مهدي الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 7610
شـــــارك المادة
منذ عملية تطهير مطار تفتناز شعر الشعب أن وقت الانهيارات الكبيرة للنظام قد بدأت, وأن النصر قد لاح, وظهرت بعدها هجمات وانتصارات أقل أهمية فقال البعض أن الثورة في تراجع فهل تراجع الجيش الحر وهو عماد الثورة وجوادها؟ إن تدمير حاجز والسيطرة على دبابة والتصدي لهجوم مضاد من النظام وإسقاط طائرة لم يعد يلبي أمل الجماهير بعد أن شعرت أن النصر بات قريب جداً.
وكان من ذلك التراجع عن حي في حمص ولكنّي أسأل ألم يخسر المسلمون في غزوة حنين؟ أليست المعارك كر وفر؟ أم تعوّدتم على الانتصارات المستمرة بسبب جيشكم الحر البطل ؟ والجواب نعم. وكذلك حصل الشيء نفسه في المجال السياسي: فقد حصلت تحركات دولية كبيرة ( وإن كانت منافقة) وبالوقت نفسه فرحنا بالائتلاف الوطني لكنه لم يستطع توفير خدمات أو تحصيل قفزات هامة سياسياً بسبب الغرب (ومعظمها وليس كلها خارجة عن إرادته) فشعرنا بالضعف السياسي كذلك. وكذلك ضعفت التبرعات الدولية المتواضعة كما خفت تبرعات السوريين في الخارج والتي يجب أن تكون تبرعات منتظمة كما كنت أرى دائماً. لكن الغرب وأعوانه كالنظام التركي المحكوم بأخلاقية إسلامية قد فضّل التزامه بالغرب على هذه الأخلاقية, فخف دخول الذخائر بعد منع دخول الهاونات ومثيلاتها من الأسلحة المتوسطة كمدافع ال14 وغيرها. ثم ظهر الطاغية يخطب (في تمثيلية مسجلة قبل يومين ,مع عمل تجمعات وهمية تضليلية, ومن أنصار مضمونين) ليعرض شروطه ثم ظهر يصلي باحتفال المولد في غرفة صغيرة مع 10 أشخاص فظن الضعفاء أن هذا شيء آخر يظهر القوة, وأتى دعم بما مجموعة واحد ونصف مليار دولار من إيران ومناورات من روسيا (وبالوقت الذي تسحب به رعاياها) ثم شكل الجيش الشعبي (أليس هذا من ضعفه وحاجته لقوات طائفية مضمونة الولاء حتى أنه إحتاج النساء اللاتي لن يصمدن رغم وقاحة عيونهن) . والحل في الاعتماد على الذات: ـ تشكيل لجان التبرع من المجلس الوطني والائتلاف أنفسهم لجمع التبرعات مع إيصالات وحتى أخذ قروض مضمونة من السوريين, والتوجه لكل دولة تسمح بجمع التبرعات ويتواجد فيها السوريون أو من غير السوريين كذلك (هل تصدقون أن هناك تبرعاً جيداً جاء من أندونوسيا ؟) إن المال ضروري لعوائل المقاتلين وشراء مايلزم من بعض الأسلحة المهربة.. ـ تحسين توزيع الأسلحة التي يغنمها الجيش الحر, وتوسيع هذا المصدر, وكم نحن فخورون بأخذ سلاحنا من عدونا. وهذا سيتحقق من استمرار التوحد للكتائب والألوية والذي سيفيد في التنقل والإمداد وإدارة المعركة بيد واحدة مقتدرة,أليس وضع حمص ناجم عن تفرقنا! ـ تغيير تكتيك المعركة: لقد انتهجنا حرب العصابات ثم تحولنا لجيوش نظامية وهذا هو الطبيعي
ولكن: يجب أن نعالج كل مدينة بشكل مختلف عن الأخرى, مثال: نحن نخوض في حلب حرباً شبه نظامية تقريباً بمجموعات كبيرة, لكننا علينا أن نخوض حرب عصابات بمجموعات صغيرة تضرب وتهرب ولا تدافع عن حدود ثابتة في المناطق الغير مسيطر عليها, وكذلك عمليات اغتيالات فردية (بعد محكمة ولو غيابية) من قبل فرقة مهمات خاصة مرتبطة بجهاز أمن فعّال تملك مسدسات كاتمة للصوت وتتقن التفجيرات, وهذا ما نحتاجه في داخل مدينة حماة التي يصعب السيطرة عليها لوجود 30 ألف عسكري (مستودع للقوات لأنها وسط سوريه وبها 600 ألف لاجئ من المدن الأخرى..) وكذالك في تل كلخ واللاذقية وطرطوس وداخل دمشق... نعم لقد وصلنا للعقد الأساسية للنظام والتي تحتاج إلى قفزة كبيرة نوعاً وعدداً لأن قوات النخبة موجودة في دمشق من الحرس الجمهوري, وحيث في دمشق أيضاً ضباط الجيش والأمن ذات الأغلبية الكاسحة من الطائفة العلوية التي تساند النظام بقوة (عدا القليل جداً من اللذين نحبهم منهم) وهذا يقتضي تحضيرات ومعالجات وحسابات في ميزان القوى وتنسيق القوات والإمكانيات بقيادة واحدة مطاعة الأوامر وتملك المال الكافي للتحرك. سننتصر بقوة الله وبالوقود الذي زودتنا به أرواح الشهداء,والطلب الحثيث في نفوسنا ونفوس مئات آلاف الأيتام والأرامل والثكالى والمشردين على الانتقام, ولأن قضيتنا عادلة, ويحملها شباب الجيش الحر المخلصون, لكننا نريد للخطط الموحدة أن تتفعل ليقترب النصر أكثر. إن تغلّب الشعب على جيش مسيس يمسك بكل مفاصله طائفيون متخلفون وتصبغهم روح الأنانية والكراهية ويملك 450 ألف جندي و4700 دبابة و850 طائرة... عمل شاق جدا, لكننا قطعنا معظم الطريق بفضل الله الذي ثبت ثوارنا, وقد تجاوزنا منطقة الوسط وبدأت الكفة ترجح لصالحنا..... أليس هذا إنجازاً هائلاً من شعب تخلّى عنه العالم؟ إن مئة ألف مقاتل يحمونكم والله يحميهم فلا تخافوا أبداً على الثورة, ومن قال هلك المسلمون فهو أهلكهم!
مجاهد مأمون ديرانية
سامي إبراهيم
صالح عبد الله السليمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة