..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

امرأة أوقعت الأسد في الفخ

طارق الحميد

٢٥ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3188

امرأة أوقعت الأسد في الفخ
حميد.jpg

شـــــارك المادة

قبل أن تتحدث وزيرة الخارجية الأمريكية عن المعارضة السورية بإيجابية، مساء الخميس الماضي، تظهر أن أمريكا ستعترف بها، كانت شبكة "سي إن إن" تبث عبر نشرات أخبارها طوال ثلاث ساعات نداءات استغاثة لصحافية فرنسية من حمص.


قد يقول قائل: "وما علاقة هذا بذاك؟".. العلاقة واضحة، فقصة الصحافية الفرنسية أضفت بعدا إنسانياً لدى الغرب الذي اهتز لمقتل أحد مواطنيه، وليس مثل بعض دول العالم العربي التي لا تكترث حتى بمقتل سبعة آلاف سوري. ففي شريط الاستغاثة كانت الصحافية الفرنسية إديت بوفييه تظهر في مقطع فيديو وهي راقدة على سرير، وتروي كيف أصيبت في أعمال القصف على حمص، وتقول: "أعاني من كسر في ساقي.. أحتاج إلى إجراء عملية جراحية بأسرع وقت ممكن"، مضيفة: "عالجني الأطباء بقدر ما في وسعهم، لكنهم لا يستطيعون إجراء جراحة. ولذا أحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار وسيارة إسعاف أو عربة بحالة جيدة لنقلنا إلى لبنان". ولم تكن الصحافية الفرنسية وحدها التي توجه نداء استغاثة، بل كان هناك شريط استغاثة آخر لمصور يعمل مع "صنداي تايمز" البريطانية، مما جعل القصة حاضرة في الإعلام البريطاني أيضاً.
فمحطة "سي إن إن" كانت تعيد تلك القصة في كل رأس نشرة إخبارية طوال ثلاث ساعات، وبالطبع فإن المحطة الأمريكية محقة في فعل ذلك، فكما يعلم العاملون بالتلفزيون فالقصة إنسانية، وتحتوي على بعد درامي، فالضحية امرأة، وصحافية، كانت تبحث عن الحقيقة، ومنظرها مؤثر، خصوصاً في الغرب كله، فحتى لو كانت الصحافية فرنسية فإن القصة ستهز المتابع الأوروبي، والأمريكي، بكل تأكيد، ويكفي أن نتذكر أن الرئيس الفرنسي الذي كان يتساءل عن حقيقة المعارضة السورية قبل يومين من حادث مقتل الصحافيين خرج بنفسه ليقول يوم الخميس إن مقتل الصحافيين الأمريكية والفرنسي يوم الأربعاء بسوريا في قصف مدينة حمص هو "عملية اغتيال"، في اتهام واضح لنظام طاغية دمشق.
ولذا؛ فلا يمكن أن يستغرب المتابع قول السيدة كلينتون مساء الخميس ذاته: "إن الرأي التوافقي للجامعة العربية، وكل الآخرين الذين يعدون هذا المؤتمر -أصدقاء سوريا-، هو أن المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي مصداقية، وبالتالي فإنه سيشارك"، مضيفة: "نلاحظ أن الانشقاقات في ازدياد، ونشهد ضغوطاًً على النظام. هناك المزيد من الأدلة على أن بعض المسؤولين داخل الحكومة السورية بدؤوا يأخذون احتياطاتهم، ويخرجون أموالهم وأفراداً من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج". فصحيح أنه كانت هناك ضغوط عربية من أجل موقف أمريكي حاسم بدعم المعارضة السورية، وبشكل جدي، لكن مقتل الصحافيين الغربيين، ومنظر الصحافية الفرنسية، قد خلقا واقعاً جديدا بات يؤثر على صناع القرار الغربيين، خصوصاً قصة الصحافية الفرنسية التي تستغيث من حمص، وستكون لاستغاثتها عواقب ستظهر أكثر، فاستغاثتها تلك أوقعت الأسد في فخ لن يخرج منه، وقد يسرع التحرك الغربي ضده، وضد جرائمه بحق السوريين.

المصدر: موقع السوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع