..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حوار النظام السوري والمعارضة في روسيا وتلزيم أميركي لموسكو أم امتحان لتأثيرها؟

روزانا بومنصف

٢٣ فبراير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3101

حوار النظام السوري والمعارضة في روسيا وتلزيم أميركي لموسكو أم امتحان لتأثيرها؟
1 احمد الخطيب - جماعية.jpg

شـــــارك المادة

طالب ائتلاف المعارضة السورية الذي اجتمع في القاهرة أن يكون اتفاق السلام في سوريا برعاية مشتركة أميركية - روسية، في ظل سعي روسيا إلى رعاية حوار بين النظام والمعارضة من خلال زيارة مرتقبة لوزير الخارجية وليد المعلم لموسكو الاسبوع المقبل، ثم زيارة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب لاحقا.

 


ولعل الائتلاف اتعظ لهذا الموقف من التجربة اللبنانية خلال الحرب، علما أن الكثير مما يجري في سوريا يظهر عدم اتعاظ النظام وأركانه من حرب إدارتها سوريا بجدارة لدى الجار الأصغر طيلة ثلاثة عقود، حين لزمت الولايات المتحدة لبنان إلى سوريا مكتفية ببيانات تؤكد المحافظة على استقلاله وسيادته في حين كان يرزح تحت الوصاية السورية ويخشى امرا مماثلا.
والواقع أن ترك الولايات المتحدة الأمر لروسيا من أجل أن تعمل على تغيير حسابات الرئيس بشار الأسد، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري الذي يستهل غدا جولة في أوروبا والشرق الأوسط ليستمع خلالها وفق ما أعلن إلى أفكار قادة أوروبا والمنطقة حول الأزمة السورية، يخشى أن يكون شبيها بتلزيم الولايات المتحدة الوضع في لبنان لسوريا سابقا في ضوء الانسحاب الأميركي من أي موقف فاعل أو مؤثر في الشأن السوري منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقد عمدت سوريا في أثناء الحرب إلى قولبة الحل في لبنان وفق مصالحها وبما يضمن سيطرتها الأبدية عليه وتحكّمها في مصير أبنائه قبل أن يفجر النظام بنفسه الوضع اللبناني في وجهه من خلال الإصرار على فرض التمديد للرئيس إميل لحود، ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما استتبعه تاليا من انعكاسات لبنانية ودولية.
وفيما تبرز الخارجية الأميركية زيارة كيري للمنطقة دليلا على أن الولايات المتحدة لم تنسحب من منطقة الشرق الأوسط على ما يسري بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية، فان المصادر المعنية تعتقد أن على الولايات المتحدة أن تظهر ذلك عملانيا بدل أن تدافع عن نفسها قولا فيما يعاكسها أداؤها خصوصا مع انحسار أي موقف مهم وجديد حول المنطقة وسوريا تحديدا للرئيس الأميركي في خطابه عن حال الاتحاد قبل أسبوعين.
ويختلف التقويم في تسليم الولايات المتحدة بهذا الدور لروسيا بين مؤيد ومنتقد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اضطلاع روسيا بهذا الدور.
إذ هناك من يقول أن روسيا ليست فريقا مستقلا وهي لا تتصرف كحكم في الصراع الجاري في سوريا، بل هي أحد ابرز الأطراف الداعمين للنظام ومن يؤمن ضمان استمراريته في السلطة في ظل متابعة إمداده بالأسلحة ورفض اشتراط رحيله قبل التفاوض على المرحلة الانتقالية، وهي تاليا لا توحي الثقة بان رعايتها للحوار ستكون حيادية ومستقلة، شأنها شأن إيران في هذا الإطار.
في حين أن هناك من يعتقد أن روسيا ستكون على المحك في إظهار قدرتها على التأثير على النظام وممارسة ضغوط عليه من أجل التنازل على طاولة الحوار.
وتقول المصادر أن الدول العربية لا تعترض على ترك المجال أمام روسيا لتستأثر بإدارة الحوار بين النظام والمعارضة على رغم عدم وجود أوهام بأن الأمر يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة.
بل سيظهر ذلك، إذا كان لروسيا فاعلية في التأثير على النظام أم لا، وخصوصا في ظل التراجع الأميركي الواضح عن المطالبة برحيل بشار الأسد والضغط على المعارضة للتخلي عن رحيله كمطلب مسبق لبدء التفاوض.
وكانت زيارة الوفد من الجامعة العربية لروسيا في الأيام القليلة الماضية للمشاركة في المنتدى الروسي العربي حول سوريا أكدت استمرار الخلافات بين الجامعة العربية وموسكو في شأن الوضع في سوريا، على نحو انعكس في الآراء داخل المعارضة السورية نفسها المتحفظة ككل عن مبادرة رئيس الائتلاف للحوار مع النظام او من يمثله، على نحو يترجم كما تقول المصادر المعنية تأثر المعارضة بالاتجاهات السائدة بين قيادات الدول العربية الداعمة لها على هذا الصعيد.
كما أن مصر عادت تتحدث عن تعويم مبادرة رئيسها ومحاولة دمجها مع اقتراحات رئيس الائتلاف، في موازاة تولي موسكو مسؤولية الدعوة إلى إدارة حوار بين النظام والمعارضة.
وتقول المصادر المعنية أن التدخل الإيراني المباشر أو عبر "حزب الله"، إلى جانب النظام على النحو الذي كشف علنا في الأسبوعين الأخيرين، يخشى منه، ليس فقط استدراجا أو توريطا قسريا للبنان وتاليا احتمال امتداد القتال إلى خارج سوريا بما قد يغير قواعد اللعبة المحصورة حتى الآن في سوريا ويمكن أن يهز الاستقرار في المنطقة، بل قد يشعل وضعا أسوأ من ذلك الذي ساد العراق بين السنة والشيعة، ولعل السيارات المتفجرة في دمشق من ابرز المشاهد التي تعيد العراق إلى الواجهة في هذا الإطار.
كما أن الدول العربية لن تترك لإيران أن ترسي الواقع الذي تريده من خلال إطالة عمر الرئيس السوري في السلطة. وتقول المصادر أن الولايات المتحدة تتذرع بزيادة نسبة الجهاديين في سوريا، علما أن ترك الأمور على حالها ساهم في جعل سوريا ساحة المواجهة البديلة لكثير من الأفرقاء، وتحت عناوين مختلفة، كما تذرعت بالمحافظة على المؤسسات السورية وعدم تفككها من اجل تبرير عدم التدخل، في حين أن ما حصل حتى الآن يهدد بتفكك هيكلية الدولة ككل.
ومعلوم أن عدم استدراك الأمور مع التدخل الإيراني وتدخل "حزب الله" قد يشعل حربا شيعية سنية تلهب المنطقة وترميها في المجهول.

 

النهار

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع