علي حماده
تصدير المادة
المشاهدات : 3302
شـــــارك المادة
على رغم كون التقرير الذي تقدم به الفريق أحمد مصطفى الدابي، رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا، جاء "ملغوماً" بمعطيات فيها الكثير من تحريف الحقيقة، والانحياز إلى روايات النظام في سوريا، فإن الجامعة العربية قد أدركت نواقص التقرير وشوائبه الفاضحة، وخرجت بموقف سياسي من الأزمة السورية، وبرسالة شديدة القسوة تجاه بشار الأسد شخصياً. فالمبادرة رقم 2 التي انطلقت يوم الأحد الماضي وتستنسخ الحل اليمني الذي أدى إلى خروج الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد 32 عاماً في الحكم، تستهدف أساساً الإعلان عن وفاة "جمهورية حافظ الأسد"، من خلال دعوة وارثه بشار الأسد إلى التنحي.
معنى هذا بكل بساطة أن لا "سوريا الأسد" بعد اليوم. وقد نزع النظام العربي الرسمي عن ابنه بشار ونظامه البقية الباقية من الشرعية، بالرغم من أن المبادرة تضمنت مرحلة انتقالية ترجمتها قيام حكومة وحدة وطنية تتشارك فيها المعارضة مع مفاصل النظام. ولكن المرحلة الانتقالية تفضي إلى تغيير جوهري في المعالجة السورية، وفي النهاية يتم تفكيك منظومة حافظ الأسد. يكتشف الناظر إلى عناصر المبادرة العربية رقم 2 أن الدعوة إلى تحويل صلاحيات الرئيس إلى نائبه الأول (فاروق الشرع)، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تنطوي على جهد كبير لإبقاء الأبواب مفتوحة أمام من يرغب من أركان النظام في القفز من مركب آل الأسد الغارق، وتعجيل وتيرة السقوط الحتمي لـ"جمهورية حافظ الأسد". وبذلك يتم اختصار المعاناة في سوريا، وخفض الكلفة الدموية والسياسية والمعنوية والاقتصادية. إنها دعوة صريحة للانشقاق عن الحلقة الضيقة المقررة في النظام. وتأتي هذه الدعوة مع تواتر الكثير من الأخبار الآتية من دمشق وحلب، ومفادها أن الحلقة تضيق يوماً بعد يوم حول بشار وبطانته. لقد فوجئ بشار بعد أيام قليلة على تهجمه على الجامعة العربية في خطابه الرابع، بأن الجامعة العربية خرجت بموقف اتسم بالإجماع ضد النظام -ما عدا حكومة القتلة في بيروت-، ومعاً يتوجه العرب إلى نيويورك لمخاطبة المجتمع الدولي ودفع مجلس الأمن إلى اعتماد المبادرة العربية رقم 2. لقد سقطت شرعية بشار العربية والدولية -عدا روسيا والصين-، وأمام الثورة في الداخل هوامش كبيرة للتحرك والتوسع، فيما تتقلص هوامش النظام كثيراً، فلا يملك وزير خارجيته إلا أن يقول: إن الحل الأمني مطلب شعبي وجماهيري! لقد انتهى وقت الحوار والحلول السياسية مع "سوريا الأسد"، وبدأت مرحلة تصفية ما تبقى من هذا السجن الكبير. إزاء هذا الواقع، ما العمل في لبنان؟ بكل صراحة، لا بدّ للقوى الاستقلالية أن تقوم ببلورة مشروع سياسي لمرحلة ما بعد "سوريا الأسد". فالتداعيات المقبلة هائلة، ولبنان ما قبل سقوط النظام لن يكون كما بعده.
المصدر: صحيفة النهار
ماجد كيالي
سمير الحجاوي
المرصد السوري لحقوق الإنسان
محمود المبارك
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة