..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

النصر في الأفق

سامر محمد البارودي

٢٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6208

النصر في الأفق
ثورة سورية00.png

شـــــارك المادة

اقذف بقلبكَ للعلياءِ وانطلق *** واركب على صهوةِ الجوزاءِ والتحق

وصاحبِ الأنجمَ الغرّاءَ مرتجزاً *** أقسمتُ يا نفسُ للجناتِ فاستبقي

مالي أراكِ عن النجدات في شُغُلٍ *** لا تستريحينَ من خوفٍ ومن قلق

أليس يا نفسُ ما أمّلتِ في سحرٍ *** ألقتْ به الشمسُ وهّاجاً على الأفق

أليس يا نفسُ قد هاجتْ لدعوتنا *** وُرقُ الغمامِ فجاءَ النصرُ كالفلق

 

 

أطّت سماءُ الملا لغياثِ ثورتنا *** تستنهضُ الشُّهْبَ والأجرامَ في الغسق

حتى إذا أمطرتْ أو أوحلتْ وجَرَتْ *** خنادقُ الموتِ بالأرواحِ والمِزقِ

آويتِ في جبلِ الأعذارِ واهمةً *** وليس يعصِمُ غيرُ اللهِ من غرق

ألستِ يا نفسُ قد حُذّرتِ في دعةٍ *** وجهَ الحياةِ إذا مالتْ إلى الرّهق

وكنتِ خُوِّفتِ إن لم تأخذي أبداً *** على يديْ ظالمٍ بالذلِّ والحرقِ

أنستكِ يا نفسُ أزمانٌ بلا عنتٍ *** قد كان ماؤكِ يجري فيه في غدقِ

أنستكِ يا نفسُ أفياءٌ وأنديةٌ *** ملأى الندى والجنا والظّلِّ والعَبق

قم بي أُخيَّ إلى الفيحاءِ مُنتصراً *** لم يبق في الكأسِ إلا بُلغةُ الرّمق

لهفي عليك فهذا الدّهرُ ذو غِيرٍ *** فليسَ بعد اجتماعٍ غيرُ مُفترق

قم ننفُضِِ الذلَّ عن أرداننا فلقد *** غارتْ كواهِلُنا في ثوبها الخلِق

وخَلِّ كفي خِلواً ليس تَشْغُلها *** بغير رايةِ شامِ المجدِ والألق

وأنت يا صاحبي أذّنْ بأمتنا *** لعلّ تُحيي حصاةً بعد لمْ تُفِقِ

قد طارَ نسرُ الإبا من سفحِ ذِلّتهِ *** أما النّعام فدسَّ الرأسَ في العمق

فاخترْ لنفسكَ عنواناً تلوذُ به *** إن شئتَ في شاهقٍ أو شئتَ في نفقِ

إخوانك الصِّيدُ في أسمالِهمْ هُرِعوا *** وأنت يا صاحبي في لبسةِ الألق

قد جاوز الظلمُ صبرَ الناسِ منتهكاً *** سجنَ الفظائعِ والتنكيلِ والحَنَق

وأنت كالنحلِ تلهو في حدائقهِ *** وهمْ يُوارونَ فيها صفوةَ الحِدَق

لا زلتَ تسعى على الأفراحِ منتقياً *** وهم يطوفون بين الهدمِ والحرق

بنادقُ الثأرِ في أعماقهم رُبطت *** وأنت تُحكِمُ فيها ربطة العُنُق

قم بي اُخيَّ فَعِزُّ الشامِ مُرتهنٌ *** بثورة النور في ميْدانها الطّلِق

يستصرخُ الله أجناد الشآم له *** فانهضْ لنجدتهِ بالسيفِ وامتشق

وخلِّ عنكَ قلاداتٍ وأسورةً *** وخَلِّ عنكَ فِراشَ السُّهدِ والأرق

واحذرْ لقاءَ ربيعِ العُربِ مُرتحلاً *** يدعْكَ في حيرة الإشراقِ والشفق

وراقبِ الفجرَ لو طالتْ زُبانته *** وخاطب البدرَ والجوزاءَ وارتفق

ما عُدتُ ألحظُ نجماً قامَ ينشدنا *** ولا هلالاً ولا بدراً على نسق

قد أقبل الصبح في أعطافهِ بطلٌ *** يروي حكاية نصرٍ صار في الأفق

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع