..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الجالية السورية في المهجر, والدور المرتقب.

نجوى شبلي

١٤ ديسمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5301

الجالية السورية في المهجر, والدور المرتقب.
السورية00.jpg

شـــــارك المادة

يعتبر بعض أبناء الجالية السورية في العالم أنّ نصرتهم للثورة السورية إنّما تكون بتقديم بعض المساعدات العينية أو المادية, أو بالقيام بمظاهرات تعبّر عن رفضهم للنظام القائم في بلدهم الأصلي.
فهل هذا هو الدور المنوط بهم فعلا ؟! وهل هذا يكفي ؟!

 


إنّنا لو نظرنا في تجارب الآخرين في هذا العالم, وكيف نصروا قضاياهم, عندها سنستشعر مدى تقصيرنا في حق قضيتنا.
فاليهود مثلا الذين عملوا بصمت داخل الولايات المتحدة, وقبل ذلك في بريطانيا, واستطاعوا الحصول على وعد بلفور, إنّما كان ذلك من خلال الوصول إلى الجهات المتنفّذة في الدول التي كانوا فيها, وبذلوا المال بسخاء, واستطاعوا استغلال مقتل مئات من اليهود في المحرقة النازيّة في ألمانيا؛ ليضاعفوا أعداد القتلى عشرات المرات, واستطاعوا فعلا كسب مشاعر شعوب العالم؛ حتى لا يستطيع أحد أن يتحدّث عن الأرقام الحقيقية لهذه المحرقة, وإلّا تعرض للاتهام بمعاداة الساميّة, وعقوبتها السجن والملاحقة في دول الغرب.
وما زالت ألمانيا وإلى يومنا هذا تدفع ضريبة هذه المحرقة, وما زال الشعب الألماني يستشعر الخزي لما قام به البعض حوالي منتصف القرن الماضي.
لقد استطاعت جولدا مائير التي جابت العالم وهي تحمل خطاب عبد الناصر الذي سيرمي بيهود إسرائيل إلى البحر, استطاعت وبسبب هذا الخطاب غير الواقعي أن تكسب الكثير من المساعدات التي لم يستطع شعب فلسطين المشرّد الحصول على جزء منها, وكل ذلك عبر خطابات وعرض لمآسي اليهود المزعومة في المجتمع الغربي {دول المركز}.
إنّ ما حصّله اليهود من المكاسب عبر اللوبي اليهودي أكبر من مكاسبهم في المعارك.
فما هو المطلوب اليوم من الجالية السورية في العالم, وخاصة في دول المركز هذه؟!
إنّ ما يجري على أرض سورية اليوم هي ثورة كانت بداياتها في ثمانينات القرن الماضي, ولكنّ سكوت العالم عن إجرام آل الأسد, وتقصير السوريين وقتها عن نصرة المدن الثائرة كان له الدور الكبير في إجهاض هذه الثورة.
إنّ المهمة الأولى للجاليات السورية اليوم هي إقناع الشعوب التي يعيشون بينها أنّ ما يحدث في سورية هي ثورة حقيقية ضدّ نظام طائفي جائر, ولعلنا لا نبالغ إذا طلبنا من بعض المحامين السوريين أو ممّن عندهم القدرة على الإقناع بالتواصل مع الشخصيات المتنفّذة في هذه البلدان من صحفيين وحقوقيين ورؤساء أحزاب لشرح القضية السورية, ودون أن نغفل دور أهميّة دور الفنانين من الرسامين وغيرهم ممّن له القدرة على التأثير في الرأي العام المحلّي, ولو فكّرنا في الوسائل الأكثر جدوى, والاكثر تأثيرا فلن نعدمها؛ فالوصول إلى مسؤولين كبار في دول المهجر, وإقناعهم بمطالبنا قد يجدي في حال استطعنا الاستفادة ممّا ورد في مصارف الزكاة المتنوعة في ديننا.
وقد يكون للمرأة دور كبير في تغيير الرأي العام؛ فهي تملك من المشاعر والعواطف ما يجعلها أكثر تفاعلا مع مآسي الناس في هذا العالم, وهنا لا بدّ من الوصول إلى الجمعيات النسائية وشرح معاناة الشعب السوري واللاجئين السوريين, ولعل الوقت الآن هو الأنسب والأكثر جدوى لمن يريد فعل شيء, أو ينظر فيما يعانيه السوريون اليوم في المخيّمات من آثار المطر والثلوج اللذين كانا سببا إضافيا في موت العديد منهم.
وإذا أردنا النظر في معاناة السوريين في الداخل فهي متنوعة, وقد لايكون أقلها نقص الأطباء الماهرين الذين يستطيعون إجراء العمليات اللازمة لمن أصيب جرّاء البراميل المتفجّرة التي يلقي بها النظام يوميا على المدن, وتذهب بالمئات من الناس, وبعضهم كان يمكن له النجاة لو توفّر الكادر الطبّي الذي يستطيع تضميد الجراح, وإسعاف المصابين.
إنّ قدرتنا على استقطاب إخواننا من العرب والمسلمين, والاستعانة بهم فيما ننوي القيام به قد يساعدنا كثيرا, وقد يدّعي البعض بأنّهم حاولوا في هذا المجال وفشلوا, وهنا لا بدّ أن نفتّش عن السبب, وقد يكون في عدم قدرتنا على إقناع الآخرين.
إنّنا لا نبالغ إذا قلنا: إنّ الإعلام اليوم هو أحد أهم أسباب نجاح الثورات, ولقد أدرك أعداؤنا خطر هذا السلاح؛ فعملوا به في الوقت الذي ما زلنا نقف في وضع الحائر الذي أذهلته المفاجأة, وهو لا يستطيع الخروج من هذا الحال, أو كانت مبادراتنا فردية عفوية مرتجلة.
إنّ من لا يستطيع الالتحاق بركب الثوّار على الأرض؛ فليلتحق بركب الإعلاميين, فتأثير أحدهم قد لايقل عن تأثير كتيبة مقاتلة في المعركة.
إنّ المطلوب من السوريين جميعا أن يعملوا, وكل في مجاله, ولكن كيف يعملون ؟ هذا هو الأهم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع