..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

يا قوم لا تعجلوا على أهل حلب

ياسر عبد الله

٦ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4630

يا قوم لا تعجلوا على أهل حلب
8.jpeg

شـــــارك المادة

قال الشاعر:

تأنَّ، ولا تعجلْ بلَومِكَ صاحبًا *** لعلَّ لـه عُذرًا وأنت تـلومُ

فحلب مدينة الأمجاد، وقلعتها عرين الأسود صامدة إلى يوم القيامة.
أما قديمًا فكانت حلب واقفة وحدها أمام بيزنطة تدافع عن الأمة الإسلامية وتحمي حدودها الشمالية في عهد الحمدانيين.
ولن نسهب في التاريخ الذي يذخر ببطولات أهل حلب الشهباء ورجولتهم وعلمائهم...
ولكن سنرجع فقط إلى العهد القريب إلى أيام الثمانيات في عهد الظالم حافظ الأسد لنستبين موقف حلب من هذا الطاغية.....
فقد قادت حلب الثورة بمفردها عندما انتفضت وسيرت مظاهرة مليونية عام 1980م ضد الهالك حافظ الأسد حتى تزعزع الهالك وخرج للإعلام وقال: أُقسم أني مسلم، وأصلي منذ ثلاثين عامًا! وبعث من يفاوض علماء حلب المخلصين الربانيين الذين لا يخشون في الله لومةَ لائم.
بل حتى إنه قد وصل أحد المجندين من أبناء حلب إلى القصر الجمهوري لتنفيذ خطة محكمة لاغتيال حافظ الأسد، إلا أن الطاغية نجا من تلك المحاولة، حيث ضمه أحد حراسه، وقُتل ذلك الحارس في العملية لينجو الأسد من القتل بأعجوبة... {وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً}.
بعد ذلك بدأ حصار مدينة حلب بالكامل ونزلت الدبابات في أحياء المدينة وارتكبوا العديد من المجازر ومشطوا المدينة بيتًا بيتًا واعتقلوا أبناءها، وشُكِّلت فرق الموت التي أطلقوا عليها اسم (فتيان علي)، وقاموا بالتصفية الفورية لعدد كبير منهم ومطاردة البعض الآخر للإجهاز عليهم وتم تهجير الكثير منهم، وبهذا قدمت حلب عشرات الآلاف بين شهيد ومفقود وسجين ومهجر.
وصبر أهل حلب واحتسبوا ذلك عند الله، ولم يُوَجِّهْ أحدٌ منهم لَوْمًا أو سُخريةً لأحدٍ في باقي المحافظات التي لم تشارك انتفاضة أهل حلب، ولكنهم التمسوا العذر لأهلهم، وأيقنوا أن أهلهم في المحافظات الأخرى معهم ولو بقلوبهم... ولا يعني هذا أننا نلتمس العذر لأهل حلب لئلا يخرجوا بل نقول لهم ولغيرهم من أبناء باقي المحافظات السورية: انظروا في الأسباب التي أخرت خروج حلب أو جعلت انتفاضتها أقل بكثير من المتوقع منها ومن أمثالها، وتعاونوا على إزالة تلك الأسباب، فذلك خير من اللوم، فما ظننا بأهل حلب إلا أنهم على العهد دومًا أوفياء مخلصون.
ولأبناء حلب نقول: صبرًا يا أبناء حلب على من آذوكم من إخوانكم عن قصد أو عن غير قصد، ونرجو ألّا تأخذوا بسبب هذا الإيذاء موقفًا سلبيًا من الثورة، فإنها ثورة حق مباركة، ونرجو ألّا يُثْنيكم ذلك عن الخروج بوجه النظام، فإنه زيادة في الابتلاء، تؤجرون عليه بصبركم وتسامحكم، والتماسكم العذر لمن يكون قد أساء من حيث يدري أو لا يدري، فكونوا سباقين لمواجهة بشار الظالم وتغلبوا على الأسباب التي أخرتكم للخروج بزخم أكبر لتلحقوا بركب الثورة المباركة لتكونوا في مقدمة المواجهة كما واجهتم من قبل نظام والده المجرم حافظ.
وأما أولئك الموالون للنظام من المرتزقة والشبيحة وأبناء بعض العشائر الذين وقفوا مع نظام الأسد فنقول لهم: اعلموا أن أبناء سورية -حلب وغيرها- لن يتركوكم بعد الثورة، ولن يتساهلوا معكم وسينفذون بكم القصاص العادل، وستكونون منبوذين ومحتقرين ما حييتم، ولن ينفعكم وقتها المجرم بشار وزبانيته، وبمشيئة الله فإن أحرار سورية متيقنون من انتصار الثورة عاجلاً أم آجلاً؛ (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

المصدر: رابطة العلماء السوريين 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع