عبد الكريم بكار
تصدير المادة
المشاهدات : 3252
شـــــارك المادة
ليس عند أحد شك اليوم في أن النظام السوري بات يقف على حافة الهاوية، وبدأ يفقد السيطرة على نفسه، ودخل مرحلة التخبط وإيذاء الذات على كافة الصعد، لكن النظم الأمنية - كما هو شأن النظام السوري - تشبه الأشجار في أنها تموت وهي واقفة، وكلنا يتذكر ما كان يتوعد به إعلام صدام والقذافي من السحق للخونة والمتآمرين في الوقت الذي كان فيه الرجلان مختبئين في حفرة أو أنبوب مجارى ! .
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ما الدلائل على أن النظام السوري قد صار في آخر المرحلة الأخيرة من عمره؟ للجواب على هذا السؤال أقول: إن الأدلة على ذلك كثيرة جداً، ولعل من أهمها الآتي: إن الجيش الحر بات يسيطر على مساحات واسعة من سورية، وهذه المساحات تتسع باستمرار، والدلائل على هذا كثيرة جداً، لعل منها أن الحكومة اللبنانية أصدرت قراراً بمنع سفر البر عبر سورية لمواطنيها الذين يريدون السفر إلى إيران والعراق على نحو أخص، وذلك حتى لا يتعرضوا للخطف ... وهذا يعني أن النظام لم يعد قادراً على حماية حلفائه الذين جعل من سورية مرتعاً خصباً لهم، وهو لم يستطيع أن يقدم لهم أي خدمة - حتى الآن - على صعيد إطلاق سراح المحتجزين من قيادات حزب الله. النظام يرسل للعالم من خلال المجازر اليومية التي يرتكبها في طول البلاد وعرضها - وآخرها مجزرة الحولة ومجزرة حماة - رسائل مفادها أنه يستطيع أن يقتل، لكنه لا يستطيع أن يحكم، فالتطلع إلى الاستمرار في الحكم يقوم دائماً على التقارب وتعظيم القاسم الوطني المشترك، والنظام لا يفعل شيئاً من ذلك، وإنما يمارس الكذب المتتابع والمفضوح أمام المواطنين من أجل ثني المجتمع الدولي عن القيام بإجراءات حاسمة ضده، مما يعني المزيد من فقد المواطنين للثقة بالنظام.
1. النظام السوري آخذ في التداعي من داخله، وتوالي انشقاقات الضباط والجنود يؤشر إلى أن النظام لم يعد قادراً على معاقبة كل من ينشق عنه، كما أن الجيش الحر يحصل على كثير من أسلحته من خلال القائمين على مستودعات الأسلحة لدى جيش النظام، وقد كثر هذا في الآونة الأخيرة، ونحن نعتقد أن النظام قد دخل على هذا الصعيد فيما يسميه الأطباء (الدورة المعيبة) حيث إن تآكل الانضباط العسكري سيؤدي إلى أن يعتمد النظام بشكل متزايد على أبناء الطائفة التي ينتمي إليها أركانه، وهذا الاعتماد سيزيد في خسائر العسكريين والأمنيين والشبيحة منهم مما يشكل حافزاً إضافياً لهم على عدم إطاعة الأوامر، كما أنه سيدفع كثيراً من أبناء الطائفة إلى السخط على النظام بسبب الشعور بأنه يقودهم إلى الهاوية. 2. الاقتصاد السوري مثل النظام السوري هو الآخر على حافة الهاوية، حيث إن النظام المجرم ينفق على حملته العسكرية ما يقارب المليار دولار شهرياً مما جعل الرصيد الاحتياطي من العملات الصعبة على حافة النفاد، كما أن عجلة الاقتصاد شبه متوقفة، وهذا يشكل ضغطاً هائلاً على قدرة آلة النظام العسكرية على الاستمرار في القتل والتدمير، كما أنه يُضعف من قدرة النظام على ضبط الشارع وتسيير شؤون الحياة اليومية. 3. من الملاحظ أن حلب ودمشق قد توسعت في الأسابيع الأخيرة مشاركاتهما في الحراك الثوري بقوة، وفي يوم الجمعة الماضية كان في كل واحدة منهما نحو من مئة وعشرين نقطة تظاهر، وهذا يقض مضجع النظام، ويجعله يشعر بالخطر على وجوده، حيث إن من المعلوم لدى دائرة ضيقة من الثوار أن دعم كثير من رجال الأعمال للثورة قد صار أقوى في المرحلة الأخيرة، وإضراب الأسواق الرئيسية في دمشق احتجاجاً على مجزرة الحولة مؤشر واضح على أن التجار قد بدؤوا فعلاً بالانخراط في الحراك الثوري، وهذا له دلالة قوية على تهالك النظام، لأن كثيراً منهم كانوا حلفاء للنظام عبر توظيف أموال الأثرياء من ضباط الجيش وكبار الموالين للسلطة.
إن إجرام الأسد الصارخ واستمراره في القتل بالإضافة إلى الأخطاء الفاحشة التي يرتكبها سيجعل من سقوطه في القريب العاجل أمراً لا مفر منه، وهذه هي سنة الله - تعالى - في المجرمين حين يعيثون في الأرض فساداً، وينشرون فيها الخراب والدمار.
الموقع الرسمي للدكتور عبد الكريم بكار
هارون الزير
علي حسين باكير
حذام زهور عدي
خورشيد دلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة