محمد حسن العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 7122
شـــــارك المادة
لقد كان الحديث في الرسائل السابقة لماذا الثورة؟ أمن أجل الحرية والكرامة؟ أم من أجل التجويع ومحاربة الانسان السوري برزقه؟ لا شك أنها كلها أسباب ودوافع تستدعي انتفاضة هذا الشعب العظيم.
ولكن هناك دوافع يجب أن يعيها كل إنسان مسلم بل وكل انسان مهما كان معتقده في سوريا لأنها معان انسانية بكل معنى الكلمة لا تستوعب فقط تلك الاسباب الأنفة الذكر، بل هي أوسع وأرحب من ذلك بكثير. وتتلخص في العبارات الثلاثة التي نطق بها ذلك الجندي الرباني الذي تخرج من مدرسة النبوة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، هذه العبارات ذهبت مثلا تتناقلها الاجيال عبر الاجيال منذ ألف وأربعمائة سنة تقريبا. لقد سجل التاريخ هذه العبارات عندما التقى الجيش الاسلامي بقيادة خالد ابن الوليد -رضي الله عنه- بجيش الفرس بقيادة رستم، فبعث رستم الى خالد أن ابعث الي من أفاوضه. فبعث خالد -رضي الله عنه- ربعي ابن عامر، وجاء ربعي على ظهر فرسه متجها الى جيش رستم فلما وصل ورأى ذاك السرادق الفخم العظيم الذي نصب لرستم وفي داخله سرير الذهب والبسط المفروشة على الأرض وقد تُوج رستم بتاج مرصع من الذهب - و كل هذا فعله الفرس ليبهروا هذا الأعرابي بهذه المظاهر البراقة كما يظنون وكما بُهرت اليوم وعشيت أعين الكثير من أبناء هذه الأمة ببريق الحضارة الغربية المعاصرة فتقدم ربعي حتى وقف بفرسه أمام السرادق ونزل عنها وربط فرسه بخمل البسط المفروشة وتقدم يخرق تلك البسط برمحه متجها حيث يجلس رستم، فتقدم وجلس بجانب رستم على سريره. فهاج وماج الفرس وأرادوا أن ينزلوه فقال لهم إما أن تدعوني جالسا بجانب معبودكم هذا (يعني رستم) وإما أن أعود إلى قومي، فأنتم الذين بادرتم بطلب المقابله وليس نحن. فقال رستم دعوه جالسا، فقال رستم لربعي ما الذي دفعكم لتغامروا بغزونا؟ وأنتم أعراب كنتم تأكلون الخنافس والجعلان؟ ولا تملكون من مقومات الحياة إلا ما نتصدق به عليكم؟ فقال ربعي: نعم ما تقوله صحيح، ولكنّ الله ابتعثنا و جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. إنها لعبارات والله تستحق أن تسجل بماء الذهب، نطق بها هذا الجندي الرباني وإلى حديث آخر حول معاني هذه العبارات في معلم آخر من معالم على طريق الثورة.
زهير سالم
صالح عبد الله السليمان
عبد المنعم زين الدين
أحمد موفق زيدان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة