أبو بصير الطرطوسي
تصدير المادة
المشاهدات : 8227
شـــــارك المادة
ذكرنا هذا المعنى من قبل تلميحاً مراراً وتكراراً، وها نحن نذكره الآن تصريحاً إبراء للذمة، ونصحاً للأمة، فأقول للأخوة في "النصرة ":
إذا اقتصرتم في مرجعيتكم على أبي قتادة الفلسطيني، ومن يتبع له، فتصغون إليه، تستفتونه في الدماء والحرمات، والحقوق والواجبات، وفي شأن الثورة الشامية ومستقبلها، اعلموا أن الأمر قد ينتهي بكم إلى أن تضعوا السيف في المسلمين من أهل الشام وأبنائهم ومجاهديهم، وهو ما نكرهه لكم، ونعيذكم من أن ينتهي جهادكم إلى هذا المنتهى!
وقد حصل ذلك من قبل مع من أصغوا للرجل في الجزائر، فلما سفكوا الدماء المعصومة، وانتهكوا الحرمات المصانة، وانحرفت مسيرة جهادهم، بناء على فتاوى الرجل وتوصياته ووساوسه، وتكشفت السوءات، وتكاثرت لعنات المظلومين على الفاعلين ومن أفتاهم، انتكص المفتي الفتّان على عقبيه، وتبرأ ممن صنعهم على عينه، وغذاهم بفتاويه ومقالاته الباطلة، وقال: إني بريء منكم، ومما تفعلون، إني أعلم ما لا تعلمون، ولكن بعد أن وقع المحظور، وحصل المكروه، ولات حين مندم، وما " فتوى عظيمة الشان في قتل الذريّة والنسوان "، عنكم ببعيد.
فإن قلتم: ما المطلوب؟
أقول: وسّعوا صدوركم، والتفتوا يمنة ويسرة من حولكم، انفتحوا على علماء الأمة، واسمعوا منهم جميعاً، وأحسنوا الإصغاء إليهم، وبخاصة منهم علماء سوريا أصحاب الجرح والمحنة، أفقه الناس بواقعهم، حتى ممن ترون أنه يخالفكم في بعض التوجهات والسياسات، فقد يكون الحق معه، والحق ضالة المؤمن أينما وجده انقاد إليه وأخذ به.
صفحة الكاتب على فيسبوك
أحمد أبازيد
سلطان العميري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة