مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3492
شـــــارك المادة
يا أيها الأخيار من عرب ومسلمين، بل من الناس أجمعين: إنكم تبردون في هذا الشتاء فتجدون ما تردّون به عن أنفسكم البرد، إن لم يكن بنيران المدافئ فبالثقيل من اللباس، وإن لم يكن باللباس فبالأغطية والأوطئة، من فرشات وبطانيات ولُحُف وحرامات. فكيف بكم لو فقدتم الوقود فتعطلت المدافئ، وكيف بكم لو ذهب الوِطاء والغطاء والرداء والكساء، كيف ستحتملون إذن زمهريرَ الشتاء؟ أما علمتم ما يصنع اللئام في أرض الشام؟ عجز السلاح أن يهزم الأرواح فعزم المجرمون على هزيمة الأجساد، فأرسلوا وحوشاً لها أشكال الأناسيّ، وما بينها وبين الأناسيّ من نسب ولا يربطها بالبشر سبب، فاحتلوا البلدات والقرى في وسط سوريا جميعاً، من حوران إلى ريف دمشق إلى حمص وحماة وإدلب وأريافها، ثم راحوا يقتحمون البيوت فيُتلفون ما فيها من فُرُش وأغطية ويحرقون الملابس الثقيلة ليبرد الناس، كما أتلفوا من قبلُ المؤونة وأحرقوا الزرع ليجوع الناس. اللهم من برّد عبادك فبرّده في يوم برد طويل، اللهم من جوّع عبادك فجوّعه في يوم جوع طويل، اللهم من روّع عبادك فروّعه في يوم روع طويل. يا أيها الناس: إخوانكم في هاتيك النواحي يكاد يقتلهم البرد ولا يجدون ما يدفعون به ألم البرد. إنهم يلفّون أجساد أطفالهم بورق الجرائد يستجلبون به شيئاً من دفء… وأنّى يأتي الدفء من ورق الجرائد؟ يا أيها الناس: الفزعةَ الفزعة!! اجمعوا فضل الثياب من بين أيديكم، بل اشتروا لإخوانكم الجديد من الثياب فإنهم يستحقون الجديد؛ اشتروا لهم المعاطف والملاحف والأغطية والأردية، اشتروا لهم ما يحتاجون إليه ليتّقوا هم وصغارهم القرّ والزمهرير. المتطوعون من أهل الخير أنشؤوا في أكثر البلدان جمعيات للبر والمساعدة، فاتصلوا بها وأوصلوا ما تجودون به إليها وهي توصله إلى أهلنا هناك -بإذن الله-، ومن أراد أن لا يتعب ولا يأتي ويذهب ولم يستطع أن يشتري بنفسه فليَمدّ أولئك الخيّرين المتطوعين بالمال، فإنهم يعرفون ما يصنعون بالمال إذا وصل إلى أيديهم المال. يا أهل الخير: أدركوا الناس قبل أن يجمد الناس… أرجو أن لا تذهب هذه الصيحة هباء مع هواء الشتاء!
المصدر: موقع الزالزل السوري
خالد روشه
عبد المنعم زين الدين
خالد حسن هنداوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة