محمد حسن عدلان
تصدير المادة
المشاهدات : 4115
شـــــارك المادة
كتب عباس علي وهو كاتب علماني من العلويين مقالا بأسلوب عاطفي تحدث فيه عن هواجس ومخاوف من حرب أهلية قادمة، ويدعي أن طائفة النظام قد لحقها ظلم تاريخي سابق، ولن يسمحوا بالعودة إليه.
وللرد نقول:
لماذا لم تتضطهد الأقليات الأخرى، كالمسيحيين والدروز واليزيدية... ،لقد تم حل وتجاوز كل الأزمات السابقة، ولم يترسخ أنه اضطهاد مادام هناك اعتراف بحكم الأغلبية، هذه سنة الكون، وفي كل البلاد الديمقراطية يكون رأس السلطة من الأغلبية حسب الدستور أو العرف،وهذا لا يعني إنقاص حقوق الأقليات، وهذا مطبق في أمريكا ودول أوربا وغيرها،مثلا في إسبانيا تنص المادة السابعة من الدستور على أنه يجب أن يكون الرئيس كاثوليكيا. وفي السويد، فالدستور ينص على أنه يجب أن يكون الملك من البروتستانت، أليس من الحكمة ألا تـُستخدم شماعة حقوق الأقليات للانتقاص من حقوق الأكثرية.
فللأقلية حقوقها مادام لم يحدث منها عدوان ومساعدة للأجنبي، ولكن للأسف فإن العلويين قديما قد ساعدوا المغول والصليبيين في احتلالهم لبلاد العرب، وهذا سبب فتوى ابن تيمية المشهورة، وهي صالحة لوقتها فقط، فقد كان معاصرا وموثقا لهذه الأحداث، وفتواه تطبق على الخونة فقط، وهذا الحكم تعمل به كل الدول، وهو معمول في سوريا وغيرها الآن.
ولكن في سوريا يعتبر المواطن خائنا لمجرد عدم تمجيده للقائد الملهم!.
هل صدرت فتاوى مماثلة قبله، أي قبل تعاونهم مع المغول والصليبيين؟. لا. وحديثا فقد رسخ المتهورون من هذه الطائفة نظرة المجتمع لهم بالخيانة، وذلك عندما قاموا بمساعدة الاستعمار الفرنسي، وهاجموا مقر الثوار وقاموا بالتدمير والتهجير لسكان من مناطقهم حول الحفة وقصفهم بالمدافع،
وكذلك في بانياس، وفي حمص حين قام بعض أهالي(خربة غازي) العلوية بالغدر بأبطال الثورة وتسليمهم للفرنسيين ثم قتلهم وغير ذلك من الأحداث.
والمشكلة أن كبار الطائفة العلوية لا ينصحون أتباعهم بأن ينظروا للمستقبل ويوازنوا بين الربح والخسارة على المدى البعيد. ولا يحسبون عواقب الاعتداء، ويتجاهلون أن الشعوب باقية والحكام زائلون، فليس هناك شيء للأبد، لا الاستعمار الفرنسي ولا الأسدي ولا غيره.
فعندما تخلت فرنسا عن العلويين ،عاد المهجرون السنة وتطرفوا بالثأر ، إنهم مهجرون، وانتقموا بطريقتهم البدائية، فكم كان عدد الضحايا، إنهم فقط بضعة أفراد ممن شارك في التهجير والتدمير والسلب والاغتصاب، وهذا يسمى في الشرع:
الفساد في الأرض وعقوبة مرتكبه القتل ولو كان من المسلمين. ثم أين عدد هؤلاء الضحايا ـ ونحن نستنكر طريقة الثأر ـمن عشرات الآلاف الذين قتلوا على يد العلويين وأذنابهم في العهد الأسدي، ومعظمهم أبرياء، سواء في سوريا، أو في لبنان بقصف من جبل محسن وغيره...
لقد اختلف العلويون مع الشيعة على البر والتقوى لحد التكفير، ثم تعاونوا على الإثم والعدوان معهم على قمع الثوار،وسابقا على قتل الحريري ، وقبلها تحالفوا مع عصابة أمل بحصار مخيمات الفلسطينيين حتى أكلوا الجيف.
أين ما يدعيه العلويون من مظلومية من الظلم الذي لحق بالسنة؟!
من قتل للأطفال والنساء في المرقب وغيرها من ذبح الأطفال من الدعس على الناس وهم يقهقهون، من الإجهاز على الجرحى، وتعذيب السجناء حتى الموت ورميهم وقد انتزعت أحشاؤهم، ثم مهاجمة المشيعين وإتلاف الدراجات والأرزاق وقصف المدنيين وتهجيرهم، لقد هجروا مدنا كاملة كحمص وغيرها، لقد أصبحت بعض الأحياء أطلالا ولم تصب بشوكة أحياء الطائفيين في الزهرا وعكرمة،
ألا ينظرون للغد مقدار أنملة، كيف سيتعايشون غدا مع جيرانهم. يا الله كم هم مغفلون. ثم ما الذي يفرض على الإنسان الباطنية(السرية) إذا كان لا يؤذي الآخرين، فالمسيحيون وغيرهم، حتى اليهود رغم ما عرف من غدرهم. عاشوا أفضل عهودهم في ظل الإسلام باعتراف الجميع، ولكن المسلمين دائما يدفعون ثمن تسامحهم، دفعوه في الأندلس وفي فلسطين والبوسنة وغيرها، والآن يدفعونه في سوريا.
هل ذنب السنة أنهم وثقوا بمن يدعي الوطنية والقومية، ففتحوا صفحة جديدة تناسوا فيها الغدر القديم، فتغاضوا عن كثافة انضمام الطائفة للجيش ثم تكتلها، لتغدر بهم فيما بعد وتغتصب السلطة بالخداع،
هل أخطأ السنة بطيبتهم لدرجة السذاجة عندما لم يبالوا بالخطر قبل أن يستفحل، وسمحوا بالتداول لتتسلط عليهم عصابة تريدها للأبد وإلا ستقتلهم؟ أين التعقل عند النخبة العلوية ؟ لماذا لم ينصحوا النظام ـ وهم الذين يديرونه ـ بتسليم الحكم بسلاسة لعلمانيين ومعتدلين ؟ ليحدث تحول حضاري للسلطة، ويمتصوا بذلك الغضب والفتنة ،ليعود الكل آمنا ولكل ذي حق حقه؟ أليس ذلك أفضل من إثارة الأحقاد ودفع الطرف الآخر إلى التطرف ثم سيطرة المتشددين والثأر فيما بعد؟ مع أنهم يعلمون أن النظام آيل للسقوط الحتمي مهما تأخر ؟! قد يمكن تدارك ذلك قبل فوات الأوان،ولكن من أجرم سيحاكم بالقانون.وكلما تأخرنا وزادت الجرائم ستزيد المحاكمات. للشعب عذره في إزالة فاسد مستبد ولكن ما سبب من يدافع عنه إلا الطائفية.
أين الفتنة في إزالة ظالم وفاسد مهما كانت طائفته ،ألم تنتفض الشعوب ضد من هو أقل ظلما وفسادا ولم يقل أحد أنها فتنة ؟
حسين عبد العزيز
ساطع نور الدين
حسن شامي
طارق الحميد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة