..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

"دراسة" بثينة شعبان وميشال سماحة

ديانا مقلد

٢٤ يناير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3039

ميشال 000.jpg

شـــــارك المادة

فسّر إعلام الممانعة اللبناني ونقلاً عن مصادر قضائية مضمون"الغرض" الذي قالت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في الاتصال الهاتفي المسرب مع ميشال سماحة أن يمر لأخذه بأنه لم يكن قنابل كما أشيع بل "دراسة" سينقلها سماحة من دمشق إلى بيروت ويقدمها إلى وفد من الفاتيكان..

هي دراسة إذاً وليست متفجرات..
كم ظلمنا نظام البعث السوري، إذ يبدو أنه نظام يُقدّر العلم ويعتمد على البحوث والدراسات المعمقة في استراتيجياته وقراراته.

أما الحليف "الأمين" ميشال سماحة فليس سوى متطوع ضمن جحافل الناشطين في فضاء هذا العمل القومي والأرجح أنه نقل "الدراسة" في نفس السيارة ربما التي حمل فيها صواعق ومتفجرات بطلب من النظام "العلمي" نفسه..
يجوز لنا أن نسخر قليلاً ونضحك بعض الشيء فالوقائع التي تتكشف تباعاً أمامنا لا تترك لنا احتمالات أخرى. الاتصال الهاتفي المسرب ما بين ميشال سماحة وبثينة شعبان بثه الإعلام اللبناني وتم تفسيره بأن شعبان كانت على علم بما يخطط من نقل وتنفيذ تفجيرات. أياً كانت حقيقة ذلك الاتصال فهو ليس سوى حلقة من حلقات التشابك بين النظام السوري وحلفائه اللبنانيين وهو تشابك صادم في وضوحه ووقاحته..
النظام السوري ومنذ خمس سنوات يدير أزمته على هذا النحو المكشوف وهو يعرف أن حلفاءه اللبنانيين لن يعيدوا تقييم حساباتهم مع فضح وقائع واعترافات تشير مباشرة إلى تورط مسؤولين سوريين في التخطيط لتفجيرات في لبنان.
في الاتصال الهاتفي المسرب لا دليل واضحاً على علم بثينة شعبان بأن سماحة ينقل متفجرات، فالعبارات غامضة وملتبسة لجهة "الغرض" الذي يجري الاتفاق على نقله.

لكن، يعيدنا الاتصال إلى الإرث الكارثي الذي أسسه نظام حافظ الأسد وواصله بشار الأسد. فالأسد الأب حاول جعل سورية بلداً كبيراً من خلال تسيد جوقتين متوازيتين واحدة للأمنيين وثانية للمنافقين ويدور في فلكهما مجموعات من السذج وقصيري النظر والمنتفعين. هكذا تصبح العلاقة بين الحكم وحلفائه بين دفتي هذه الجماعات.
هذا ما يؤكده الاتصال بين شعبان وسماحة، فهو وعلى محدوديته واقتضاب مضامينه الملتبسة لكنه يعري لنا تلك الرثاثة التي جمعتهما بين الأمن بصيغته الإقصائية والتصفوية وما بين السذاجة والنفاق…
لم يكشف الاتصال بالضرورة علاقة أمنية بين خادمي النظام السوري إنما كشف رثاثة في العلاقات داخل شبكات هذا النظام وكشف وضاعة في إدارة العلاقات بين أفراده.

في الاتصال قالت بثينة شعبان لميشال سماحة "بقوى فيك" عندما سألها عن موعد مع بشرى الأسد. إنها تلك العلاقات الهشة التي يحتاجها المنتفعون والمتزلفون لإرضاء مشغليهم..
لا شك أن إرث النظام السوري في لبنان لا يزال يشكل عبئاً وحاجزاً دون نهوض البلد وهذا أمر لن يكون متاحاً قبل أن يسقط هذا النظام وكل ملحقاته في سورية ولبنان. الملفت أنه في اتصال من نوعية اتصال شعبان بسماحة تظهر كم أن الوطنيات التي شيّدت على رمال من الكذب لا بد أن تتداعى لكن هذا التداعي لا يصيب من شيدوها وحدهم بل يصيب جميع من كان في دائرة الكذب هذه..  

 

 

أورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع