أحمد أرسلان
تصدير المادة
المشاهدات : 4595
شـــــارك المادة
مضى على الثورة السورية أكثر من 440 يوماً ، قدم فيها أهل الشام ما يزيد عن خمسة عشر ألفاً من كهولها وشبابها وأطفالها ، 440 يوماً رأينا فيها الكثير من معاني الصمود و الكرامة والبطولة والتكاتف .
إلا أن المتابع للثورة السورية يرى أنها تفتقر حتى الآن لشيئين مهمين ، خاصة مع ما تشهده هذه الثورة المباركة من التآمر الدولي والتخاذل العربي و الإسلامي . وكل هذا في ظل انكشاف ورقة التوت عن النظام العالمي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ، حيث تبين أنها (آلية) لتحافظ الدول العظمى على مصالحها ، وتتحكم في شعوب العالم عن طريق ( شرعية دولية ) جعلتها لنفسها !! وكأننا في زمن الامبراطوريتان الفارسية والرومانية ، وما العرب إلا قبائل تحرس حدود هذه وتلك . إن أول ما ينقص الثورة السورية حتى الآن هي واجهة سياسية (جادة )، تضع أحزابها جانباً وتنخرط في عملية حقيقية للتنسيق المشترك. ولولا أن بعض هذه الواجهات السياسية بنت هياكلها على المحاصصة الحزبية لاستطاعت تقديم أكثر مما قدمت بكثير ، وكانت استطاعت أن تقطع الطريق على من جعلها شماعة لتأخر التدخل أو التعاون في اسقاط النظام . ثم إن ثاني ما ينقص ثورتنا يعتمد على سابقه ، حيث ينقصها القراءة الصحيحة للوضع الدولي ، والتخطيط الصحيح والرؤية التي تتلائم مع مستجدات كل مرحلة ، ولا ينكر أحد أن أغلب تحركات القيادات وخاصة السياسية تنطلق أفعالها من ( رد الفعل ) دون أن يكون هناك استغلال صحيح للمستجدات الدولية وتنسيق مشترك وتحرك مدروس . إن مجزرة الحولة ليست الأولى ، سبقها العشرات ، ووثق مالا يقل عن ست مجازر أكبر منها وأكبرها وقعت في 4/2/2012 م في حمص وذهب ضحيتها 342 شخصاً على الأقل . إذاً لماذا تحرك المجتمع الدولي الآن ؟ هل بدأ التحول وإدراك الغرب أن بقاء النظام والأوضاع على ماهي عليه سيخلق فوضى لن يستطيع بشر ايقافها ؟ أم أن الميزان بدأ يميل للثوار فكان عليهم التحرك ليكون السقوط ( كما يريدون ) وغير كاملاً و يكون البديل ( من يريدون ) ؟ أم أن ما يجري من تصعيد الغرب ضد نظام الأسد ما هو إلا ورقة في مناقشات الغرب مع إيران من أجل برنامجها النووي ؟ هل القيادات العسكرية والسياسية للثورة على دراية بما يدور وراء الكواليس ؟ ولديهم خطة عمل بالمقابل تنقذ البلاد وتحافظ على ثورتها من السرقة أو من أن تنجح ظاهرياً ويبقى النظام حقيقة ؟ إن أهم الجهود التي يجب أن تبذلها الواجهات السياسية والعسكرية حالياً هو تحرير سوريا ، يجب وضع كل الأهداف الحزبية أو الخلافات الفكرية جانباً والعمل معاً لرفع الظلم عن هذا الشعب الأبي .
إن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو ادعى به في الإسلام لأجبت " نعم فرفع الظلم ونصرة المظلوم مهمة عظيمة ،وأولوية كبيرة ، فتركوا كل شيء ورائكم واجعلوا نصب اعينكم إعادة أرض البركة لشعبها ، ولا تسمحوا لأي جهة أن تسرق ثورتنا أو أن تحرف مسارها بسبب خلافاتنا ،سياسيين وعسكريين ضعوا أيديكم بأيدي بعض فقد ضحينا بالكثير ونستحق التحرير . ثم على الثورة الشامية والعاملين فيها الانتقال للعمل بشكل أوعى ، واستحضار ما يحاك في السياسة الدولية بشكل أكبر، لا نريد أن نكون ورقة مفاوضات أو عملية بيع وشراء ، علينا أن ندير معركتنا بأنفسنا ، نحتاج للمفكرين ، للسياسيين ، للمخططين العسكريين ، نحتاج رؤية شاملة للأوضاع الحالية ، وخطة تخرجنا مما نحن فيه إلى الحرية ، ثم إلى بناء دولة حضارية يسودها العدل . نحن لا نريدها على الطريقة اليمنية، نحن نريدها ( شامية ) على طريقتنا ، بوعي وإدراك للأحداث . الكثير من الثورات أتت بالنظام السابق ، والكثير من الثورات اختطفت ، ولا نريد ذلك لثورتنا .
أحمد موفق زيدان
أبو عبد الله عثمان
جورج سمعان
سعد محيو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة