محمد مصطفى عبد الرزاق
تصدير المادة
المشاهدات : 3525
شـــــارك المادة
من أين نبدأ ونحن نأخذ العبر والدروس من التاريخ، والتاريخُ يختزن في ذاكرته دروساً لو وعاها الجبابرة لنجوا ونجت أممُهم، ولكن شاءت مشيئة الله أن يمدَّهم في طغيانهم يعمهون، فيكابرون ويستكبرون، ويجهلون ويتجاهلون، ثم يصِرُّون ويصِرُّون حتى تغلقَ أبوابُ التوبة في وجوههم ويُساقون إلى حتفهم رغم أنوفهم.
هكذا شأن الطغاة والمتكبرين، من فرعون الذي لاحق موسى ليقتله إلى أن غرق في البحر وهو يقول: {أمنتُ بالذي آمنت به بنو إسرائيل}، إلى أبي جهل عمرو بن هشام الذي يصارع سكرات الموت في غزوة بدر وهو يتساءل لمن كانت الغلبة؟ وقد كان قبل ذلك يدعو قومه للاحتفال بالخلاص من محمد - صلى الله عليه وسلم - وحزبِه، وشُرْبِ نخب النصر عليه، إلى كسرى ملك الفرس الذي يقدِّم عرضاً لرَبعي بنِ عامر الصحابي الجليل أن يعطي لكل مسلم جراباً من تمر وبعض الدراهم على أن يرجع المسلمون إلى بلادهم، وقد أرسل أبوه قبل ذلك من يقبض على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ويأتي به إليه، وسقط كسرى وزال ملكه ودالت دولته.
هل نذكر هولاكو ورسالته الشهيرة إلى أهل مصر وحاكمها قُطز -وللذكرى فإن هولاكو بعد هزيمته في عين جالوت هُزم في مدينة حمص ثم ولى بعدها هارباً إلى بلاد فارس-؟ أم نذكر غورو وإنذاره الشهير لأهل دمشق؟ هلك هولاكو ودالت دولته، ومات غورو ورحلت جحافله وبقيت سوريا. كلهم يبدؤون بالوعد ثم بالوعيد بالقتل والتنكيل ثم بالتهرُّب ثم الهروب. ويأتي الطغاة الجدد: زين العابدين ثم حسني مبارك مروراً بالقذافي وعلي عبد الله صالح الذي طالما نادى قائلاً: "فاتكم القطار، فاتكم القطار". فهل سيشذ عن دربهم الطاغية بشار فبدأ وعده بالإصلاح، ثمَّ توعَّد بالحرب الكونية والزلزال المدمِّر، ثم قتَّل ونكَّل بشعبه، ثم بدأ يتهرَّب ويقول: "لست من أمر بالقتل والتنكيل"، وسيأتي يومٌ نقول فيه: هرب أو قُتل أو اعتُقل. هكذا هم الطغاة من الهجوم إلى الدفاع ثم إلى مزابل التاريخ واللعنات تلاحقهم.
المصدر:موقع رابطة العلماء السوريين
محمد علوش
عبد الله فرج الله
موفق مصطفى السباعي
موقع المسلم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة