عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 7115
شـــــارك المادة
رسالة موجّهة إلى حكام الخليج، أعني منهم من دَعم أهل السنة في اليمن، وحرّك أساطيل الجو في عاصفة حزمٍ أفرحتْ قلوب المؤمنين، وأغاظت الخونة والمجرمين.
...
نقول لكم يا من ائتمنكم الله على رقاب المسلمين ودمائهم وأعراضهم، إن الله سائلكم على دماء مسلمي سورية، الذين يبادون منذ خمس سنوات، أمام مرأى ومسمعٍ منكم ومن العالم أجمع، على يد العصابة الأسدية وميليشياتها من المرتزقة، وعلى يد قوات الاحتلال الإيرانية والروسية.
فماذا قدّمتم لنصرة هذا الشعب الذي له عليكم حق العروبة والإسلام؟ هل قدّمتم له بعضاً من سلل الإغاثة والطعام والدواء؟ شعبُنا لا يحتاج ذلك لو أنكم ساعدتموه على إنجاح ثورته، الشعب السوري لم يقم بثورته من أجل طعامٍ وشراب، إنما ثار ليتسرد حريته وكرامته السليبة على يد مجرمٍ سفاحٍ مغتصب للسلطة، فلو أنكم وقفتم معه بقوة لنيل حريته، وتحرير بلده، لكان الآن هو من يوزّع سلل الأغذية والمعونة على فقراء العالم من خيرات بلاد الشام.
هل قدّمتم له بعض الدعم لتسليح بعض الفصائل؟ ما قيمة هذا التسليح إذا لم يكن بالقدر الكافي لمواجهة ترسانة النظام المجرم الذي أمدّه حلفاؤه من إيران وروسيا وغيرها بأضعاف أضعاف ما قدمتم للفصائل؟ بل ما قيمة هذا الدعم إذا لم يتضمن مضادات للطائرات التي تقصف المدنيين وتدمر المباني فوق ساكنيها، وتزرع الرعب في قلوب أطفال سورية، وتهجّر الملايين من السكان خوفاً من الموت ببراميلها وصواريخها؟
هل استقبلتم بعض قادة الفصائل عندكم وزودتموهم ببعض احتياجاتٍ ورواتبَ لعناصرهم؟ فماذا يُغني ذلك إن كان ما قدّمتم لهم من دعم سبباً في ترسيخ فُرقتهم، وزيادة الشرخ بينهم؟ ألم يكن حريّاً بكم أن تقدّموا هذا الدعم مشروطاً بالوحدة؟ أو أن تتفقوا فيما بينكم على دعم جسمٍ موحدٍ لا تدعمون سواه عوضاً عن دعم فصائل متناحرة؟
هل قدّمتم لهذا الشعب وعوداً وخطابات وتصريحات متضامنة مع الثورة في المؤتمرات والمحافل الدولية؟ فماذا أغنت هذه التصريحات والوعود والمأساة تتفاقم يوماً بعد يوم، وآمال الكثيرين تتضاءل يوماً بعد آخر، حتى يأس كثير من الشباب من هذه الوعود وراح يضرب في الأرض مشرقاً ومغرّباً لا يهمه أستقبله غرب أم شرق أم بلاد كفر أم بلاد إسلام؟
لقد تابع العالم باسره كيف تدخلتم - مشكورين- في بلاد اليمن نصرة لأهل السنة ضد عصابة الحوثيين المدعومة من إيران المجوسية، وأفشلتم مخططاتها في احتلال اليمن وجعلها تحت سلطة الاحتلال الإيراني. لكن الشعب السوري يسأل: هل أهلنا في اليمن يختلفون عن أهل الشام؟ لماذا فرّقتم في النصرة بين من جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في البركة حين قال: " اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا"؟ هناك تدخلتم للحفاظ على الشرعية، وهنا لماذا لا تتدخلون لخلع من فقد الشرعية؟ هناك تدخلتم لوجود عدوٍّ خفيٍّ يقود الحرب ضد أهل السنة، وهو إيران المجوسية، فيما هي في الشام عدوٌ ظاهر يصول ويجول ويضرب ويفاوض؟ أليس جنودها وزبانيتها في الشام هم أضعاف أضعاف ما لديها في اليمن؟ ألم تحشد على أهل الشام حزب اللات والحرس الثوري الإيراني وميلشياتها من العراق وأفغانستان وغيرها؟
إيران التي هددت أمنكم، وجاهرتكم بالعداء، ها هي فضائحها في البحرين تتكشف بعد ثبوت تورّطها في الهجمات الأخيرة وضلوعها بتجهيز مصانع الذخيرة في البحرين لضرب استقرار هذا البلد. ها هي تهدد المملكة العربية السعودية على لسان خامنئي الذي طالب بوضع مكة تحت الوصاية. فإلى متى تنتظرون الرّد عليها في الشام، هل تنتظرون إذناً من دول الغرب التي صالحتها على مصالحكم؟ وأغلقت لها ملفاً يؤرّقكم دون حلٍّ يرضيكم؟
والآن ها هو العدوّ الروسيّ يصول بطائراته متحدياً كل الأعراف والمواثيق، ليمارس دوره في قتل أكبر عددٍ من مسلمي سورية، في احتلالٍ واضحٍ لسورية، فيما غضّت الدول الكبرى الطرف عنه، فماذا أنتم فاعلون؟
لو كان الروس والإيرانيون يشنون هجوماً على مسيحي سورية لناصرتْهم كل دول الغرب ولقامت الدنيا وما قعدت لأجلهم، أما وأن الهجوم على أهل السنة فمن تنتظرون أن ينصرنا؟ ألا يقع الواجب في ذلك عليكم بالدرجة الأولى؟
لقد كنّا وما زلنا وسنظل ننتظر النصر من الله وحده، لكننا نقول لكم يا حكام الخليج: إنَّ تدخلكم الآن لنصرة أهل الشام ولضرب النظام القاتل وأعوانه في سورية، هو واجبٌ عليكم، إن قصّرتم في أدائه فلن يرحمكم التاريخ، ولن تغفر لكم شعوبُكم. نعم قد يخسر أهل الشام مزيداً من الأرواح والدماء، لكن الخسارة الأكبر لن تكون بعيدة عنكم، بل ستكون من نصيبكم أنتم عندما يرى العدوّ الإيراني والروسي أنه قد كسر خط الدفاع الأول عن أهل السنة في المنطقة، وسيأتي وقتها ليفرض عليكم ما يريد دون أن تجدوا عندئذٍ من يناصركم.
لذا أقول لكم: لا تفرّطوا بأهل الشام، فإنهم يدافعون عن الأمة، وعن شرف الأمة، وعن كرامة الأمة، وعن بلاد الخليج، وعن بلاد الحرمين، فلا تخذلوهم، ولا تُسْلِموهم لعدوهم، فالمسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يُسلمه. ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ".؟
يا أيها الحكام: اتقوا الله في دماء أهل سورية، وهبّوا لنصرتهم، واضربوا عدوهم وعدوكم ضربة حزمٍ دون هوادة، فما نفع أساطيلكم وسلاحكم وعواصفكم إن لم تنصر أهل سورية في هذا الوقت العصيب؟ لا تخشوا من أمريكا وغيرها فوالله إن الشعوب المسلمة في العالم تتحرق لتأييدكم إن فعلتم، وإن الله سيعينكم إن صدقتم، والشعب السوري سيشكر لكم صنيعكم، والتاريخ سيحفظ لكم وقفتكم، وأما إن تخاذلتم فانتظروا من الله الخذلان في الدنيا والآخرة، وانتظروا الهوان في أعين عدوّكم.
أسأل الله أن يوفق من كان منكم في خدمة الإسلام والمسلمين وأن يعينه على ذلك، وأن يستبدل منكم من خذل المسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شبكة شام
مجاهد مأمون ديرانية
خالد حسن
فرات الشامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة