ماهر شرف الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 7534
شـــــارك المادة
إذا أردنا مثالاً قريباً جداً، فلدينا مثال جيش الدكتاتور القذافي الذي وصل إلى مشارف مدينة بنغازي (عاصمة الثورة الليبية)، وكان على وشك إعادة احتلالها خلال ساعات لولا تدخّل طائرات وصواريخ “حلف الناتو”. فلولا هذا التدخّل الخارجي كان جيش القذافي بالتأكيد استطاع القضاء بشكل كامل على الثورة المسلحة وإعادة بسط حكمه الشمولي.
وإذا أردنا مثالاً أبعد زمنياً من مثال الجيش الليبي، فلدينا مثال الجيش العراقي الذي استطاع استعادة 14 محافظة عراقية سقطت في يد “الانتفاضة الشعبانية” سنة 1991 بمجرّد أن سُمِح له باستعمال الطائرات، وذلك خلال أسبوعين فقط. وإذا أردنا مثالاً أقدم بكثير من هذين المثالين، فلدينا مثال الجيش الأردني الذي استطاع القضاء على انتفاضة الحركات الفلسطينية في الأردن في ما سُمِّيَ بـ”أيلول الأسود” سنة 1970 خلال حركة عسكرية خاطفة. لقد سُمح لجيش الأسد باستعمال ليس الطائرات فحسب، بل حتى الأسلحة المحرَّمة دولياً كالسلاح الكيماوي، لكنه على الرغم من ذلك لم يستطع إلى اليوم القضاء على الثورة كما استطاع جيش صدام حسين أن يفعل. كما أنه لم يجرِ تدخُّل عسكري خارجي ضدّ النظام، لكنه مع ذلك ما زال يخسر المزيد من الأراضي على العكس من جيش القذافي. وقام جيش الأسد بعشرات الحركات العسكرية الخاطفة على مدى أكثر من سنتين ونصف السنة، لكنه على الرغم من ذلك فشل في سحق الانتفاضة على العكس من جيش الملك حسين، بل إن حديثه عن “معركة الحسم” بات أضحوكة لدى مؤيّديه قبل معارضيه. وزيادةً على ذلك، حصل جيش الأسد على دعم عسكري خارجي من أربعة أطراف على الأقل (روسيا، إيران، العراق، حزب الله)، لكنه مع ذلك ما يزال مهزوماً ومشتتاً ومحاصراً. نسوق هذا الكلام للردّ على إعلام “الممانعة” الذي أصمّ الآذان بخرافة “صمود الجيش العربي السوري”! فقد استمرأت أبواق الأسد الحديث عن هذه الأكذوبة وكأنها حقيقة لا يرقى إليها الشك! هذا في المضمون، أما في الشكل فإنَّ تعبير “صمود” يجب أن يُلصَق بالثورة السورية لا بجيش الأسد… حتى لو طبَّقنا ذلك من خلال منطقهم البائس! فهل يُعقل أن يكون “الأقوى” هو الصامد في وجه “الأضعف”؟! وهل يُعقل أن يكون “الجيش الباسل” هو الصامد في وجه “العصابات المسلحة”؟! لقد أثبت جيش الأسد فعلاً أنه “جيش أبو شحّاطة” (الاسم الساخر الذي كان السوريون يطلقونه عليه قبل اندلاع الثورة). لقد أثبت أنه عبارة عن نواة طائفية حاقدة شُكِّلت لحماية مصالح طائفية بحتة، ولمنع المجتمع السوري من الخروج من سجنه الكبير. وحين لم يجد الأبواق ما يسترون به عورة هذا الجيش المهزوم اخترعوا له خرافة “الصمود”. لم تخجل صحيفة “البعث” من “قرائها“ وهي تقول لهم إنَّ اسرائيل تحاول أن تتعايش مع واقع صمود الجيش السوري وتتخوّف من مواجهته!! والسبب أن هذا الجيش ازداد تمرُّساً في فنون القتال!! بشار الأسد أعلن أكثر من مرّة أنه في صدد تحويل الجيش السوري إلى نموذج شبيه بنموذج “حزب الله”!! وعلى الرغم من سطحية هذا الكلام على المستوى العسكري (لأن الميليشيات هي التي تتشبَّه بالجيوش وليس العكس!) إلا أنه ينطوي على حقيقة تفيد بأن هذا الجيش في جوهره هو ميليشيا طائفية مترهلة بسبب وجود عدديّ كبير لطوائف أخرى، ولذلك فإن تحويلها إلى ميليشيا طائفية صرفة كـ”حزب الله” هو الحل الأمثل (هل ننسى أنَّ بشار الأسد في أحد لقاءاته سمَّى عمليات الانشقاق عن الجيش بـ”عملية التنظيف الذاتي”؟!). كل يوم يخرج علينا الإعلام الأسدي ليتحدَّث عن استعادة قرية هنا وقرية هناك، دون أن يجرؤ على الحديث عن القرى والبلدات التي يخسرها يومياً. لقد بات حال جيش الأسد يشبه حال الذي يلبس سروالاً بلا دكَّة (مطاطة)، فكلما رفعه من جهةٍ سحلَ من الجهة الثانية… والنتيجة واحدة: المؤخرة دائماً مكشوفة! أرفلون نت
حسان الجاجة
مجاهد مأمون ديرانية
حامد الخليفة
محمد الأمين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة