محتسب الشام
تصدير المادة
المشاهدات : 5007
شـــــارك المادة
فكرة هذا المقال مكتوبة من شهور، وكنت أتمنى ألا أحتاج لنشره، لكن التطورات الأخيرة، توجب بذل النصح، وتوضيح الخطأ، وها أنا أنشره دون تعديلات كبيرة، مع كثرة التطورات الحاصلة على الأرض.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبين، وصحبه الأكرمين، وبعد: أصدرت الحكومة السعودية قبل شهور قرارا بإدراج بعض المنظمات على قائمة الإرهاب، وكان من ضمنها جبهة النصرة، وبالأمس القريب أصدرت السلطات التركية قرارا مماثلا بإدراج جبهة النصرة على قائمة الإرهاب. وفي كلا المرتين كثرت التعليقات على القرارين، وحمل بعضها تخوينا وطعنًا لكلا الحكومتين، بل لكل من لم ينتقد هذين القرارين. وزاد فريق آخر في الطعن ببقية الفصائل المقاتلة في سوريا؛ لاتهامها بالحلف مع هاتين الحكومتين.. ثم ما لبثت جبهة النصرة أن أعلنت عن إنشاء مؤسسة عسكرية خاصة للتصنيع العسكري، وسأتوقف عند هذين الحدثين وقفات؛ لوضع اليد على مكمن الخلل، واستشراف استراتيجية للتصرفات والقرارات، وفهم كيف تصنع القرارات وتؤثر على أحداث الثورة السورية، وما ينبغي على الثورة التنبه له ووضعه في الحسبان. الوقفة الأولى: سينظر هذا المقال للموضوع من زاوية شاملة خارج منظومة جبهة النصرة ومؤيديها وتبريراتها، ليوضح الصورة كاملة كما هي. وغني عن القول إنه ليس من شأن هذه المقالات ولا الكاتب أن يناقش مسائل الحكم على الدول الأخرى وأنظمتها، إلا بما يتعلق بالشأن السوري، وقدر الحاجة، مهما كان حكمها أو مكانتها في الشرع، ففي حربنا ضد النظام وانشغالنا بمدافعته غُنية عن خوض حروب أخرى، أو امتحانات عقدية لم تُعرف عن أهل السنة ولا مناهجهم. الوقفة الثانية: لا شك أن جبهة النصرة هي إحدى مكونات الحراك الثوري، وإحدى الفصائل المقاتلة ضد النظام الطائفي المجرم، وأنها انحازت لجانب الشعب في موقفه من تنظيم (الدولة). غير أن هناك العديد من المسائل التي مازالت محل خلاف بينها وبين بقية المكونات السورية وخاصة الفصائل العسكرية، والجهات الشرعية الداخلية والخارجية، والتي يرفضها كذلك غالبية الشعب السوري.
وتحتاج من الجبهة لموقفٍ واضحٍ لا لبس فيه، ومن أهمها: 1- مبايعة الظواهري، وربط الجبهة بتنظيم القاعدة العالمي. 2- العديد من المسائل التي تُعد من مسائل الغلو، والتي قال بها تنظيم (الدولة) ولم يظهر للنصرة فيها جواب حاسم. 3- الموقف من الجهات الشرعية السورية، وخاصة بعد إعلان جبهة النصرة احتكامها وقبولها بأشخاص معينين من أفراد تنظيم القاعدة حصرا. 4- عدم الانضمام للجبهات العسكرية الموجودة على الساحة السورية، والنأي بالنفس عنها، والتشكيك في مشاريعها ومناهجها. ومازال الأمل في قادة جبهة النصرة أن ينأوا بجبهة النصرة والبلاد والعباد عن الانعزال عن المجتمع السوري في مشروعهم وتصرفاتهم، والتميز عنهم بجماعة وأفكار هي محل نقد أو رفض، وأن يجلسوا إلى إخوانهم المجاهدين، ويتدارسوا هذه الأمور، بحسن ظنٍ وسلامة قلب، لعل الأمور تؤول إلى ما يفرح له المسلمون. ولعله تتيسر مقالات أخرى لإلقاء مزيد من الضوء على هذه المسائل. الوقفة الثالثة: أما بالنسبة للقرارين السعودي والتركي فيمكن ملاحظة ما يلي: أولاً: القرار السعودي:
خاضت الحكومة السعودية حربا شرسة ضد تنظيم (القاعدة) لسنوات عديدة، انتهت بخروج التنظيم من السعودية وتوجهه لليمن؛ للاستفادة من الطبيعة القبلية، والتضاريس الجبلية للإقامة هناك. وقد كلفت هذه الحرب البلاد السعودية وسكانها والمقيمين فيها تكاليف باهظة على جميع الأصعدة، ولعل أهمها: تغيُّر المزاج الديني في المجتمع السعودي؛ تأثرا بالحرب على (الإرهاب)، وقد أثرت على سائر المناشط الدعوية، والخيرية، وجمع التبرعات، وغيرها. كما أنها كلفت التنظيم غاليا؛ حيث إنه لم يجنِ فيها من الفوائد إلا ما يظنه فائدة في (إعلان التوحيد والبراءة من الطواغيت) كما يصفونها، وهي لا تساوي الخسائر التي ترتبت على هذه الحركة، على فرض صحتها، حتى إن ابن لادن قد طالب التنظيم بوقف عمليات التنظيم في السعودية، كما أشار إلى ذلك المختصون والباحثون، وكشفوا عن جانب من هذه المراسلات، وهذا ما أقر به العدناني مؤخرا في كلمته (عذرا أمير القاعدة): "وبسبب القاعدة أيضا لم تعمَل الدولة في بلاد الحرَمين، تاركة آل سلولٍ ينعمون بالأمن، مستفردين بعلماء الأمّة هناك وشباب التوحيد الذين ملأت بهم السجون" انتهى. كما أنَّ جميع مفكري تنظيم (القاعدة) يجاهرون بتكفير الدولة السعودية، والطعن بها، والتحريض عليها. فهل يتوقع أنصار جبهة النصرة ألا تدرجهم الحكومة السعودية على قائمة الإرهاب وهم يعلنون صباحا ومساء انتماءهم لتنظيم القاعدة، وائتمارهم بقادتها الطاعنين في حكومتها؟ إن هذا الأمر متوقع جدا، بل هو التصرف المنطقي من جانب الحكومة السعودية لحالة العداء والحرب المعلنة بين الطرفين، والعجيب أن يستغرب هذا القرار! ثانيا: القرار التركي: حاول تنظيم القاعدة خلال السنوات السابقة تنفيذ علميات عسكرية ضد عدد من المصالح على الأراضي التركية، وفشلت معظم تلك العلميات، وألقي القبض على خلاياها.. وتكررت تلك الحوادث مراراً، وكان أقواها سلسلة التفجيرات التي وقعت عام 2003م. بالإضافة إلى تكفير العديد من مشايخ القاعدة لنظام الحكم في تركيا حتى بعد فوز المحافظين بزعامة حزب العدالة. فإدراج فرع تنظيم القاعدة السوري (جبهة النصرة) على قائمة الإرهاب ليس بمستغرب كذلك. والسؤال: هل حسب قادة تنظيم النصرة هذه الحسابات، وتداعياتها على تنظيمهم أولا، وعلى الثورة السورية ثانيا؟ إن الإجابة بقول: إن الواجب علينا أن نعلن عقيدتنا، والله ناصرنا، و.....إلخ، كلام ثبت عدم صحته واقعا في العديد من البلدان، بالإضافة لعدم صحته شرعا؛ فالأخذ بالاستطاعة وشروطها، وتحييد الخصوم، وعدم فتح جبهات أخرى أثناء الجهاد، والنظر للمآلات والعواقب، جميع ذلك من الشرع، وهو ما يخالف هذه التصرفات! الوقفة الرابعة: الحرب بين تنظيم القاعدة عموما وبين جميع الأنظمة العربية والأجنبية على حد سواء معلنة ومعروفة. وفي هذه الأثناء تعلن جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) يوم 24 مايو 2014م عن إنشاء مؤسسة لتصنيع السلاح، ومما جاء في هذا البيان: " وقد قام المجاهدون في الشام بجهود موفقة في هذا المجال، ولكن كانت مشكلتها هي:
وكمحاولة منّا لإرساء أسس صناعة عسكرية حقيقية لتكون بداية لاستعادة الريادة في هذا المجال، وتحقيقا لأمر الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} فقد قام إخوانكم في جبهة النصرة بإنشاء: (مؤسسة "بأس" للإنتاج والتطوير الحربي) لتكون أول نواة لتصنيع وتطوير سلاح فعَّال يُصنع بنسبة 100% على أيدي إخوانكم المجاهدين وبصورة فنية مدروسة. ولضخامة المشروع واحتياجه لتكاتف المتخصصين من جميع المجالات، فقد قررنا أن نضع بين أيديكم بإذن الله ما توصلنا إليه من خبرة يزيد عمرها عن العامين عبر حسابنا في تويتر: BaAs_JN@ فيا أخي المسلم؛ إن كنت كادرا أو فنيا في أي مجال من مجالات تصنيع السلاح أو تطويره وتقطعت بك السبل للوصول للجهاد على أرض الشام، فهذه فرصتك كي تخدم الجهاد والمجاهدين في الشام بل في كل الساحات بإذن الله، وتواصل معنا فرب ملاحظة أو فكرة بسيطة تكون سببًا لتعديل أو تحديث أو حتى تصنيع سلاح يعصم الله به دماء أهل السنة وأعراضهم وتكون حرزًا لك من النار يوم لا ينفع مال ولا بنون. إخواننا المسلمين؛ إن الجهاد في الشام ليس ملكًا لتنظيم ولا لجماعة ولا لفصيل معين، بل هو لكل المسلمين؛ لذا فدعوتنا عامة لكل المسلمين في جميع المجالات والتخصصات بل وحتى لغير المتخصصين، فربَّ ناقل فقه لمن هو أفقه منه، فشاركونا برأيكم وخبراتكم واستشاراتكم في هذا المشروع. وفي النهاية؛ فإننا نبرأ إلى الله ممن يستخدم هذا العلم في قتل أو إيذاء أو إرهاب المسلمين، فإننا ما نشرنا هذا العلم إلا نصرةً للمسلمين ابتغاءً لرضوان رب العالمين" انتهى. ويمكن التعليق على أهم ما جاء في الإعلان بالتالي: 1- وصف البيان جهود الفصائل الأخرى بالفردية، وضعف الخبرات والكفاءات، فلماذا التقليل من قدرات الآخرين في ثنايا هذا الإعلان؟ ألا يمكن الإعلان عن مشروع دون انتقاص من مشاريع الآخرين؟ ثم كيف توصف مشاريع تلك الفصائل بأنها فردية؟ وليست مدروسة؟ والمتابعون يعلمون أن التصنيع العسكري المحلي من أهم مصادر تمويل الكتائب، ويشمل تصنيع القطع الصغيرة إلى القطع الكبيرة، ولا يخلو منه فصيل من الفصائل، ولولا خشية كشف غير المعروف لأمكن التفصيل أكثر.. وكل هذا التصنيع قائم على يد خبراء وفنيين محترفين. وكفى! فعلى أي أساس اعتمد بيان جبهة النصرة في غمط حق سائر الفصائل بهذه الكلمات اليسيرة؟ وعلى فرض صحتها فما الحاجة لها؟ وما آثارها على العلاقات بينها وبين بقية الفصائل؟ 2- ومثلها عبارات: "وكمحاولة منا لإرساء أسس صناعة عسكرية حقيقية لتكون بداية لاستعادة الريادة في هذا المجال ...لتكون أول نواة لتصنيع وتطوير سلاح فعَّال يُصنع بنسبة 100% على أيدي إخوانكم المجاهدين". والتعليق عليها كما سبق.. وكيف تكون (أول نواة) وقد سبقتها مؤسسات كثيرة لا يخلو منها فصيل؟ أم أن جبهة النصرة لا تعتبر مشاريع الآخرين (مشاريع) تستحق الإشادة، أو مشاريع حقيقة؟ وهل هو بسبب الخلاف في (المنهج والأهداف)؟ أم هناك عدم قبول بمؤسسة إلا أن تكون خاضعة للنصرة لا يشركها فيها أحد؟ أو تكون السيطرة لها عليها؟ ثم هل من شروط وجود (مؤسسة حقيقية وتصنع سلاحا فعالا و...إلخ) أن يطلق عليها اسم مميز؟ وهل الاسم هو الذي يجعل منها مؤسسة حقيقية؟ علما أن لبقية مؤسسات الفصائل أسماء لكن الاهتمام منصب على التصنيع وليس إبراز الاسم. وهل يشترط في فعالية مقاومة النظام والنكاية فيه، وإقامة الجهاد في سبيل الله تعالى أن يكون السلاح (يُصنع بنسبة 100%) على أيدي المجاهدين؟ ألم يشتر الرسول صلى الله عليه وسلم أسلحة من المشركين والكفار؟ بل استدان بعضها منهم؟ وكذلك كان حالة المسلمين في شتى العصور؟ وإذا كان يمكن توفير جزء من هذه الأسلحة أو بعض قطعها بالشراء، أو الغنائم، أو غير ذلك وأكمل المجاهدون تصنيع البقية: أليس في ذلك كفاية؟ وحفظ لجهودهم وطاقاتهم. وغالب الظن بجبهة النصرة أنهم يقصدون الأمر الآخر، فإذا كان ذلك فما الحاجة لهذه العبارة إلا التكثر من الكلام وإظهار ما لا حاجة به؟ 3- عودا على ما سبق ذكره في بداية المقال: من الواضح تماما لكل متابع أن فروع القاعدة في معظم البلاد الإسلامية تواجه تراجعا في القدرات العسكرية، ونقصا في الكوادر، والشعبية، وما يتعلق به من القوة العسكرية، والسيطرة.. والحالة المستثناة من ذلك هو جبهة النصرة في سوريا.. فهل من الحكمة أن يعلن فرع القاعدة في سوريا عن تأسيس مصنع أسلحة تابع له، والتنظيم الأم في حرب مع جميع العالم؟ وماذا يتوقع التنظيم من ردة فعل الدول الأخرى من هذه المؤسسة؟ وخاصة أن فروع التنظيم تلتزم بخدمة بعضها البعض، والتنسيق فيما بينها؟ وقد نصوا على ذلك بقولهم: " فهذه فرصتك كي تخدم الجهاد والمجاهدين في الشام بل في كل الساحات بإذن الله" انتهى!. 4- في البيان شبه تصريح بنوعية الأسلحة التي تريد جبهة النصرة تصنيعها، حيث قالت عن تصنيع الأسلحة الموجود في الساحة: "باستخدام إمكانات محلية بسيطة؛ فظهر مدفع جهنم، وبعض مدافع الهاون البدائية، وبعض الصواريخ قصيرة المدى والتي لا يزيد مداها عن 3 كم وتحمل ما لا يزيد عن 500 جم من المتفجرات" انتهى. فهل من الحكمة الإعلان عن الخطط والأهداف التي ترمي إليها الجبهة؟ ألم يفعل تنظيم (الدولة) سابقا ذلك في العراق ثم سرعان ما اختفت تلك الأسلحة؟ لم لا يكون التعلم من حركات مقاومة جهادية سبقت في هذا المضمارـ وتعتبر تحركاتها مفاجآت؛ لعملهم بمبدأ (الكتمان) المأمورين به شرعا؟ 5- ألم يكن الواجب التعاون مع بقية الفصائل، والاستفادة من خبراتهم، وإفادتهم بما لديكم من خبرات، وعدم الرجوع إلى أول الطريق، وخاصة أن التنسيق في أرض المعارك بينكم جيد إجمالا؟ إخوتنا في جبهة النصرة: إنكم أعلنتم أقمتم تنظيمكم وشاركتم الشعب السوري في جهاده نصرةً للشعب ضد النظام المجرم، فالله الله في هذا الشعب، والله الله في ثورته وجهاده، ولا يكن في تصرفاتكم وأقوالكم ما يجلب عليه مزيدا من الوبال والمصائب، تارة باسم مكافحة الإرهاب، وتارة بحجة ملاحقة العناصر المتطرفة. ولا يخفى عليكم أن من أهم وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاستعانة بالكتمان، وخاصة في الحروب، وهو رسول الله المؤيد من ربه، ولم يعلن عن معركة إلا في غزوة فتح مكة، حيث كانت له دولة وقوة ومنعة. فأين الجهاد السوري عامة وجبهة النصرة خاصة من هذا التمكين وهذه القوة التي تستدعي استعداء العالم واستفناره في مواجهته؟ وهل تتوقع –إن وقع مثل ذلك لا قدر الله- أن تنتصر فيه؟ وما نتيجة هذا الاصطدام؟ إن عمليات تنظيم القاعدة في مختلف بلدان العالم الإسلامي خلال الفترة السابقة انتهت بخسائر التنظيم أولا، وخسائر كبيرة في تلك المجتمعات، ولم تؤد إلا إلى مزيد تغلغل القوى الغربية في تلك الدول. فهل هذا ما ترغب فيه جبهة النصرة أو تراه مستقبلا في سوريا؟ إخواننا في جبهة النصرة: إن تعلية سقف الشعارات والطموحات لا تؤدي إلى نصر وتصنع مستقبلا، بل هي هروب للمستقبل، وتعلق بتفسيرات ضيقة للنصوص الشرعية، ومحاولة لتطبيقها على أرض الواقع، وقد سبقت تجارب كثيرة فشلت بعد أن صرحت مرارا بقرب النصر وفتح بيت المقدس اعتمادا على هذا الفهم! بل الواجب شرعا: العمل وفق ترتيب الأولويات والانطلاق من الواقع السوري الديني والعسكري وغيره. كما أن المستقبل والدولة لا يمكن أن تصنعها الفصائل العسكرية متحدة ما لم يمنحها الشعب ثقته، فكيف بتنظيم واحد لا يعترف بكثير من مؤسسات المجتمع الشرعية والعسكرية وزنا؟! فإن كان تمسككم بتنظيم القاعدة بيعة بايعتموها فهذا شرع الله بيننا وبينكم، وهذه أقوال أهل العلم على مر العصور، أين تجدون فيها بيعات لجماعات كبيعات تنظيم القاعدة؟ وإن كانت بيعة: ألم تفسخوا بيعتكم من تنظيم (الدولة) لما رأيتم فيها الضرر والخروج عن شرع الله؟ وإن كان تمسككم ببيعة القاعدة رغبة في تقوية موقفكم ضد تنظيم الدولة أمام أتباع تيار (الجهاد العالمي) فها أنتم قد حصلتم على مرادكم، لكن لا تنسوا أن الشعب السوري بكل فصائل وفعالياته قد سبقكم وسبق تنظيم القاعدة في كشف حقيقة أفعال تنظيم (الدولة)، بل في توصيف حكمها الشرعي، بل في مدافعتها، وهو الذي مازال يحتضنكم ويدافع عنكم. وإن كان يمنعكم من خلافات فكرية مع بقية الفصائل، فنعيذكم بالله أن تعتقدوا الصواب في أفكار تنظيمكم حصرا، وندعوكم إلى الجلوس مع بقية الفصائل والهيئات الشرعية دون سابق تصنيف أو أحكام، وتحكموا شرع الله في هذه المسائل، وتستعينوا على ذلك برأي علماء العالم الإسلامي الثقات. إخواننا في جبهة النصرة: إنه لا يخفى عليكم أن النظام النصيري والعالم من ورائه اتخذوا من تصرفات تنظيم (الدولة) ذريعة لضرب الثورة السورية وإضعافها، من خلال استثمار مواقفها، وإفساح المجال له للتغول ضد الثورة السورية، وأنهم يعدون العدة عن طريق قوى أخرى للتدخل في الوقت المناسب ضد الثورة والثوار، أو فرض أمرٍ واقع لا يريده الشعب والثوار، فلا يكن تنظيمكم بارتباطاته وشعاراته وأفعاله هو الذريعة الأخطر للمكر بهذه الثورة. وأخيرا: إن في الكثير من هذه الخطوات مشابهة لما سار عليه تنظيم (الدولة) في إعلاناته، وتصريحاته، وتصرفاته، حتى وصل به الحال إلى ما نرى، فهل من متعظ؟ نسأله تعالى أن يلهمنا إخواننا رشدهم، ويأخذ بأيديهم إلى ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين، وأن يجعلهم مفاتيح للخير، مغاليق للشر. والحمد لله رب العالمين.
يحيي البوليني
مجاهد مأمون ديرانية
علي صلاح
منى علي
السيد محتسب لقد اطلت المقال .والله كفيت ووفيت .الله يجزيك الخير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة