أبو عبد الله عثمان
تصدير المادة
المشاهدات : 3810
شـــــارك المادة
في طريقه إلى الجنة -كما نحسبه ولا نزكيه على الله- والدم يتقاطر من وجنتيه وحوله أهله وأصحابه لا يفتر لسانه يلهج بكلمات يودع الأمة بها، بعد أن يكرر الشهادتين ويطمئن للنطق بهما يعود ليناشد الأهل والثوار فيقول: (مشان الله أكملوا ولا تتوقفوا عن الثورة)..
رسالة على الطريق أرسلها ليقول: إني بذلت روحي ودمائي في هذه الثورة فأكملوا الطريق.. رسالة على مشارف دار المقام وبيت الخلود يرسلها ليناشد جميع الأحرار أن هذه الثورة لا تُشرى ولا تباع بل ترخص أمامها الأرواح والدماء.. رسالة تنادي الأحرار أن روحه التي بذلها ليست في سبيل المناصب والجاهات ولو كانت لذلك لما فطن لها وهو ينطق بالشهادتين وقد بلغت روحه الحلقوم.. رسالة تنادي أن ما بذله أمانة في قلوب جميع الأحرار أن يكملوا المشوار.. إنه يناشد الشعب أن دمه أمانة فلا تضيعوها بالخلافات والنزاع.. ليس ما ضحى من أجله هو ثورة لا تكمل الطريق.. وليس ما ضحى من أجله هو ثورة ترضى بعد اليوم بالفساد أو التخلف أو الظلم أو الطغيان... كأني به وهو في سكرات الموت يصرخ لعل صوته يصل إلى كل أبناء الوطن إني أناشدكم الله أن تتقوا الله في هذه الثورة المباركة، وأن تحفظوها من العبث والضياع.. كأني به ينادي وقد خضب الدم رأسه إني عن دنياكم الزائفة راحل بربح وفير نقي فلا تعكروه من بعدي.. كأني به وهم حوله ينظرون -والله أقرب إليه منهم ولكن لا يبصرون- ينادي أن لا تلعبنّ بكم تلك الحياة الدنيا الزائفة المؤقتة.. فأخلصوا في نواياكم ولا يغرنكم بالله الغرور، فلا يوجد في دنياكم ما يستحق أن يشغلنكم عن دار البقاء.. كأني به وهو على شاشات الفضائيات يودع هذه الدنيا أمام الملايين وينادي بهم أن الحق يعلو رغم أنف الغافلين.. لا أتخيل فيمن يراه من الثوار أن يتعامل مع الآخرين بحقد أو حسد أو تعالي أو إقصاء.. وكأني بهؤلاء الثوار وهم في ثغورهم ومظاهراتهم تسود أجواء الإخاء فيما بينهم، وتسري بينهم روابط الحب والاحترام وحسن الظن والإنصات والتشاور والتناصح والتضحية والفداء.
مجاهد مأمون ديرانية
أسامة حوى
خليل العناني
بشير زين العابدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة