة حقول صغيرة للنفط في دير الزور انتاجها في انخفاض مضطرد منذ سنين، و هي اليوم لا تكفي كامل مصروف العصابة، فكيف بنفقات دولة؟

4- محرومة من المياه، فأغلب أراضي داعشستان أراضي صحراوية قاحلة هي في الأصل خالية من السكان (لمن يتباهى بكبر الصحاري التي حصلت عليها داعش)، ومصدر المياه الوحيد فيها هو نهر الفرات الذي تتحكم تركيا بجريانه، إضافة إلى إنخفاض منسوبه كثيرًا في سنين الجفاف، فلا يعود يكفي من يعيش على ضفافه، فما بالك بالملايين الذين يعيشون في داعشستان بعيدًا عن ضفاف الفرات وبعيدًا عن أي مصدر مائي في أرياف حلب وحماة وحمص وشرق دمشق؟

5- كما أعلنت داعش منذ اليوم الأول لخلافتها المزعومة، أي مجاهد أو إسلامي لا يبايع قيادتها البعثية ويعمل تحت رايتها سيفلق رأسه بالرصاص، وقد نفذت ذلك فعلًا على الأرض في شرق سورية، وبدأت بتنفيذه على نطاق ضيق في العراق، وبذلك ستقوم داعش بالمهمة التي عجزت عنها أمريكا وهي القضاء على القاعدة في سورية والعراق، والقضاء على "الفوضى الجهادية" في سورية والعراق التي من الممكن أن تؤثر على "أمن" أنظمة المنطقة وعلى رأسها اسرائيل، وستصبح هناك حكومة واحدة بعثية تقمع السنة ويمكن لـ "النظام العالمي" التعامل معها بسلاسة كما يحصل الآن، وقبر سليمان شاه في الرقة والصحفيين الفرنسيين الذين أعادتهم داعش لفرنسا معززين مكرمين أكبر مثال.

6- كما نوهنا سابقًا غالبية القادة الكبار في داعش ومجلس شوراها هم من الضباط البعثيين السابقين: الضابط البعثي أبو علي الأنباري (وهو قائد داعش الفعلي وقد قال لأبي فراس السوري وفاروق السوري من قدامى قيادات القاعدة ممن رافقوا أسامة بن لادن لسنين طويلة، وذلك أثناء اجتماعه بهما أن أوامره تنفذ من الجميع في الدولة بما فيهم البغدادي نفسه !، وشهادتهما بحقه موجودة على اليوتيوب وقد أقسما على صحتها) إضافة إلى الضابط البعثي المجرم أبو أيمن العراقي الذي قتل الشيخ جلال بايرلي وأعلن ذلك بصفاقة، وقال بعدها امام جميع قادة المجاهدين في الساحل أنه لا يريد أن يحكم بشرع الله وإنما بشرع الغاب، وقد شهد بذلك قادة أحرار الشام وجبهة النصرة حتى قبل قتالهما مع داعش، والضابط البعثي السابق أبو مسلم التركماني وهو ينافس الأنباري على تسيير البغدادي.. إضافة للقيادي البارز في داعش الضابط البعثي الهالك حجي بكر..

فهل ما يطمح له المسلمون بعد هذه الثورات نظامًا بعثيًا على سنة صدام ببعض المظاهر الإسلامية الموجودة ذاتها في السعودية؟! لكن نظام صدام وآل سعود تحمل الناس في العراق والجزيرة استبدادهما بسبب الثراء الذي يتتمتعان به، فما الذي سيخفف عن سنة الشام والعراق مصيبتهم بداعش؟!

ولا ننسى أن نظام صدام لطالما كان على خلاف مع النظامين الإيراني والسوري كما هي داعش اليوم، ولطالما كان على ود وصفاء مع أمريكا أيضًا كما هي داعش اليوم، ولكن أمريكا تخلصت منه عند انتهاء دوره ولكن بعد أكثر من عشرين عامًا من لعبه لهذا الدور، وقد يكون في بال أمريكا أنها ستتخلص من نظام "داعشستان" بعد سنوات بعد أن يكون قد أضعف السنة، وقضى على الجماعات المجاهدة، وجعلهم يبغضون كلمات "جهاد" و"خلافة" و "شريعة" و"دولة إسلامية"، فيتجهون بعدها وبقوة للعلمانية كما هم الأكراد اليوم، الذين كانوا من أكثر الشعوب تمسكًا بدينهم نهاية الحكم العثماني، ولكن بفضل البعثيين في العراق وسورية أصبحوا يكرهون كل ما يمت للعروبة بصلة..

أفيقوا أيها السنة يرحمكم الله وكفاكم سيرًا وراء كل ناعق دون تفكير..

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع