أحمد أبو الخير
تصدير المادة
المشاهدات : 10030
شـــــارك المادة
زجّ نظام الطاغية بكل ما لديه في حربه ضدنا، كل جيشه وأمنه وعصابات الشبيحة الموتورة، فهذه هي التي تستمر في قمعنا وحربها ضدنا، ولن يكون ممكناً زجّ المزيد.. إذ لا مزيد!
وإذاً، لو فرضنا أن عدد أفراد العصابات التي تقمع الشعب الآن في عموم الوطن هو مليون شبيح وعسكري وعنصر أمن، فإن هذا العدد لن يزيد بحال إطلاقاً، بل هو في تناقص مستمر، إما بفعل الانشقاقات، أو بفعل التخلي نتيجة الإنهاك واللا جدوى وخوف الموت بالأخص من قبل الشبيحة المرتزقة الذين يعملون بالقطعة، ولغرض المال بشكل أساسي. لا يبدو أن أحداً في هذا العالم متحمس لدعمنا ومساندتنا، ومن يجهر بذلك فهو يفعلها على الطريقة التي حذر منها مالك بن نبي عندما قال: "لا يمكن أن تقضي على ثورة، لكن يمكن أن تحرفها عن مسارها"، ومن الواضح أن كل من يبدي اهتماماً بمأساة الشعب السوري وثورته من الحكام والأنظمة العربية والغربية إنما يفعل ذلك لحرفها وتمييعها، والطريق الوحيد المتبقي أمامنا هو الاستمرار بزخم مضاعف (ولا أقول أقوى)، بل مضاعف تماماً.. مضاعف حد الصدمة! المظاهرات هي التعبير الأوضح للثورة السورية منذ البداية، ونقاط التظاهر وعدد المظاهرات في ازدياد مضطرد، لكنّهُ ازديادٌ بطيء، لقد تظاهرت أكثر من 1000 نقطة تظاهر في عموم سوريا منذ بداية الثورة قبل سنة كاملة، لكن ما يزال النظام قادراً على نشر وبائه التشبيحي لقمعها في كل تلك النقاط، والسؤال هنا: هل يمكن للنظام نشر هذه الأوبئة على 2000 نقطة تظاهر بزيادة 1000 نقطة تظاهر جديدة خلال فترة أسابيع؟!.. الجواب هو: مستحيل! أليس مستحيلاً أيضاً زيادة عدد نقاط التظاهر إلى الضعف؟!.. أعتقد أنه إذا اقتنعنا بأهمية هذه الخطوة، وعملنا من أجلها فلا شيء مستحيل، وقد اخترقنا مستحيلات كثيرة.. ! الآن؛ لماذا يجب أن تستمر المظاهرات بزخم مضاعف؟ هناك أربعة أسباب أجدها مقنعة تحتم علينا البدء بمضاعفة زخم مظاهراتنا وهي: 1- مؤازرة المناطق المنكوبة والتخفيف عنها: كان كارثياً ما حدث لبابا عمرو، وكان يمكن تلافي بعض تلك الوحشية المسكوبة على الحي الصغير العظيم، خرجت مظاهرات في معظم المدن تحت عنوان نصرة بابا عمرو، لكن في الغالب كانت هذه المظاهرات ستخرج تحت أيّ مُسمّى، لأن تلك النقاط تخرج عادة، والزيادة كانت غير كبيرة. الاعتراف بذلك التقصير الكبير مهم لكي نعمل فوراً على تلافيه، من خلال توسيع رقعة نقاط التظاهر إلى الضعف خلال الأسابيع القادمة، والكف عن انتظار الشفقة من دول العالم التائه الكاذب. يجب أن تكون المظاهرات كثيرة -حتى لو غير كبيرة- بقدر لا يسمح للنظام بالتفكير في ارتكاب المزيد من المجازر في أيّ منطقة أخرى من وطننا على نحو ما فعل في بابا عمرو، بعد برهة؛ سنصاب بالصدمة عندما نكتشف أن النظام فعل ما فعله ونجا.. ونحن نكتفي بالتظاهر في حيينا، و.. ندعو لبابا عمرو! س: هل يمكن أن نفعل أكثر؟ ج: نعم، نتظاهر في كل مكان، نحول هذه الخريطة إلى نقاط تظاهر مشتعلة، لم يتبقّ للنظام عقل لنخاف أن يفقده! 2- دعم الجيش الحر: يهتم النظام بقمع المظاهرات السلمية بقدر لا يقل عن اهتمامه بقمع ومطاردة العسكريين المنشقين عن جيشه القاتل، وهذا مؤكد، ولولا ذلك لما انشق عنه العسكريون الوطنيون أصلاً. فمنذ بداية الثورة لم يتورع النظام عن استهداف أي مظاهرة تخرج في أي حي أو مدينة أو بلدة، وهو مستمر بفعل ذلك إلى الآن. يرسل النظام عصابات الأمن والشبيحة إلى كل مظاهرة لقمعها، لا أذكر أن حضرتُ مظاهرة وكان عدد أفراد العصابة أقل من 50 شبيحاً، وهذا جيد جداً هذه الأيام!!. واجبنا كمتظاهرين سلميين لدعم الجيش الحر هو تكثيف المظاهرات والتظاهر بآن واحد في نقاط كثيرة في كل المناطق، وزيادة عدد النقاط في كل بلدة ومدينة، هذا سيجعل النظام يرجع شبيحته التي تواجه طواقم الجيش الحر لتقمع مظاهراتنا، وسيكون من شأن ذلك أن يُخفّض من أعداد العصابات التي تواجه الجيش الحر كونها مشغولة بمطاردتنا في المظاهرات الكثيرة في كل مكان، وبالتالي سيتقدم الجيش الحر أكثر وأكثر وسيضيع النظام بالمرة بين كثرة المظاهرات وتقدم الجيش الحر، وسييئس من إنهاء ثورتنا! ببساطة: مظاهرات كثيرة ومتوزعة على عدد رقعات أكبر يعني: - أعداد شبيحة أقل تواجه المظاهرات. - أعداد شبيحة أقل تواجه الجيش الحر. - تقدم الجيش الحر. - النظام بحالة ضياع لسببين: كثرة المظاهرات وتقدم الجيش الحر. لن يحدث هذا بالأماني، إنما بالتنسيق والتخطيط بين مختلف التنسيقيات، وينجح بالمدن المحتلة عسكرياً مثل بانياس وداريا والمعضمية أكثر من نجاحه بمدن أكثر استرخاء مثل كفرتخاريم التي لم تعد تتواجد فيها العصابات، كما ينجح في المدن الكبيرة مثل دمشق وحلب بشكل مذهل للغاية إذا أحسن النشطاء التنسيق فيما بينهم. 3- التخفيف عن المعتقلين: يعرف كل من اعتقل خلال فترة الثورة أن السجون تهدأ في فترات ذروة المظاهرات كما في يوم الجمعة حيث يكاد يختفي السجانون من السجون فترة ما قبل الصلاة حتى فترة العصر تقريباً، وتغيب أصوات التعذيب عن مسامعنا حتى عودة السجانين محملين بالمعتقلين الجدد!. في فترة غياب السجانين لذهابهم لمهمة قمع المظاهرات تخف حدة معاملة السجانين المتبقين في الأفرع الأمنية، خوفاً من أية انتفاضة داخل السجن تلك الفترة، ولا تحدث أية عمليات تحقيق أو تعذيب. ماذا لو استمرت المظاهرات بشكل متواصل في مناطق عدة من البلدة أو المدينة وبقي السجانون لفترات أطول في الخارج لقمع المظاهرات؟ سيخف التعذيب كثيراً بسبب غياب العناصر أو بسبب إنهاكهم، فكلما كانت هنالك مظاهرات أكثر وفي مناطق أوسع كلما كان هذا تخفيفاً على المعتقلين. 4- الحفاظ على جمالية الثورة، وحياتها: لا شيء يكسب الثورة السورية جماليتها ومحبة الناس وتعاطفهم لها في أقاصي الدنيا وأدانيها كما تفعل المظاهرات، تلك التي نلفّ فيها أيدينا على أيدي بعض ونصطفّ كما لو كنا في صلاة ونشرعُ نغني سوياً، لقد تواتر أنّ الشبيحة والموالين للقتلة حفظوا أهازيجنا ويدندنون بها، هذا فضلاً عن أن العالم كله حفظها ودندنها.. حتى غير الناطقين بالعربية. ليس من السهل في ظل كل هذه الوحشية المفرطة أن نبقي الطابع السلمي للثورة طاغياً عليها، بالأخص مع وجود أصوات لتسليح الثورة ككل وليس فقط الجيش الحر، وهو أمر مرفوض بالمطلق، فالأصوات التي تدعو لجعل السلاح في كل يد هي أصواتٌ غير مسؤولة تماماً كأصوات دعاة السلمية المحضة، مطلبنا هو دعم الجيش الحر من خلال إمداده بما يحتاجه من سلاح ليكون هو المسلح الوحيد في وجه سلاح النظام المسلّط علينا، نريد أن يصبح الجيش الحر مؤسسة حقيقية مسؤولة عن ضبط أي سلاح بكل يد سواه، ففوضى السلاح خطر على الجميع. من الأهمية بمكان أن تظل تلك المظاهرات وما يرافقها من أنشطة سلمية هي الطابع العام لكي نخفف من الاحتقان الناجم عن العنف، ولكي لا نخسر صوت الشعوب المتعاطفة مع ثورتنا، وهي غالباً تكره مشَاهِد السّلاح، وأيضاً لكي نضع المنحبكجية والعالم الخارجي المتواطئ أمام مسؤولياته الأخلاقية التي إن استمر في تجاهلها، فسينتحر بلا شك! عنونتُ أنها مقنعة، هل اقتنعتم؟!..
ملتقيات أحمد
بشرى محمد
شباب سورية للتنمية
مجاهد مأمون ديرانية
إيثار عبد الحق
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة