..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

من البصرة إلى بيروت

هشام ملحم

١٠ يوليو ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2946

من البصرة إلى بيروت
ملحم0000.jpg

شـــــارك المادة

القتال على الجبهة الواحدة في العراق وسوريا، سيستمر وقتاً طويلاً ولن يستطيع أي طرف فيه، لا نظاما بغداد ودمشق، ولا القوى المناوئة من "داعش"، الى القبائل السنية المعارضة في العراق وتنظيمات المعارضة السورية المختلفة، تحقيق حسم عسكري واضح.

 

 

الأنظمة التي تعتمد على قاعدة مذهبية أو إثنية وتسيطر على معظم أجهزة الدولة من قمعية وخدماتية، مثل النظامين في بغداد ودمشق، تستطيع أن تستمر في الحكم حتى لو كانت محاصرة.
ما يعتبر اليوم "وضعاً غير طبيعي" في البلدين، مرشح لأن يتحول وضعاً يمكن التعايش أو التأقلم معه في المستقبل المنظور.
الأطراف الإقليميون والدوليون المؤيدون والداعمون مادياً وسياسياً للنظامين، قادرون ومستعدون لإبقائهما على قيد الحياة في المستقبل المنظور، بينما الأطراف الذين يدعمون المعارضين للنظامين غير قادرين، أو الأصح غير مستعدين للتدخل بشكل فعال أو مباشر للتعجيل في إسقاط هذن النظامين.
تلاحق التطورات يجعل من الصعب التهكن أو التنبؤ بيقين بصورة المستقبل المنظور، ولكن يمكن القول ببعض الثقة أن ايران ستبقى في المستقبل القريب الطرف الإقليمي الأهم في ما يجري في العراق وسوريا ولبنان.
وإذا أصرت إيران، كما قال حديثاً المرشد الأعلى علي خامنئي، على أن تملك 190 ألف جهاز طرد مركزي في المفاوضات بينها وبين مجموعة 5 + 1، فإن هذا الموقف سيؤدي إلى انهيار المفاوضات.
وإذا حصل ذلك، فإن إيران ستقترب من أن تصير "على عتبة" الدولة النووية، أي ستكون لديها كل المقومات التي تسمح لها بالتحول دولة نووية خلال فترة قصيرة من الزمن.
عملياً، هذا يعني أن إيران تكون قد وجهت ضربتين إلى حلفاء واشنطن في المنطقة.
إقليمياً باتت الطرف المؤثر في منطقة تمتد من البصرة إلى بيروت، إلى حفاظها على خيارها النووي. (يمكن إيران في هذه الحال تخفيف وتيرة نشاطها النووي لتفادي ضربة عسكرية أميركية، يشك كثيرون في أن الرئيس أوباما يمكن أن يقوم بها).
من ناحية أخرى، لن يتأثر نفوذ إيران الإقليمي سلباً إذا توصلت إلى اتفاق نووي مع المجموعة الدولية، لأنه لا رابط بين الاتفاق وسلوك إيران الإقليمي.
الاتفاق النووي سيخفف العقوبات على إيران، الأمر الذي سيعزز قدرتها على تأكيد نفوذها في الدول العربية التي تعتمد عليها.
هذا المشهد يبين مدى فداحة إخفاق إدارة الرئيس أوباما في فهم واستيعاب التطورات والتحولات التاريخية التي عصفت بالمنطقة منذ بداية الانتفاضات العربية والحرب في سوريا والانهيار الأخير في العراق، وتطوير استراتيجية فعالة مع حلفائها العرب وتركيا لمواجهتها بنجاح.

 

 

النهار اللبنانية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع