نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3152
شـــــارك المادة
يذكّرني موقف الغرب من المعارضة السورية بموقف بني إسرائيل من موسى -عليه السلام- عندما طلب منهم ذبح بقرة بعد أن عجزوا عن معرفة قاتل أحدهم, ولم ينفذوا هذا الطلب إلّا بعد أن عاقبهم الله فشدّد عليهم؛ فلم يجدوا البقرة إلّا بشقّ الأنفس, وبعد أن بحثوا عنها طويلا. العالم الغربي اليوم يطالب مجلسنا الائتلافي بحكومة انتقالية في سابقة لم تعهدها الثورات العربية.
فإن قلنا أنّ الوقت لم يتسع لهذا الطلب بسبب قصر أمد الثورتين المصرية والتونسية؛ فإنّ هذا الأمر لم يكن كذلك في الثورة الليبية مثلا والتي استمرت أكثر من عام, ولم يطالب المجتمع الدولي المجلس العسكري الليبي بحكومة انتقالية. لقد طالب المجتمع الغربي من المعارضة السورية ضمّ صفوفها, ولمّا تمّ ذلك إذا بهذا المجتمع يعترض عليها لأنّها لا تمُثّل كافّة أطياف المعارضة، وعندما استطاعت هذه المعارضة تشكيل الائتلاف الوطني وبدا أنّ طلب هذا العالم قد تحقّق إذا بهذا العالم الآن يطالب بحكومة انتقالية. فما هو السر الذي يجعل العالم الظالم ينتقل من طلب إلى آخر؟ وما الذي يجعل هذا العالم يماطل في تنفيذ وعوده التي أعطاها للمجلس الوطني ,ثمّ إلى الائتلاف الوطني؟! إنّ عدم رغبة الغرب في تغيير النظام في سورية أصبح واضحا ومعروفا عند الشعب السوري, أمّا الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من التوضيح, فهو عدم الاعتراف الدولي الواسع بالائتلاف الوطني, وإن تمّ من بعض الأطراف, فهو اعتراف منقوص ,ويفسّره الغرب على هواه. فكيف إذن سيتمّ الاعتراف بالفرع أي الحكومة الانتقالية, ويتجاهل هذا الغرب الأصل وهو الائتلاف الوطني والذي انبثقت منه هذه الحكومة؟! لقد وعـد الائتلاف الوطني ومن قبله المجلس الوطني بالكثير من المساعدات المالية, إلّا أنّ هذه المساعدات لم يصل منها شيء, وإن وصل منها, فهو من بعض الدول الخليجية وبالقطّارة. فهل سيكون حظّ الحكومة الانتقالية أفضل من حظّ المجلس الوطني أو الائتلاف الوطني؟!. أم أنّ الأمر سيكون أصعب, وأكثر حساسية, وأكثر مدعاة للخلاف الذي سيتحوّل من خلاف بين الشعب ونظام بشّار الأسد إلى نزاع بين شعب وحكومة وهميّة منزوعة الصلاحيات؟! ألن يكون مصير هذه الحكومة هو مصير المجلس الوطني الذي استطاع الغرب تشويه صورته أمام الشعب وأظهره بمظهر من يسرق أموال الشعب لينفقها أعضاؤه على مآربهم الخاصّة؟! ويعمل الغرب اليوم على إحراق أوراق الائتلاف من خلال تشكيل هذه الحكومة الانتقالية. إنّ أهداف الغرب تبدو واضحة الآن, والشعب السوري الذي يعدّ من أذكى شعوب العالم,لم يعد يستريح لهذا الغرب الظالم, أو يثق بوعوده. إنّ على الائتلاف الذي استبشر به الشعب السوري خيرا أن يحافظ على ثقة الشعب به؛ فيصارحه بخذلان العالم له, وعلى الائتلاف أن يعد الشعب بأنّه سيعمل معه ودون الاعتماد على أحد إلّا الله. إنّ واجب الائتلاف أن يُفهم هذا العالم أنّه وإذا أراد فعلا مساعدة الشعب السوري؛ فليكف عن كذبه ومحاولة خداع هذا الشعب, وليعمد فورا إلى إمداد الثوّار بالسلاح, وليقم فورا بتحويل المساعدات الإنسانية إلى ممثلي هذا الشعب لا إلى حكومة بشّار الأسد, والعالم يعلم تمام العلم أين ستذهب هذه المساعدات.
أحمد موفق زيدان
أسرة التحرير
زهير سالم
إبراهيم السكران
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة