..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

دور المساجد في الثورة.. قوات بشار تحتل المساجد بالمدن التي تدخلها

الشرق الأوسط

١٦ يونيو ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3458

دور المساجد في الثورة.. قوات بشار تحتل المساجد بالمدن التي تدخلها
1008.jpg

شـــــارك المادة

مع إطلاق مكبرات الصوت في مساجد معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب النداءات للأهالي لإخلاء المدينة قبل وصول قوات الجيش، والنجاة بأرواحهم وعائلاتهم، برز الدور الهام الذي تلعبه الجوامع في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
فبعد أن أصبحت ملاجئ ومشافي في درعا، وأكثر من مدينة اقتحمها الجيش، لم تعد الجوامع في سوريا أماكن للصلاة والعبادة فقط، وإنما تحولت مع بدء الاحتجاجات إلى أماكن للتجمع وانطلاق المظاهرات، وذلك بسبب منع السلطات السورية -وعبر عقود طويلة- الناس من التجمع في أي مكان دون إذن مسبق.
أماكن العبادة التي هي وفق التقليد الديني مكان لله، ولعباده، بقيت بمنأى عن تلك القوانين، لكنها لم تكن بمنأى عن تسلط الأجهزة الأمنية التي ترسل مخبريها لمراقبة ما يجري داخلها وتسجيل خطب رجال الدين، وكتابة تقارير مفصلة عما جاء فيها. وأحياناً كثيرة وفي مناسبات معينة، كانت مضامين تلك الخطب توضع وفق توجيهات أمنية معينة.
لكن منذ بدء الاحتجاجات، ومع محاولة خروج أول مظاهرة من الجامع الأموي في درعا، فرضت حالة استنفار عامة على عموم دور العبادة، وبالأخص الجوامع الكبرى التي يتوقع أن تخرج منها مظاهرات حاشدة. والاحتلال الأمني للجوامع دفع إمام جامع الحسن في الميدان إلى تقديم استقالته، التي تراجع عنها بعد تعهد السلطات بعدم مقاربة المصلين داخل الجامع، تعهد تم التحايل عليه إذ تم التربص للمصلين المتظاهرين في الشوارع المحيطة.
وتحول دور الجامع في سوريا من مكان للتجمع، إلى مكان آمن يمكن أن يكون مستشفى ميدانياً عندما يتعذر دخول المستشفيات العامة لأسباب عدة، منها: إطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف، وأيضاً احتمال اعتقال المصابين والمسعفين من المشافي.
وفي محافظة درعا التحقت بعض الكنائس بالجوامع وتحولت إلى مستشفيات ميدانية، لتستعيد بذلك دور العبادة دورها الاجتماعي والإنساني الذي سبق وعمل النظام ما بوسعه لتحجيمه. هذا الحراك دفع الأجهزة الأمنية إلى المبادرة إلى استعمار حقيقي للمساجد في كل مدينة يفرض عليها الحصار وتقتحمها دبابات الجيش، كما حصل في جامع العمري في درعا، وجامع أبو بكر في بانياس، مروراً بجوامع مدينة حمص وتلبيسة والرستن.. إلخ.
وحاول النظام سرقة دور الجامع في عملية خداع مفضوحة مورست في مدينة حمص، يوم اقتحام ساحة الساعة في أبريل –نيسان- الماضي، حيث احتل الشبيحة المآذن وراحوا يدعون للجهاد لتثبيت رواية أن السلفية اجتاحوا المدينة، بهدف تخويف السكان، ولكن سرعان ما اكتشفت الخديعة التي جرت بعد منتصف الليل دون أن يؤثر ذلك على دور الجامع.
وفي الأسابيع الأخيرة راح الناشطون يدعون إلى التظاهر في محيط الجوامع كي لا تتعرض هي أو المصلون من غير المشاركين في المظاهرات للأذى، وكي لا يقوم الأمن بحجز المصلين داخل المسجد ومحاصرتهم كما جرى عدة مرات في الجامع الأموي، وجامع الرفاعي في دمشق، وجامع خالد بن الوليد في حمص.
والجوامع إذ وجهت نداءات أمس في معرة النعمان لتحذير الناس، تحمل إشارات عدة عن استعادة هذه المؤسسات لدورها التقليدي في التواصل والإعلام، في ظل انقطاع الاتصالات، مضافاً إليه دور جديد كمعقل للاحتجاج.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع