داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 7539
شـــــارك المادة
إن سقوط النظام السوري وتحلله سيفتح بوابة الجحيم على حلفائه الإقليميين من حكومات ودول وشخصيات سياسية ورجال أعمال، لكون المخزون الوثائقي لمخابرات النظام السوري تضم ملفات وثائقية هائلة لفضائح وخفايا العديد من الملفات الحساسة في الشرق الأوسط.
فالنظام السوري هو نظام استخباري من الدرجة الأولى واهتمامه منذ ستينيات القرن الماضي كان يتمحور حول عالم المخابرات بكافة أشكالها وبما تتضمنه من فضائح مريعة بعضها جنسي وبعضها شيء آخر ومختلف، المهم أن انشقاق السفير السوري في بغداد السيد نواف الفارس العكيدي وانضمامه للقوى السورية الحرة التي تتطلع لخلاص الوطن السوري من أسر الزمرة الفاشية التي توارثت عرش الإرهاب والتسلط، قد كان البداية لانكشاف أطنان القذارات المخابراتية التي سيفرزها سقوط النظام الحتمي والقريب، فالسفير نواف الفارس ليس مجرد دبلوماسي عادي خرج من أروقة الدبلوماسية المرفهة والفارهة، بل أنه رجل أمن ومخابرات من الدرجة الأولى إضافة لكونه خارج من سياق المؤسسة الحزبية البعثية بدلالتها القمعية والإرهابية وحيث هو ملم بقضايا وملفات سرية عديدة لا تتاح لأي دبلوماسي عادي آخر، كما أن سفارة دمشق في العراق ليست كبقية السفارات السورية في دول العالم لكونها ذات جوانب أمنية واستخباراتية محضة ومن يعين سفيرا بها فهذا يعني أنه ابن مخلص للنظام وضليع بملفاته الاستخبارية الخاصة جدا وهو ما حدث فعلا ففي تصريحاته الأخيرة أكد الفارس على تورط حكومة نوري المالكي في دعم النظام السوري خضوعا لأوامر النظام الإيراني رغم معرفة نوري المالكي الكاملة والتفصيلية بكل حقائق التورط السوري المباشر في الأحداث الدموية والإرهابية في العراق ودعم المخابرات السورية لإرهابيي القاعدة وهم يفجرون أشلاء العراقيين، وسبق لنوري المالكي شخصيا في صيف 2009 أن خرج عن سياق الانضباط الإيراني ليتهم النظام السوري مباشرة في مساندة ودعم الإرهابيين بل أنه هدد بالشكوى للأمم المتحدة قبل أن يتدخل النظام الإيراني ويضغط باتجاه لملمة الموضوع وطمطمة الفضيحة، وهو ما يؤكد حقيقة خضوع نوري المالكي للأوامر والنواهي الإيرانية وبكون الحكومة العراقية الراهنة مجرد واجهة كارتونية يتحكم في مقدراتها وسلوكياتها ومواقفها قادة الحرس الثوري الإرهابي الإيراني الذين لهم في العراق أيادي طويلة وطويلة جدا من أحزاب وميليشيات وقادة سياسيين ودينيين، بل أن العراق الحالي بتشكيلته الحكومية ليس إلا مرتع خصب للنظام الإيراني وحيث يعول الإيرانيون على الحكومة العراقية للعب دور حاسم لإنقاذ حليفهم النظام السوري ولو تطلب الأمر استعمال العراق كممر حيوي ولوجستي لإرسال الحرس الثوري برا وكذلك المساعدات العسكرية واللوجستية الإيرانية الأخرى في خطوة ستشعل فتيل التوتر المذهبي الهش القائم في العراق، السفير السوري المنشق نواف الفارس يمثل بوابة معلوماتية هائلة و كنز متدفق من الملفات الخاصة والخاصة جدا التي ستساهم في تحلل النظام السوري وتدمير بنيته الاستخبارية التي يعتمد عليها في وجوده القاتل، وطبعا ستكر سبحة الانشقاقات في صفوف الأجهزة الأمنية والعسكرية والإستخبارية والدبلوماسية وسيتداعى النظام الإرهابي السوري من الداخل ثم يتطاير كهشيم تذروه الرياح، ولكن المهم في الموضوع هو أن عناصر وأدوات وعملاء النظام السوري سيتعرضون لفضيحة تاريخية من خلال انكشاف ملفاتهم عبر تسليط الأضواء المعلوماتية الكاشفة، وفضح الأدوار السرية وانكشاف كل خيوط وأدوات التحالف الإجرامي الإيراني/ السوري، لا عذر بعد اليوم لأي سياسي يغامر ويقامر بدماء الشعب والأبرياء من الضحايا إرضاءً لنزوات وشهوات وأطماع قادة النظام الإيراني العنصري الذين أثبتوا بوقوفهم المخزي خلف نظام القتل والجريمة السوري بأنهم أبعد ما يكون عن الإسلام الحنيف أو عن أخلاق وشمائل أهل بيت النبوة الكرام الذين بهم يتشدقون ويحاولون تصدير بضاعتهم الشعوبية الطائفية المريضة.. لقد كشفت الأدوار وأزيحت الأقنعة وحان موسم فضائح الطائفيين الخانعين للمشروع الإرهابي الإيراني الذي سيسقط تحت سواعد وأقدام أبطال الثورة السورية الكبرى الذين طرزوا عقد الشرق القديم بصفحات مجيدة من البطولة والفداء….
المصدر: المختصر الإخباري
غسان الإمام
برهان غليون
عبد الوهاب بدرخان
علي حسين باكير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة