صباح أيوب
تصدير المادة
المشاهدات : 2965
شـــــارك المادة
بدأت روسيا، مطلع الأسبوع، أكبر مناورة بحرية لها في مياه البحر الأسود والمتوسط منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، تشارك فيها ثماني سفن حربية على الأقل من الأساطيل الروسية في بحر الشمال والبلطيق والأسود، إضافة إلى قاذفات إستراتيجية وطائرات بعيدة المدى وغواصات. ومن بين السفن المشاركة الطراد «موسكفا» الصاروخي، والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات «سيفيرومورسك»، وسفينتا الحراسة «سميتليفي» و«ياروسلاف مودري»، وسفن الإنزال الكبيرة «ساراتوف» و«أزوف» و«كالينينغراد» و«ألكسندر شابالين».
المناورة التي تتضمن حوالي 60 تمريناً حربياً وتستمر حتى 29 الشهر الحالي، تضمّ وحدات من البحرية وقوات الدفاع الجوي والمظليين ومناورات مدفعية وصاروخية وغيرها، وهي تأتي «تماشياً مع خطة الجيش الروسي للتمارين القتالية لعام 2013»، كما أشار بيان وزراه الدفاع الروسية. لكن وجود أربع سفن إنزال ضخمة مشاركة في المناورة والإعلان عن إمكانية تنفيذ بعض التمارين قرب المياه الإقليمية السورية أو حتى على الشواطئ السورية، طرحا بعض التساؤلات بشأن هدف المناورة والرسائل التي تريد روسيا إرسالها إلى العالم في عزّ الصراع السوري. البعض قرأ في المناورة «عرض عضلات» روسياً لتخويف المعارضة المسلحة السورية تجاه دول المنطقة والقوى الكبرى الداعمة لها، وخصوصاً بعد نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا، وآخرون ذهبوا إلى حدّ ترجيح تنفيذ خطة لإجلاء الرئيس السوري وعائلته والحلقة الضيقة المرتبطة به. نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية، قسطنطين سوكولوف، أشار في حديث إلى قناة «روسيا اليوم» الى أن هذه المناورات «لها دور رادع مثلما كان دور القوات الروسية التي نشرت عام 1999 في بريشتينا في إقليم كوسوفو الصربي الذي كان يسعى للانفصال، وهدفها الحفاظ على الاستقرار في المنطقة». وحول الحديث عن ردّ روسي على نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا، شرح سوكولوف أن «وجهة النظر هذه غير كاملة، إذ إن الردّ الروسي هو على كامل السياسة الأميركية والغربية في العالم، والتي أوضح مسؤولوها أنه بعد ليبيا سيأتي دور سوريا ومن ثم سيحدث الأمر نفسه في روسيا». وأكد أن «الهدف من المناورات الروسية الأخيرة ليس فقط إثبات وجود في المنطقة أو مجرد استعراض قوى، بل هو دور متكامل يذكّر أيضاً بالموقف الروسي ــ الصيني بشأن الأزمة السورية». ونقلت إذاعة «صوت روسيا» عن الخبير العسكري، أيغور كرتشينكو، رئيس تحرير مجلة «الدفاع الوطني»، أن الهدف الأساسي من التدريبات العسكرية هو «تحسين التمارين القتالية للقوات البحرية». لكنه أشار أيضاً إلى أنها تأتي «للتعبير عن الدعم الروسي المستمر لسوريا»، «وهنا روسيا لا تتباهى برفع علمها في البحر الأبيض المتوسط فقط، بل هي تظهر تصميمها على ضمان احترام القانون الدولي لدى تسوية الأزمة السورية». «وعلى الغرب أن يدرك هذه الإشارة»، يضيف الخبير الروسي. أما ألكسندر غولتس، في «ذي موسكو تايمز»، فقال إن تنفيذ تمارين إنزال على الشواطئ السورية هو «ضرب من الجنون» بالنظر إلى الأجواء المتشنّجة والمعارك المشتعلة في مختلف أنحاء سوريا. ورأى أن «إنزال قوات مسلحة روسية في أرض تسودها حرب أهلية هو دليل على دعم روسيا عسكرياً لنظام بشار الأسد». وأضاف أن «أربع سفن فقط لا تكفي لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق».
«السبب المنطقي الوحيد لاحتمال هبوط قوات روسية على الشواطئ السورية هو للسيطرة على المطار وتنفيذ عمليات إجلاء كبيرة للمواطنين الروس». ويشير الصحافي إلى تقارير إعلامية ذكرت أن فريق أزمات في الخارجية الروسية وضع خطة إخلاء مماثلة، وقد تشمل أيضاً «إجلاء الرئيس الأسد والمسؤولين في الدائرة الضيقة حوله».
العصر
راجح الخوري
زياد الشامي
بشير البكر
محمود الريماوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة