..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

في تركيا للبحث عن كواليس سياستها في سوريا

كلنا شركاء

١٦ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6964

في تركيا للبحث عن كواليس سياستها في سوريا
6.jpeg

شـــــارك المادة

- لا ثقة بأي حل تحت وجود بشار الأسد..
- سبب تأخر تركيا أنها لا تريد رحيل بشار فقط.. بل تطمح إلى حلول عملية لأغلب مشاكل الإقليم.
- خيارات كثيرة أمام تركيا من إستراتيجية بقعة الحبر إلى المناطق العازلة إلى الناتو إلى الضربات الموجعة!!
- في يد تركيا أهم ملفات الإقليم الاقتصادية والسياسية.



هناك عتب كبير على تركيا عند الكثير من المعارضة السورية لتأخرها واكتفائها بالتصريحات اللفظية، وهناك تخوين واتهامات واضحة من الإعلام السوري والساسة السوريين الموالين لبشار وحاشيته، واتهام لتركيا بنكران الجميل وبحثها عن إرثها العثماني في سوريا والدول العربية..
وهناك حيرة حقيقية في أوساط الشباب السوري من مواقف تركيا واكتفائها بضبط النفس رغم كل الاستفزازات النظام، واكتفاء المسؤولين الأتراك بتصريحات نارية لا تترجم إلى أفعال..
كما أن أكراد سوريا لديهم آلاف إشارات الاستفهام بل والاعتراض على ضبابية الدور التركي في سوريا..
لهذه الأسباب الكثير كان لا بدّ لكلنا شركاء من بحث بين كواليس السياسة التركية لعلنا نصل إلى إجابة لأسئلتنا، من قصدناهم كانوا في ألأغلب من التيارات التي تجير القرار التركي الآن، ممن يسمون جماعة "النوريين" نسبة إلى بديع الزمان النوري العالم المعروف والذي كان أحد خصوم كمال أتاتورك الكبار وتم إعدامه..
ويعتبر الشيخ "فتح الله كولان" الآن الأب الروحي لهؤلاء في تركيا والعالم، وتحت ولائه أغلب حزب العدالة وقادته، كما يعتبر داوود أوغلو راسم سياسة هؤلاء نحو المستقبل في الاقتصاد والسياسة.
لن نذكر في هذا التقرير الأسماء بناء على طلبهم، وسنتحدث عن أغلب الأسئلة التي تؤرق السوريين من ناحية السياسة التركية..
- هل حقاً كلام الساسة الأتراك بدأً من زعيمهم أردوغان وانتهاء بأقل سياسي هو مجرد فقاعات إعلامية لا تفيد ولا تساهم في وقف الدم السوري، أم أن خلف الأكمة ما وراءها؟
عن هذا السؤال تولّى الإجابة أحد مستشاري وزارة الخارجية التركية قائلاً:
هناك عدم فهم حقيقي لسياسي تركيا الجدد من أردوغان ومن معه، هؤلاء مولعون بالعمل في السر ولا يهتمون بما يقال عنهم أو ما ينقل عنهم أو ما يتهمون به، وهذا سبب نجاحهم في تركيا وفشل خصومهم حتى من الإسلاميين مثل المرحوم نجم الدين أربكان، الذي كان دائم الحديث عما يريد فعله في المستقبل، ولذلك كان يحاصر قبل فعل أي شيء، أما هؤلاء فهم يجيدون تماماً اللعب في السر ويعتبرونها أم السياسة، فتح الله كولان كان في أمريكا ممنوعاً من دخول تركيا ومحارباً من الإعلام التركي والقضاء التركي ومع ذلك استطاع تأسيس جيل كامل من الأتراك الجدد عبر مدارس سرية نشرها في تركيا رغم كل المراقبة الشديدة له ولأنصاره.
- لذلك اتهام أردوغان ومن معه بأنهم يطلقون مجرد شعارات وكلام خاطئ جداً، فهم لم يتخلوا عن القذافي حتى اللحظات قبل الأخيرة بينما تخلوا عن بشار الأسد منذ اللحظات الأولى، تركيا تحضر نفسها ليس فقط لرحيل بشار، بل تحضر نفسها لسنوات العمل الدءوب في سوريا بعد رحيل بشار، فليس رحيل بشار المشكلة التي تؤرق تركيا، بل القادم ما بعد بشار هو ما يؤخر قرارات تركيا ويجعلها تحضر نفسها جيداً وتتأخر في الأعمال الموجهة نحو النظام السوري..
يقول لنا هذا المستشار التركي:
الدولة التي تتخلى عن مليار دولار من استثماراتها في سوريا في لحظات لن تستطيع اتهامها بأنها تطلق فقاعات إعلامية.
- نسأل الضيف:
ماذا تنتظر تركيا إذن؟
يجيب، تركيا تعرف أن بشار لن يلتزم بأي خطة ولن يتنحى إلا بوسيلتين فقط، وقد ذكرهما داوود أوغلو لعدد من الزعماء العرب والأجانب:
- اغتياله من قبل مقربين له من الجيش والأمن.
- أو ضربات موجعة تقلق راحة من يحميه؟
ولكن تركيا لا تريد أن تظهر بمظهر المعتدي على سوريا، لحساسية هذا الموضوع بالنسبة لعدد من أقليات سوريا؛ مثل: الأرمن والعلوية والدروز وكذلك الأكراد، بل تريد أن تظهر بمظهر المدافعة عن حدودها، وهذا ما يصر عليه الساسة الأتراك..
الذي تنتظره تركيا الآن هو الانتهاء من كل الحلول السياسية، وتأكد الداخل السوري بأغلب تياراته بما فيهم الأكراد من أن بشار الأسد لن يرحل إلا وقد أفنى سوريا نهائياً، وسيكون دور تركيا وقتها (دور المخلّص) وليس دور المعتدي.
- ما هي خيارات تركيا المتاحة؟
يجيب على هذا السؤال أحد العسكريين المقربين إلى وزير الدفاع التركية.. حيث يحدثنا أن القيادة العسكرية والسياسية في مجلس الأمن القومي تجتمع كل أسبوع وتدرس كل الاحتمالات، وأنها صارت في الأسبوعين الأخيرين تجتمع أكثر من مرة في الأسبوع، وقد حضر اجتماعاتها الأخيرة سفراء من دول الناتو أيضاً..
وذكر هذا المصدر لنا أيضاً أن هناك دول عربية تأخذ تقريراً دورياً من هذه الاجتماعات أيضاً..
حيث يتدارس العسكريون طريقة التعامل السليم وبأقل الخسائر مع المشكلة السورية.
ومن هذه الحلول التي تطرح:
- تدخل الناتو تحت بند المادة الخامسة التي تنص على حماية حدود دول الناتو، وهذه لا تحتاج تفويضاً أممياً.
- المنطقة العازلة، وهذه تحتاج لتفويض دولي أو حتى سكوت دولي يسمح بإنشاء هكذا منطقة بحجة حماية المدنيين.
- التنسيق مع قادة كبار في الجيش والأمن للتخلص من بشار الأسد دون تدخل عسكري، وهذه هي الخطة التي تسعى عليها تركيا منذ أكثر من شهرين.
- تأسيس جيش سوري مجهز بعتاد كامل ويتولى هو مواجهة السلطة السورية، (حزب العمال النسخة التركية).
- ساعة محددة: (ضربات موجعة حساسة على نقاط عسكرية مهمة لبشار الأسد يواكبها في نفس الوقت أعمال ميدانية للجيش الحر، ومظاهرات كبيرة وعارمة، واختراقات كبيرة لمؤسسات الدولة من قبل المواطنين في نفس الوقت مما يخلخل كل المؤسسة الأمنية والعسكرية ويجعلها عاجزة عن فعل أي شيء..).
- نسأل هذا الخبير العسكري عن المنطقة العازلة التي تتردد كثيراً في الفترة الأخيرة فيجيب:
تركيا لديها أحد الحلين لهذه المنطقة العازلة..
- إما خيار تورغوت أوزال وقراره الشجاع، إثر قيام المروحيات العراقية بشن هجمات على انتفاضة الكرد في شمال العراق والهجرة المليونية المعروفة صوب تركيا، مما اضطر رئيس تركيا آنذاك تورغوت أوزال (الكردي) إلى المطالبة بإحداث منطقة "تابونية" عازلة في الإقليم الكردي من العراق من قبل المجتمع الدولي، لأسباب إنسانية وسياسية معاً تتعلق بالتواجد الكبير لملايين الأكراد في تركيا، فلاقى نداؤه ترحيباً من الحكومة البريطانية ودول أوروبية وإحراجاً كبيراً لأميركا لسكوتها على تجاوزات مروحيات صدام، وبتلك المنطقة انقلبت موازين القوى على صدام حسين..
مشكلة تركيا في الخيار في سوريا، أنها لم تستطع بعد تحديد منطقة مناسبة لهذا الحظر الجوي؛ لأن لها حساسيتها مع الأكراد وهم ينتشرون على أغلب مناطق الحدود.
إلا أن محدثنا يذكر أن العسكريين الأتراك وفي الاجتماعات الأخيرة قرروا أن حصل اتفاق دولي على هكذا منطقة أن يكون بعيداً عن مناطق الأكراد، حتى لا يعتبره هؤلاء الأكراد نية للهجوم التركي عليهم، ولذلك استقرت آراء العسكريين على منطقة حدودية شبه طويلة من تل أبيض في الرقة حتى جرابلس وأعزاز في حلب، حيث أنها مناطق متناغمة سكانياً، ولعشائرهم وأسرهم قرابات في تركيا وعلاقات جيدة جداً، وحسب مصدرنا هذا هو سبب تركيز السلطة السورية على الهجوم على الرقة وريف حلب.
- الخيار الثاني المتاح للسلطات التركية بحسب رأي هذا العسكري التركي، هو خيار ما يعرف عسكرياً (بنقطة الحبر) أو بقعة الحبر..
حسب هذا العسكري تكون الخطة التركية باختيار مناطق حدودية في إدلب، مثل جسر الشغور التي يعتبرها الأتراك مناسبة جداً لهكذا منطقة لتاريخها المعروف مع إدلب العداوة مع حافظ أسد الذي همشها وقتل الكثير من عائلاتها..
حيث ستقوم هذه المنطقة العازلة بالتمدد كبقعة الحبر حولها حتى تصل إلى قطع الطريق على حلب ثم ابتلاع حلب وإخراجها من سيطرة النظام، وبالتالي حرمانه من الرئة التي يتنفس منها اقتصادياً وسياسياً.
ما هي الرؤية الحالية للأتراك نحو المشكلة السورية:
سألنا في جولتنا على السياسيين الأتراك هذا السؤال، الأغلب منهم متفق أن السياسة التركية بالأغلب تعرف أن الحل السوري طويل ومكلف، ولذلك تراهن على موضوع المنطقة العازلة، وأن أغلب الساسة الأتراك يقارنون بشار بصدام حسين، وأن رحيله سيكون خلال هذه السنة ولكن ليس خلال أشهر، وسبب مقارنتهم لبشار الأسد بصدام، أن رحيله يفترض حصاراً اقتصادياً مكثفاً، وهذا لم يطبق حتى الآن بشكل فعلي حتى عند بعض الدول العربية، ولذلك الأوراق التي تعمل عليها تركيا حالياً:
1- ورقة الاقتصاد: حيث تتولى تركيا محاصرة اقتصاد النظام عبر التفاهمات الاقتصادية مع أقوى حليفين له إيران وروسيا، وهذا ما تعمل عليها الخارجية التركية سراً، رغم كل التسريبات الكاذبة التي يروجها الإعلام السوري عن رفض إيران التعامل مع تركيا وإهانة وفودها.
ذكرت لنا مصادر سياسية في تركيا أن الساسة الأتراك لا يكلفون أنفسهم عناصر الرد على هكذا ترهات؛ لأن الواقع هو من سيظهر كذبها، والدليل على ذلك أن هناك مئات الاتفاقات الاقتصادية وقعت مع إيران، وأن تركيا هي الوجهة المالية الحالية للنظام الإيراني، وأن كل الإعلام السوري ظهر كاذباً عشرات المرات، وآخرها بعد تسريبه أن نجاد أهان داوود أوغلو في زيارته الأخيرة، ليكشف العالم أن داوود أوغلو عاد من إيران ومعه تفويض من نجاد بإدارة الملف السياسي لمفاوضات النووي الإيراني مع الغرب وأمريكا، وهي صفقة مهمة جداً لتركيا في طريق عزل نظام بشار عبر شراء محالفيه.
2- ورقة الملف النووي الإيراني.
3- ورقة الدرع الصاروخي وملف القوقاز مع روسيا.
4- ورقة تحضير معارضة قوية سورية قادرة على إدارة البلاد بعد رحيل بشار، وهذه الورقة يشوبها حتى الآن الكثير من المشاكل التي تحاول تركيا حلها مع السعودية والجامعة العربية والمعارضة السورية والاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا.
كيف ترى تركيا الحل في سوريا؟
هذا السؤال طرحناه على مصدر مهم في مركز أبحاث تابع لوزارة الخارجية التركية، حيث فصّل لنا وجهة النظر التركية في هذا الموضوع:
- مشكلة الحكومة التركية مع المعارضة السورية بما فيهم المجلس، أن الحكومة التركية تطلب منهم واقعية سياسية وليس مجرد آمال وأماني، فكثير في المعارضة السورية يحسب أن إنهاء النظام السوري هو بحاجة أيام وقرار في مجلس الأمن بينما تعلم الحكومة التركية أن إنهاء النظام السوري يحتاج وقتاً مناسباً وتدخلاً أكثر من مجلس الأمن، كما أن هناك تيارات كثيرة في المعارضة تعتبر أن عملها السياسي فقط على إنهاء بشار الأسد، بينما تريد تركيا والغرب والعرب مشاريع أكثر من إنهاء بشار، لأن هذه الدول تعتبر أن إصلاح ما أفسده البعث في الاقتصاد والسياسة يحتاج سنوات كثيرة والكثير من العمل الدؤوب وهو ما لم تصل إليه الكثير من تيارات المعارضة بعد.
- كما أن هناك مشكلة بين تركيا والأحزاب الكردية في سوريا، فهي أحزاب مهمة ولكنها لم تخرج بعد من عبارة حزب العمال الكردستاني بسبب قواعده المهمة في حلب، رغم أن لتركيا علاقات جيدة جداً بأحزاب كردستان، لذلك تنتظر تركيا نضوجاً في الأحزاب الكردية السورية يبعدها عن مظلة حزب تركي كان النظام السوري وراء تأسيسه ثم الغدر به وتسليم زعيمه، والآن يعملون على إعادة استخدامهم لمشاريعهم في قمع الانتفاضة السورية، رغم أن أردوغان صرح مراراً لرؤساء عدد من الأحزاب الكردية في كردستان أنه لازال ملتزماً بخارطة الطرية الكردية التي ذكرها قبل الاستفتاء الذي جرى في أيلول، ولم تكن فخاً سياسياً من أجل تمرير الاستفتاء لحزب العدالة كما يدعي حزب العمال الكردستاني.
- كما أن هناك مشكلة كبيرة تواجه الاقتصاد التركي بعد أن تخلى عن استثماراته في سوريا وخسر الطريق الإستراتيجي الذي كان يصله بعدد من الدول العربية عبر سورية، وهي مشكلة ضاغطة الآن على الحكومة التركية ويحاول معارضو اردوغان استغلاله من أجل إحراج حزب العدالة، لذلك سيكون الحل السوري بالنسبة لتركيا مصحوباً بتعهدات عربية وأوروبية وخليجية بتعويض هذه الخسائر في تركيا عبر عقود ومشاريع تظهر حزب العدالة بمظهر الفائز اقتصادياً وليس المغامر باقتصاد البلد وعسكرة الحدود..
من أجل هذه الأسباب المهمة ذكر لنا هذا المصدر التركي المهم أن تركيا تنتظر نضج الرؤية الكردية السورية، وتفاهمها مع باقي المعارضة السورية لإنضاج مشروع سوريا القادمة المبنية على حسن العلاقة مع دول الجوار على مبدأ المصالح وليس..؟؟ كما أن تركيا تنتظر رؤية هزة اقتصادية خليجية غربية يعمل عليها الآن داوود أوغلو، تمنع هزة الاقتصاد التركي، وكذلك تسمح بدخول إيران معهم كمستفيد وليس كحصة في الخليج والمنطقة مما يعزل النظام السوري تماماً..
لهذه الأسباب الحل السوري في تركيا أكيد لكنه بحاجة لمزيد من الوقت، وربما الكثير من الضحايا أيضاً كما ذكر لنا هذا المصدر التركي المهم.
ونضج المعارضة السورية هو من يلعب دوراً مهماً في تقليص الوقت والضحايا.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع