عبد الغني حمدو
تصدير المادة
المشاهدات : 6567
شـــــارك المادة
سمعنا قبل أيام عن توقيع وثيقة للعقد الاجتماعي بين أطراف المعارضة السورية، وأن يتم هيكلة المجلس الوطني حتى يكون ممثلاً للجميع. وسمعنا عن عودة الأحزاب الكردية وتوقيعها على تلك الوثيقة، وكان نتيجة ذلك ما حصل اليوم من اعتراف أكثر من ثمانين دولة بهذا المجلس الموقر.
وكقاعدة اجتماعية عامة، ليس المهم أن أعترف أو تعترف بوجودي، ولكن المهم ما الذي سينبثق عن وجودي أو وجودك من إنجازات أو عطاءات تكون فيها خدمة للصالح الخاص والعام على السواء، فاعتراف الآخرين بمكاني لن يكون له قيمة ما لم أكون الشخص المناسب للمكانة التي أصبحت عليها أهلاً لهذه المسئولية الملقاة على عاتقي. فعندما أكون في حياتي نكرة، ثم جاء طرف ما، ووضعني بمستوى لم يكن لحلمي البعيد قادر على تخيله، فهذا يعني أنه علي أن أبذل كل طاقتي، ليس فقط من باب رد الجميل فقط، وإنما من باب إثبات أنني لن أكون نكرة بعد الآن. فالمجلس الوطني لم يكن موجوداً وكانت عناصره مشتتة غير معروفة إلا بالقدر اليسير وللبعض منهم، فاعترف الثوار بهذا المجلس عندما تشكل، واستمرار الثورة وعظم تضحيات أهلنا في سوريا، قدموا للمجلس اعترافاً دولياً، فأصبح على المستوى الدبلوماسي، هو الذي يمثل السلطة الحاكمة وليس النظام المجرم في سوريا. وأمام هذا المجلس الآن مع كبر المسئولية الملقاة على عاتقه طريقان اثنان لا ثالث لهما: الأول: أن يكون أهلاً لهذه المسئولية ويكون همه الوحيد السعي لإنجاح الثورة وإسقاط النظام المجرم بالكامل، لأن هذا الشعب الثائر العظيم والذي أمضى سنة كاملة ومستمر فوقها في السنة الثانية من الثورة، يحتاج لقيادة سياسية تمثله، تحتوي على عناصر هذه العظمة والقوة والصبر والإصرار، الموجودة عند هذا الشعب الحر الثائر البطل. فطلبات الثوار معروفة، وقد يتساءل البعض عن عدم صدور قرار في بيان المؤتمر اليوم في إسطنبول والخاص بتسليح الجيش الحر، فهو من حيث الواقع المنطقي لا يمكن صدور ذلك، وإنما هنا تقع المسئولية بالكامل على المجلس الوطني، في إيجاد السبل والوسائل والبحث عنها، لدعم الجيش الحر عسكرياً ومادياً، عن طريق مباحثات بين المجلس والدول التي تؤيد تسليح الجيش الحر، وعقد معها صفقات قد تكون علنية أو سرية، لمد الجيش الحر بالسلاح والعتاد، وهذا لن يتم إلا إن امتلك المجلس قناعة في داخله، واعتقد اعتقاداً راسخاً، بأن تسليح الثوار هو الطريق الوحيد لانتصار الثورة السورية، وبالتالي يجب بذل المستحيل لتحقيق هذا الهدف، فإن لم يتيسر عن طريق الدول يكون عن طريق السوق السوداء. ولكن يوجد شيء مريب على ما لامسناه في الماضي من توجهات هذا المجلس، في عدم قناعته بتسليح الجيش الحر، وظاهر تصريحاته لا يعبر عن داخله، ويبقى السؤال قائماً: هل أصبح الظاهر يعبر عن الباطن عند مجلسنا الوطني الموقر بضرورة الدعم العسكري للجيش الحر؟ إن كان الجواب نعم، فهذا يعني أننا أصبحنا أمام معارضة تستحق الاحترام والتقدير، إن اعتمدت وسائل إثبات الوجود في العطاء من أجل الهدف الذي وجدت لأجله. الثاني: طالما أصبح المجلس الوطني ممثلاً للشعب السوري، ووحدة المعارضة المرتبطة بهيكلية هذا المجلس، هذا يعني: أن الحل السياسي هو الطريق أو السبيل القادم، حيث أصبح كياناً للمعارضة معترفاً فيه دولياً، سيمثل الجانب المقابل للحوار مع النظام، وبالتالي سؤالي هنا: هل يمتلك المجلس إمكانية الحوار -أو سميها التفاوض- مع الطرف المعادي للحصول على النتائج المرجوة؟ سيبقى الجواب معلقاً، والأيام القادمة هي الكفيلة بإعطاء الجواب.
المصدر: شبكة شام الإخبارية
علي حسين باكير
عبد العزيز الحيص
محمود الكن
برهان غليون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة