سراج برس
تصدير المادة
المشاهدات : 6805
شـــــارك المادة
لا عجب أن تصبح قرية صغيرة كـ "حوش عرب" ذائعة الصيت، فالرجال الذي ولدوا فيها ودافعوا عنها، أقل ما يقال بهم أنهم أبطال، ومن هؤلاء الشهيد الملازم أول منذر البرتاوي الذي جرّع العصابات الأسدية وميليشيات "حالش" مرَّ الهزيمة في أكثر من معركة من معارك الشرف والرفعة وقتل من المعتدين الكثير.
في القرية الصغيرة "حوش عرب" والتي لا يتعدى عدد سكانها عشرة آلاف نسمة حمل الشهيد البرتاوي الـ 134 من أبناء القرية، انشق عن نظام الأسد منذ أيام الثورة الأولى وانحاز لثورة شعبه، مدافعاً عنه. شارك البرتاوي بجميع معارك القلمون حتى بات صيت ثوار القرية يملأ المنطقة عموماً، وباتت بطولاتهم محطّ إعجاب أهالي قرى القلمون، حيث لم تخلُ أيّ من معارك القلمون من أبطال قرية حوش عرب التي دفعت ثمن هذا غالياً بعد احتلالها من قِبل قوات الأسد. في المعركة الأخيرة، وقبل سقوط قرية حوش عرب بأيدي عصابات الأسد التي تساندها ميليشيات "حالش" واجه أبطال حوش عرب وعلى رأسهم الملازم أول منذر تلك الميليشيا التي سعت لاحتلال القرية وجرودها. وبعد بطولات رائعة، وخسائر فادحة في صفوف الغزاة على أيدي أبطال حوش عرب؛ استطاع حزب الشيطان التقدم نحو تلك الجرود، بعد أن ارتقى عددٌ كبير من الثوار "القلائل" والذين قُدِّر عددهم بالعشرات فقط وصمدوا أكثر من شهر كامل في وجه أعتى حملة عسكرية من قوات الأسد وميليشيا حالش. خلال تلك المواجهات، أصيب الملازم أول منذر بجروح بالغة ليكتب بضعةَ أسطر لأقاربه على برنامج "واتس آب" ولتكون تلك الحروف آخر ما خطه في دنياه، أوصى والدته ألا تحزن، وأكد لعائلته أنه سيكون شفيعهم يوم القيامة لأنه بإذن الله شهيد. هي حكايات الموت المستمر في بلادي، هي حكايات السواد التي تكتبها أقلام الخيانة والتخاذل، وحكايات البطولة التي يسطّرها دم الشهداء الذين أثبتوا أنهم نخبة مجتمعٍ انتفض في ثورة عاثت بها أيادي العالم، أجمع ولكنها ستنتصر. رأى الشهيد الملازم أول منذر مكانه في الجنة فبشّر والدته، ووعد أقاربه أنه سيكون لهم الشفيع، غادر منذر إخوته وأصدقائه وأصبح قنديلاً يضيء الدرب للسوريين الباحثين عن الحرية.
الدرر الشامية
غداف راجح
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة