..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بشار المهزوم

عوض السليمان

٦ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6670

بشار المهزوم
قبل وبعد1.jpg

شـــــارك المادة

أول ما لفت نظري في خطاب بشار الأسد، أنه جاء بعد مجزرة حلفايا والمليحة الذي ذهب ضحيتهما مئات الشهداء من المدنيين العزل، وأن تلك المجازر كما تعلمون جاءت بعد تهديدات الإبراهيمي بوجوب قبول خطته الخبيثة التي تنص على أن يبقى الأسد رئيساً لسورية حتى العام 2014.

 

فالأسد يكمل اليوم مسرحيته الدولية المغطاة أمريكياً والمدعومة روسياً وصينياً، فقام بمجازره تلك ليجبر الثوار على القبول بتوصيات الإبراهيمي، ثم ظهر على شاشات التلفاز، حتى يقول إنه متماسك ومستمر في حكم البلاد، وتذكروا ما فعلته قبل أيام بكم.

لم يكن الأسد ليخطب دون دفعة معنوية ودون تحركات على الأرض يظهر من خلالها قوته، وهذا ما أراده بالضبط في مجزرتي حلفايا ومليحة الشام.
لكن ومع كل ما تقدم، فقد بدا الأسد في خطابه مهزوزاً لدرجة كبيرة، وخائفاً حتى من مؤيديه، إذ أشار ثوار الداخل، إلى أن قوات الأمن عمدت إلى نقل أعضاء مجلس الشعب ونفر من الشبيحة إلى ثلاثة مواقع مختلفة تمويهاً على الجيش الحر وحماية لرئيسهم من الاغتيال.
ولم يصل جمهور الخطاب إلى دار الأوبرا إلا في اللحظات الأخيرة قبل الكلمة.
أضف إلى ذلك أن مصادر للجيش الحر أشارت إلى استقدام أكثر من مائة حافلة من المؤيدين من لبنان لحضور كلمة بشار.
وإن كنا لا نملك وسيلة للتأكد من صحة هذا الخبر، فإنه من المؤكد أن دمشق عاشت تحت حصار من جميع مداخلها، ونقلت إليها قوات عسكرية ضخمة لحماية الرجل.
ومهما يكن من أمر، فإن أول ما لفت نظر كثير من المتابعين هيئة الأسد ولون وجهه المخطوف، وعيناه الغائرتان اللتان ذكرتا بما قاله المنشقون عن نظامه إن الرجل لا يكاد ينام من كثرة القلق وتزاحم الهموم.

أراد الأسد أن يبدي أنه واثق بنفسه وقادر على النصر، وما ذلك إلا ليرفع معنويات شبيحته المتهالكة أولاً، وليفرض نفسه أمام العالم كجزء من أي حل سياسي في المستقبل.
ولهذا، فقد عمد فوراً إلى التهديد والوعيد وقدرته على قتال الإرهابيين وتخليص البلاد منهم، وطالب السوريين كما زعم بالتماسك الوطني لرد "الكفرة والإرهابيين" عن بلاده.
ولعله قصد في ذلك الاستمرار في تدمير المخابز، ومحطات الوقود والاعتداء على المدنيين العزل.

لا أدري كيف يحاول الأسد أن يظهر تماسكه لمؤيديه، ويتكلم في الوقت نفسه عن أهمية ضبط الحدود، أ فلا يضبطها بنفسه إن كان قادراً على ذلك.
وكيف يتكلم الرجل عن النصر، والجيش الحر يقاتل في دمشق منذ أربعة أشهر كاملة. ويسيطر على أكثر من ستين بالمائة من أرض سورية، بينما لا يكاد الأسد يسيطر على عدة أمتار تحيط بقصره فقط.

اعتمد الأسد في حديثه على الهجوم على تنظيم القاعدة "والإرهابيين الإسلاميين"، وكان من الواضح أنه يستفيد بذلك من تصنيف أمريكا لجبهة النصرة كمنظمة إرهابية. ولا نستغرب من ذلك فقد ظننا على الدوام، أن الطرف الذي يعادي الشعب السوري هو أمريكا وحلفائها، وأن مصلحة أمريكا هي بقاء الأسد.

لا أعتقد أن الشبيحة كانوا يهتفون بالمصادفة لبشار والجيش فقط، فإن هذا لب سياسة الأسد التي اتبعها منذ بداية الثورة، وهي تدمير سورية بمن فيها من أجل سلطته. ولهذا نعتقد أن أوامرَ قد صدرت للشبيحة بأن لا يذكروا اسم سورية في هتافاتهم، فهو يريد أن يقول مجدداً، المهم أنا وليس أحد سواي ولو كانت سورية نفسها.

لا أريد أن أخوض كثيراً في تحليل الخطاب، فالشعب السوري لا يعنيه الخطاب ولا قائله، وهو ماض في طريق التحرير بالقوة بقطع النظر عمن يقف مع الأسد وورائه.
ولكنني أريد أن أشير إلى نقطة شديدة الأهمية، وهي أن الأسد يقود معركته العسكرية والسياسية من داخل سورية، وكذلك الثوار، بينما لا يزال ائتلاف المعارضة يقود تلك المعركة من مكاتبه في مصر.
ولذلك نرى وجوب عودته إلى المناطق المحررة بالسرعة الممكنة والمشاركة بالفعل في ثورة الشعب السوري، وسيكون لهذا أثراً عظيماً في انتصار الثورة السورية.

 

 

العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع