جوليان بورجر ونيك هوبكنز
تصدير المادة
المشاهدات : 9470
شـــــارك المادة
مدربون من بريطانيا وفرنسا يشاركون في الجهود والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة لتعزيز أطراف المعارضة العلمانية في سوريا، كما تقول مصادر. ويجري التدريب الغربي للثوار السوريين في الأردن في محاولة لتعزيز الأطراف العلمانية في المعارضة، باعتبارها حصنا ضد التطرف الإسلامي، والبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على النظام في حال سقوط بشار الأسد.
وتقول المصادر الأمنية الأردنية إن جهود التدريب تقوده الولايات المتحدة، بمشاركة من البريطانيين والفرنسيين.
ونفت وزارة الدفاع البريطانية تدريب جنود بريطانيين للثوار عسكريا بشكل مباشر، رغم أن عددا قليلا من الأفراد، بما في ذلك فرق القوات الخاصة، موجودة في البلاد لتدرب الجيش الأردني. ولكن قيل لصحيفة الغارديان إن فرق الاستخبارات البريطانية تدعم الثوار لوجستيا وتقدم لهم المشورة في شكل ما. وقد أوضح المسؤولون البريطانيون أنهم يعتقدون أن قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة منحت الآن بريطانيا الضوء الأخضر لبدء توفير التدريب العسكري للمقاتلين الثوار، بهدف احتواء انتشار الفوضى والتطرف في مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري. وفقا لمصادر أوروبية وأردنية، فإن عملية تدريب الغربي في الأردن مستمرة منذ العام الماضي، وتركز على كبار ضباط الجيش السوري الذين انشقوا. "كما هو معتاد، قبل اتخاذ أي قرار بشأن هذه المسألة الرئيسية، يتم اتخاذ الاستعدادات، بحيث عندما يتم هذا القرار، فإن كل شيء سيكون في مكانه من أجل أن تسير الأمور بسلاسة، وهذا ما تقوم به هذه المجموعات [القوات الخاصة]. إنهم يتقدمون"، كما صرح دبلوماسي أوروبي. وقال مصدر أردني مطلع على عمليات التدريب: "إنهم من الأمريكيين، البريطانيين والفرنسيين مع بعض الجنرالات السوريين الذين انشقوا، ولكن نحن لا نتحدث عن عملية ضخمة". وأضاف أنه ليس ثمة "ضوء أخضر" حتى الآن لإرسال قوات الثوار الذين يجري تدريبهم إلى سوريا. ولكن يمكن نشرهم إذا ظهرت علامات على انهيار كامل للخدمات العامة في مدينة درعا السورية الجنوبية، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من تدفق السوريين اللاجئين إلى الأردن، والتي تترنح تحت وطأة استيعاب 320 ألف لاجئ حاليا. والهدف من إرسال الثوار المدربين غربيا عبر الحدود هز إنشاء منطقة آمنة للاجئين على الجانب السوري من الحدود، لمنع الفوضى ولإحداث توازن بين هؤلاء (المنشقون المدربون) والمتطرفين ممن لهم صلات مع القاعدة، والذين أصبحوا قوة كبيرة في الشمال. ويقول مسؤولون بريطانيون إن المبادئ التوجيهية الأوروبية الجديدة بخصوص الحظر المفروض على الأسلحة السورية، والتي اعتُمدت رسميا من قبل الاتحاد الأوروبي في بداية مارس، تقضي بالسماح للتدريب العسكري طالما أن الهدف النهائي من ذلك هو "حماية المدنيين". وذكر مسؤولون في بروكسل إن لغة المبادئ التوجيهية أقل من أن تكون قاطعة بشكل واضح: "إنها ضبابية بشكل متعمد"، كما قال أحدهم. وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالمساعدة التقنية، فإن ما يعنيه عمليا يعتمد على من تسأل. البريطانيون والفرنسيون، على سبيل المثال، هم أكثر إقداما من غيرهم. والمبدأ هو أن المساعدة يجب أن تكون لحماية المدنيين، ولكن كما رأينا في ليبيا، يمكن أن تفسر بطرق مختلفة". ويقول مسؤولون بريطانيون إن تدريب القوات السورية لملء الفراغ الأمني مع انهيار نظام الأسد، سيكون مساعدة في حماية أرواح المدنيين.. وقال البنتاجون في أكتوبر الماضي إن مجموعة صغيرة من القوات الخاصة الأمريكية والمخططين العسكريين كانوا الأردن خلال فصل الصيف الماضي لمساعدة البلاد على الاستعداد لإمكانية استخدام جيش الأسد للأسلحة الكيميائية السورية، وكذا تدريب مقاتلين مختارين من الثوار. ومنذ ذلك الحين، سعت خلية التخطيط الأمريكية لتنسيق برنامج تدريبي أكثر طموحا، واتخذت من مركز الملك عبدالله تدريب العمليات الخاصة الواقع في شمال العاصمة عمان، مقرا لها. ولكنَ مصادر أردنية أفادت بأنه يجري التدريب الفعلي في مواقع نائية، مع تقارير أمريكية حديثة أوضحت أن وكالة المخابرات المركزية هي التي تتولى قيادة عمليات التدريب.
خلال العامين الماضيين من الحرب الأهلية السورية، سعى الأردن إلى البقاء بعيدا عن الصراع، خوفا من رد فعل من دمشق، كما إن تدفق المتطرفين من شأنه أن يزعزع الاستقرار الهش في المملكة الأردنية "ما جرى في الآونة الأخيرة هو تحول تكتيكي"، كما قال جوليان بارنز داسي، وهو خبير الشرق الأوسط في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية. وأضاف: "القوى الإسلامية كسبت تأثيرا في الشمال، والأردن حريص على تفادي ذلك في الجنوب. وعليه، بعد أن تبنى خيار عدم التدخل، يرى الآن أن عليه أن يفعل شيئا في الجنوب". وأضاف: "هناك شعور بأن الأردن لا يمكنه التعامل مع التدفق الهائل الجديد للاجئين، وبالتالي فإن الفكرة ستكون إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا. فكل ما كانوا يسعون إلى تجنبه.. حان وقته الآن". بالنسبة للغربيين والسعوديين الداعمين للمعارضة، فقد أصبح الخيار الآن لنقل المساعدات هو الأردن أفضل من تركيا. وقد تعرضت أنقرة للنقد لسماحها للجماعات المتطرفة، مثل جبهة النصرة، لأن تصبح مسيطرة على الجبهة الشمالية، في الوقت الذي تركز فيه (أنقرة) على ما تعتبره تهديدا متزايدا من شبح الانفصال الكردي.. "إن الأمريكيين يثقون الآن فينا أكثر من الأتراك، لأنه مع الأتراك كل شيء موجه لتعزيز موقفهم للعمل ضد الأكراد"، كما قال مصدر أردني مطلع على التفكير الرسمي في عمان.
العصر
ساسة بوست
هارتس
أسرة التحرير
ترك برس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة