..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

براميل الأسد المتفجرة تحرق سوريا والعالم مشغول بتنظيم "الدولة"

العصر

١٧ مارس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3681

براميل الأسد المتفجرة تحرق سوريا والعالم مشغول بتنظيم
00.jpg

شـــــارك المادة

في مقالة نشرها "كريستوفر فيليبس" الزميل الباحث في المعهد الدولي للدراسات الدولية (تشاتام هاوس)، قوَم فيها الثورة السورية بعد أربعة أعوام من الحرب، قال فيها إن مناطق الشمال والشرق خرجت من يد الحكومة وأصبحت رهن سيطرة الجماعات المعارضة والجهادية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الأخرى.

وظلت المدن الكبرى والتجمعات الأكثر كثافة من الناحية السكانية الممتدة من دمشق وعبر حمص حتى اللاذقية بيد النظام. ولا تزال الحكومة السورية تواجه معارضة قوية في الجنوب وتحاول تقوية مواقعها هناك.

ويعتقد "فيليبس" أن أي انتصار، مهما كان معناه الآن، سيكون أجوف وسيترك بلداً يواجه أزمات وجودية اجتماعية واقتصادية وأمنية.

فمن الناحية الاقتصادية، خسر النظام نسبة 50% من المناطق وثلث السكان وحقول النفط وطرق التجارة مع تركيا والعراق، ولم تعد لديه مصادر للدخل القومي ويعتمد بالضرورة على المليارات التي تضخها له كل من إيران وروسيا.

وحتى لو انتهت الحرب لصالح النظام، فسيواجه الأسد مشكلة في إعادة إعمار بلد دمرته الحرب، ولن تكون لا روسيا أو إيران في وضع مناسب لتقديم الدعم له في ظل تراجع أسعار النفط العالمية.

وكما لاحظ الباحث الاقتصادي السوري، جهاد يازجي، فكل الدعم المقدم للنظام من هذين البلدين يستخدم في العدوان الحربي لا بناء أو حماية البنى التحتية، بل وأكثر من ذلك، فقد خفض النظام الدعم للمواد الأساسية وزاد من الضرائب كي ينفق على الحرب.

أما في الجانب الأمني، فقد تركت الحرب النظام يعتمد بشكل كبير في بقائه على الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، إضافة إلى التورط الكبير لميلشيات حزب الله.

وبسبب نقص الجنود، قام النظام بتشجيع المقاتلين الأجانب من الشيعة للقتال في صفوفه، وأنشأ ميليشيات محلية تتلقى تدريباً من حزب الله وتعمل بشكل مستقل.

ولن يكون النظام قادراً في زمن السلم على إعادة السيطرة عليها والتحكم في الأمن بقبضة حديدية كما فعل خلال العقود الأربعة الماضية.

أما من ناحية التهديد الاجتماعي، فيشير "فيليبس" إلى إمكانية تراجع الدعم في القاعدة الشعبية للأسد وهي الطائفة العلوية التي بدأت تتذمر من استمرار سقوط القتلى، لكن الانفجار في داخلها لن يحدث طالما ظلت تشعر بالتهديد من الجهاديين وتنظيم الدولة وحاجتها لحماية من النظام.

وفي ضوء هذا التحليل، فلن يبق من الدولة حتى لو "انتصر" النظام، فرضاً، وانتهت الحرب إلا مؤسسات ضعيفة ونظام يعاني من الديون والتبعية للقوى التي ساعدته، وبهذا فلن يكون قادراً على ضبط الأمن أو "احتكار" العنف كما في السابق.

وأهم من كل هذا هو أن الحرب في سوريا، بحسب لورد مايكل ويليامز أوف باغلان، الزميل الزائر في معهد "تشاتام هاوس" قد تفوقت على الحرب في البوسنة في التسعينيات من القرن الماضي وبعدها الحرب في كوسوفو، حيث تدخل المجتمع الدولي وقام لاحقاً بجلب مجرمي الحرب في يوغسلافيا القديمة إلى محكمة جرائم الحرب الدولية.

وقال إن الكتابة عن الحالة السورية وبعد أربعة أعوام على بدايتها تشي بضآلة الأمل في تدخل دولي، بل ولم تلتزم الدول الغربية بتعهداتها تجاه الميثاق الدولي للاجئين الصادر عام 1951 واستقبال أعداد كافية من السوريين اللاجئين باستثناء السويد، وهو ما لم يحدث في أي نزاع منذ 100 عام.

ويعتقد أن تلكؤ المجتمع الدولي تجاه السوريين نابع من الحرب الكارثية التي شنت على العراق عام 2003. ولا يستبعد "لورد مايكل" فقدان الإرادة من الجانب الغربي، وتجمد العلاقات بين الشرق والغرب التي لم ير مثيلاً لها منذ الحرب الباردة.

وقد أدى الموقف الغربي لاستمرار الأسد و"خلافة" أبو بكر البغدادي، فكلاهما يسيطران على ثلثي سوريا اليوم، بما في ذلك مدنها الكبيرة. أما الخاسرون يقول لورد مايكل "فهم غالبية الشعب السوري والائتلاف الوطني السوري".

ولا يرى الكاتب هنا إمكانية في إرجاع الأمور لصالح الشعب السوري، خاصة وأن النزاع مفتوح على تطورات مستمرة، وهو غير متفائل من إمكانيات التقدم نحو مفاوضات سياسية وحل يرضي كل الأطراف. ويلحظ الكاتب أن النبرة الانتصارية كانت واضحة في لقاءات الأسد مع الصحافة الغربية، ولم يغب عن بال الأسد انشغال الغرب بصعود ومحاربة الدولة الإسلامية. فقد بات هذا التنظيم الشر الأكبر، بالنسبة للغرب، خاصة بعد ذبحه للرهائن.

وفي ظل هذا الاهتمام والتعاون الفعلي بين الغرب وإيران في الحرب ضد التنظيم، يتوقع لورد مايكل مفاوضات جديدة "جنيف3" بمشاركة إيرانية هذه المرة.

ولا يرى الكاتب هنا غرابة في التحالف الأمريكي مع إيران، فقبل 60 عاماً جلس وزير الخارجية الأمريكي، جون فوستر دالاس، مع نظيره من جمهورية الصين الشعبية، شو إن لاي، التي لم تكن واشنطن تعترف بها للتفاوض حول سبل حل الحرب في الهند الصينية.

وحتى تنعقد الجولة الثالثة من جنيف كما يتوقع، يعيش السوريون الحرب بشكل يومي، براميل متفجرة وحصار وتجويع وقتل وظلام، فمنذ بداية الحرب أظهر تحليل لصور فضائية أجراه الباحث الصيني، تشي لي من جامعة ووهان وجامعة ميرلاند، أن معظم سوريا تعيش في ظلام دائم بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المدن.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع