أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 6432
شـــــارك المادة
ضحك عندما استلقى داخل القبر، وأخبر زملاءه أن القبر مناسب له تماماً وفق التجربة التي قام بها، ودعا الله أن يموت شهيداً في سبيل الله، كان القبر الذي تمت تجربته من قبل “عبد القادر نعناع” قبراً غير عادي، فقد جهزه عبد القادر بعناية وأنهى العمل به بحيث يكون جاهزاً للاستخدام كمسكن أبدي لمن سيسبق البقية إليه. الشهيد عبد القادر نعناع، أحد ثوار بلدة حريتان في ريف حلب الشمالي، تلك البلدة التي ثارت ضد نظام بشار الأسد منذ البدايات في عام 2011 والتي قدمت مئات الشهداء ومازال أبناؤها حتى اليوم يقاومون النظام بشتى الوسائل المتاحة، ومازال النظام ينتقم من أهلها بالصورايخ والبراميل المتفجرة والتي كان آخرها يوم أمس، إذ تعرضت لقصف بصاروخ “سكود” تسبب بسقوط العديد من الشهداء والجرحى ودمار مبان عدة فيها. تطوع عبد القادر في فريق الدفاع المدني في البلدة، واستمر بتأدية واجبه الوطني والإنساني حتى اللحظات الأخيرة من حياته، حيث استشهد بينما كان ينقذ الجرحى والمصابين في منطقة الملاح في المعارك الأخيرة التي جرت هناك، وتسببت إحدى القذائف التي أطلقتها قوات النظام بإصابته ومن ثم استشهاده كما استشهد معه “محمد ربيع قصير” أحد زملائه في فريق الدفاع المدني. تحول الشاب الثائر فجأة من منقذ إلى شهيد، بعد أن جهز قبره بيديه قبل أيام، وكأنه شعر بدنو الأجل واقترابه، كما أن الله استجاب دعاءه بأن يموت شهيداً، فدفن في ذات القبر الذي جهزه وجربه وأراده قبراً له.
فارس الرفاعي
محمود المحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة