سركيس نعوم
تصدير المادة
المشاهدات : 6836
شـــــارك المادة
في المعلومات والتحليلات والمعطيات الواردة من موسكو ودمشق إن اسرائيل أجرت انتخابات عامة أخيراً ستوصل نتائجها حكومة يمينية إلى السلطة. واسرائيل تعرف أن "الربيع العربي" صار "ربيعاً اسلامياً". وهي تشعر بالامتنان لأميركا لأن مساعداتها المالية لمصر محمد مرسي و"إخوانه" ستضمن عدم تخليها عن معاهدة السلام معها.
إلا أنها لا تزال تشعر بآلام جراح حربها عام 2006 على "حزب الله" ولبنان. ولذلك فإن آخر شيء تريده هو سوريا غير مستقرة على حدودها. ذلك أن خطر قيام سوريا إسلامية (أصولية) بالاتحاد في السياسة مع لبنان إسلامي (أصولي) وتالياً تكوين حالة "سوبر إسلامية أصولية" على الحدود اللبنانية – السورية معها، يشكل المادة الأساسية لكوابيسها هذه الأيام. وفي المعلومات والتحليلات والمعطيات نفسها أن السوريين يعتقدون أن اسرائيل ستكون سعيدة إذا نشأت قيادة روسية لجهود إقليمية ودولية هدفها إنهاء الحرب في سوريا وعودة بعض الاستقرار إلى المنطقة. ونظراً إلى طبيعة العالم الذي نعيش فيه، فإن رؤية اسرائيل هي التي يحسب حسابها. إذ أن الغرب يهتم باستقرار دولة اسرائيل ويشعر بأن لديه التزاما تاريخيا تجاهها. وهذه الدولة تريد رجلاً قوياً في سوريا. ومن أجل ذلك يمكن توقع تقديم حكومة يمينية اسرائيلية تنازلات مفاجئة مثل إعادة هضبة الجولان المحتلة إلى سوريا ولكن من دون البحيرة إذا كان ذلك يضمن السلام والاستقرار على الحدود المشتركة. لكن ذلك كله يشبه البحث والتنظير الأكاديميين. علماً أن حكومة سورية مستقرة قد تكون غير بعيدة استناداً إلى المعلومات والتحليلات والمعطيات الواردة من موسكو وواشنطن عن الأزمة السورية والمداخلات الإقليمية والدولية فيها. وعن تفاهم ما أميركي – روسي على "قيادة" روسية مشتركة لحل. ما هو المشروع الذي تدعو سوريا وروسيا المعنيين بالأولى وبالمنطقة إلى الانخراط فيه؟ الجواب استناداً إلى المعلومات نفسها هو ترك الولايات المتحدة قيادة عملية وقف الحرب السورية لروسيا. وهي ستقنع الرئيس بشار الأسد بأن عليه الوقوف جانباً والسماح بقيام حكومة مؤقتة في بلاده تتولى تصريف الأعمال وبعد تسلمها السلطة من الأسد كاملة لمدة 12 شهراً. وفي هذا المجال يعتقد سوري علماني أن "السنة الانتقالية" فكرة جيدة. لكن الانجاز في أثنائها لن يحصل مالم توقف أميركا وقطر تسليح المجموعات المعارضة. وفي هذا الوقت يكون التخطيط لمستقبل سوري تضمنه روسيا والغرب جارياً. لكن يجب الاعتراف بأن العملية هذه صعبة جداً. وفي هذه الأثناء فإن الخطة الوحيدة التي وضعت على الطاولة هي تأليف حكومة انتقالية مؤقتة من مئة عضو تقوم بتسمية أعضاء لجنة دستورية مهمتها وضع مشروع دستور يعرض لاحقاً على استفتاء شعبي قبل إجراء الانتخابات النيابية. لكن بسبب الخلافات والتنوع والتعارض داخل المعارضة السورية فإن الشيطان الذي يكمن في التفاصيل على قول المثل قد يعوق نجاح الخطة في انجاز مهمتها. أما لماذا مهلة السنة المشار إليها أعلاه؟ فلأن الولاية الرئاسية للأسد ستنتهي في شهر أيار 2014. وذلك يعني أن هناك سنة متاحة للعمل الإقليمي الدولي بقيادة روسيا. هذا طبعاً إذا وافق الرئيس السوري. وتخلص المعلومات والتحليلات والمعطيات الواردة من موسكو إلى تساؤلين: هل فات وقت التفاهم؟ وهل الحرب الأهلية عصية على الإيقاف؟ والجواب هو: كلا. إذ مع قلوب طيبة وإرادات طيبة يمكن رؤية السلام يعود إلى سوريا. فالشعب السوري مرهق وتعب وحزين بسبب الحرب. ما مدى جدية المعلومات والمعطيات والتحليلات الواردة من موسكو ودمشق؟ قد يعتبر أصحابها أن تمسك أوباما برفض الخيار العسكري في سوريا، وبالتمسك بالحل السلمي الدبلوماسي التفاوضي، وأن إصراره على العمل مع شركاء بلاده (ومنهم روسيا رغم البرودة معها) لإيجاد حل للأزمة الحرب السورية، إشارة جدية إلى توصل موسكو وواشنطن إلى تفاهمات وان غير نهائية. لكن أحداً في واشنطن لم يؤكد ذلك رغم اعترافه باستمرار التشاور. فضلاً عن أن في المعلومات والتحليلات والمعطيات شيئاً من المبالغة أحياناً وشيئاً من الانطلاق من "ثابتة" في حين أنها لا تكون كذلك. لهذا السبب لا بد من انتظار قد يطول وتطول معه معاناة السوريين وخصوصاً إذا انقضت المهلة - السنة من دون أن تشهد أي انجاز سلمي.
النهار
سمير الحجاوي
عبد الرحمن الطريري
يحيى العريضي
صبحي حديدي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة