أحمد بن فارس السلوم
تصدير المادة
المشاهدات : 3060
شـــــارك المادة
لا يحق لأحد أن يحكر العمل السياسي المعارض على جهة أو شخص ما في سوريا، فكم شكونا من استبداد النظام الشبيحي وتفرده بإدارة شؤون البلاد، فكيف نقبل به في العمل المعارض.
لكل أحد الحق أن يقول برأيه - إن كان ذا رأي - في ما يحصل في سوريا، وله الحق أن يدلي بدلوه - على طريقته - للمساهمة في إصلاح البلاد، فسوريا للجميع وعلى الجميع أن يخدمها. أرفض الوصاية على العمل السياسي المعارض، ولكني أرفض كذلك الاستبداد فيه، فكما قيل: دعوا الأمر يبلغ أناه فلا خير في الرأي الفطير! فليس كل عمل معارض يعني سلامته مطلقاً، ولا يلزم صحة إجراءاته. لم أكتب عن هذا المؤتمر فور الإعلان عنه ولا بعد انتهاء أعماله كي لا أظلمه، ولكن الآن بعد أن وضحت الصورة سأتأبط رأياً أكتبه - غير مستحقٍ إثماً من الله ولا واغلِ-: قد رابني في هذا المؤتمر أمور: 1- غياب رجلين كبيرين في العمل المعارض الداخلي وهما: هيثم المالح، وحسين العودات، وهذان الشخصان - الكبيران سناً وقدراً - أكثر الأشخاص تناغماً مع مطالب الثوار، وتصريحاتهما المتكررة عبر وسائل الإعلام لا يوجد فيها تراجع ولا تخاذل في قضية الشعب السوري، فهما لسان الثوار الناطق في الداخل بقوة. 2- توقيت هذا المؤتمر - الذي يعقد لأول مرة في تاريخ النظام القائم داخل دمشق، بعد خطاب بشار الأسد الثالث، وخطاب وليد المعلم الإلحاقي - غير موفق، ولا أشكك في نوايا المؤتمرين، ولكن طيلة ثلاثة أشهر من الثورة لم يقم النظام بأي عمل سياسي حقيقي، كل ما قام به هو القمع والإرهاب، ثم فجأة صحا النظام على ضرورة التعاطي السياسي، وجاء هذا المؤتمر على أعقاب هذه الصحوة المتأخرة، فهل جاء هذا المؤتمر ليكون جزءاً من التعاطي السياسي للنظام؟؟ 3- النظام الشبيحي في سوريا أرسل شبيحته خارج الحدود إلى أنطاليا ليفسدوا أجواء المؤتمر المنعقد هناك، في حين قامت الإخبارية السورية بنقل مقتطفات من هذا المؤتمر، دون مونتاج كما يقولون، ما هذه الثقة الكبيرة بالمعارضة؟؟ الذي يريبني أن النظام الشبيحي ينوي عقد حوار وطني - كما سماه - مع أطياف المعارضة، والذي أخشاه أن يكون قد وجد شريكه في هذا الحوار من خلال هذا المؤتمر. 4- النظام الشبيحي كان قبل عقد المؤتمر في أسوء أوضاعه، والضغوط العالمية عليه تزداد، ولم تنله كلمة ثناء على تعاطيه مع الثورة طيلة ثلاثة أشهر، ثم فجأة ظهر الثناء الأمريكي على هذا النظام من خلال هذا المؤتمر المنعقد في دمشق، قد كان النظام في أمس الحاجة لمثل هذه التهدئة من قبل الغرب، وقد وجدها وعلى طاولة المعارضة. 5- لست خائفاً على الثورة، قلت ذلك مراراً، فالثورة شبت عن الطوق، والثورة هي الحاكمة على كل عمل سياسي، فكل ما لا يتوافق مع أدبياتها ستضج به ساحات الثوار، وقد رأيت الثوار غير مكترثين بهذا المؤتمر ولا راضين عنه. 6- الخطاب الختامي للمؤتمر لا يتوافق مع شعارات المتظاهرين المطالبة بإسقاط النظام، وإسقاط رموزه، وليس الحوار معه، على أن مطالبتهم بالديمقراطية هي مطالبة جوفاء لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، فالنظام الشبيحي لا يمكن إصلاحه، لأنه لا أمان له ولا فكر لديه، ولا يمكن أن يقبل بأي تنازل عن السلطة المطلقة التي يتمتع بها، لأن أي تنازل عنها يعني محاكمته وإعدامه، فجرائمه تفوق الخيال. 7- على المعارضة في الداخل والخارج أن تكون عوناً للثورة لا كلاًّ عليها، متناغمة مع شعاراتها لا طارحة لأفكار وحلول معارضة لها، فالعمل المعارض الناجح هو ما يلبي مطالب الشعب ويحقق تطلعاته.
أيمن الحماد
عثمان قدري مكانسي
عبد الله زيزان
داود البصري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة