..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أيها الأبطال.. أرأيتم مفعول: الله معنا

منير محمد الغضبان

٨ أغسطس ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3271

أيها الأبطال.. أرأيتم مفعول: الله معنا
28.jpeg

شـــــارك المادة

لقد أجمعتم على تسمية هذه الجمعة بشعاركم: الله معنا، وتبرأتم من حولكم وقوتكم، ونفضتم قلوبكم من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعالم كله، وربطتم مصيركم بالله وحده. فماذا تم خلال هذه الأيام؟ وخلال هذه الجمعة؟

 


أولاً: قال العالم كلمته، وصدقكم وكذب النظام، ودعا الرئيس السوري إلى إيقاف العنف مباشرة من الشعب وحمله مسؤولية حقوق الإنسان في بلده.
صحيح أنه بيان وليس قراراً، وصحيح أنه نادى بعدم استعمال العنف من الفريقين ولكنه أعلن للعالم ظلم وجبروت الأسد، وهل نتصور أن تجمع الدول الكبرى والتي تملك حق تقرير مصير العالم أكثر من ذلك؟
يا أبطال سورية المؤمنين.. هذه الثمرة الأولى لإجماعكم على شعاركم الخالد: الله معنا.
ثانياً: لأول مرة ومنذ قامت ثورتكم العظيمة، يُسخِّر الله - تعالى - لكم أمريكا أقوى دولة في العالم لتقول للمجرم الأسد: إن عليك الرحيل. وسنبحث مصير سوريا مع الشعب السوري بعد رحيلكم من الآن.
فهل رأيتم مفعول هذا الشعار..
أليس الله - تعالى - بيده ملكوت السماوات والأرض، وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون؟
ثالثاً: السند الذي اعتمد عليه بشار الأسد روسيا والصين والهند، ولبنان والبرازيل؛ انهار هذا السند على لسان الرئيس الروسي الذي هدد الرئيس السوري بقوله: كف عن العنف، ودع المعارضة لتشارك في مصير البلد سورية، وتحول إلى الديمقراطية حقيقة وإلا فعليك أن تتلقى المصير المحزن الذي ينتظرك.
أرأيتم أيها الأبطال العظام يوم اتخذتم شعاركم: الله معنا واعتمدتم عليه وحده، كيف سخر لكم روسيا لتقف معكم وهي الخليفة والسند الأقوى للطاغية في العالم. إنه عند غير المؤمنين سحر، ولكنه عند المؤمنين كرامة ومعجزة.
رابعاً: أسمعتم ماذا تسمي فرنسا إصلاحات الطاغية، وقانون الأحزاب والانتخابات التي يعلنها، إنها تسميها كما يسميها الشعب السوري المجاهد: هذه القوانين هي استفزاز للشعب السوري. أرأيتم مفعول: الله معنا الذي دفع فرنسا لتقف هذا الموقف وإيطاليا التي سحبت سفيرها من دمشق، تدعو العالم أن يحذو حذوها.
خامساً: أرأيتم في انطلاق ثورتكم من المساجد، وبعد صلاة التراويح،، وبهما سلاحان نوويان:
السلاح الأول: دعوة الصائم التي لا ترد.
السلاح الثاني: دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب، يقول الله - تعالى - لها: ((لأنصرنك ولو بعد حين)).
ومزجتم دعاءكم بدمائكم وجراحكم، وقدمتم ما لا يقل عن ثلاثمائة شهيد قرباناً لله في رمضان، وكانت القلعة الأولى حماة العظيمة، الباسلة المجاهدة التي قدمت ثلاثين ألفاً. وتعلن أننا جاهزون لتقديم ثلاثين ألف شهيد آخر.. ولن نركع إلا لله، ولن نستسلم إلا لله.
سادساً: ونقول للذين ينقمون علينا إيماننا؛ سواء من إخواننا المحاربين للطاغية أو من أعدائنا؛ الطاغية وأزلامه: ذنبنا أننا قلنا إننا لن نركع إلا لله.
{وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد}، والمرة الوحيدة في القرآن والتي يذكر فيها الطغاة بالجنود؛ لاستحقارهم وازدرائهم من ربهم. فقال عن أكبر طغاة الأرض: {هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود * بل الذين كفروا في تكذيب * والله من ورائهم محيط}.
يا إخواننا في الثورة والذين تشاطروننا هذا الإيمان.. دعوا الشعب يضرع إلى ربه ويلجأ إليه، ويعلن بالتكبير ارتفاعه بأحذيته على رؤوس الطغاة؛ لأن الله أكبر من الجميع، والله معنا.
سابعاً: ويا إخواننا أبناء شعبنا كله، بكل أطيافه وفئاته وعقائده وقومياته؛ أليست ثورتنا هي ثورة الإنسان في الوطن السوري؟
إن اللجوء إلى الله - تعالى - سمة الإنسان كله وليس المسلم فقط؛ بل المسلم والمشرك وكل آدمي؛ {وإذا مس الإنسان الضر دعا ربه منيباً إليه}، {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء؟..}.
وليس المسلم فقط..
ثامناً: ولتكن الجمعة القادمة جمعة بدر التي أنزل الله فيها ملائكته وقال لهم: {... فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب...}.
رجاء أن يحقق الله لنا نصر بدر في رمضان يوم تنزل الفرقان على محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويوم التقى الجمعان وقال للمؤمنين بعد النصر: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فاتقوا الله لعلكم تشكرون}.
اللهم نصرك لنا كنصر بدر ونحن الضعاف الأذلة.. الذين لا نملك إلا أرواحنا وصدورنا العارية لتواجه الدبابات والطائرات والمدرعات من أعدائك الذين خرجوا يحاربون الله ورسوله.
وأخيراً: اللهم يا رب نصراً كنصر الفتح يوم تكسر الأصنام وتحطم الطواغيت ويسقط كل المتألهين على الناس، وسنقول كما أمرت نبينا –صلى الله عليه وسلم- أن يقول: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً}.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع