نشرة أخبار سوريا- قوات النظام تواصل قصفها العنيف على درعا، وقسد تفرض "حظر تجوال" في الرقة لمدة 3 أيام -(24-6-2018)

قوات النظام تواصل قصفها العنيف على درعا، وقسد تفرض "حظر تجوال" في الرقة لمدة 3 أيام وتعلن محافظة الحسكة خالية من تنظيم الدولة، فيما لواء "ثوار الرقة" يطالب التحالف الدولي بحمايته من "قسد"، من جهتها.. واشنطن لفصائل درعا: لا تتوقعوا منا تدخلاً عسكرياً لحمايتكم من النظام.

الوضع الميداني والعسكري:

قوات النظام تواصل قصفها العنيف على درعا:

صعدت قوات النظام قصفها على مدن وبلدات درعا بالتزامن مع الاستعدادات العسكرية التي جهزتها لبدء الحملة على المدينة بمساندة روسية وصمت أمريكي.

واستهدف الطيران الحربي منذ فجر اليوم وحتى الآن بعشرات الغارات الجوية مدن وبلدات المجيدل ورخم والمليحة الشرقية والكرك الشرقي وناحتة والغارية الغربية والنعيمة والحراك إضافة إلى استهدافها بالصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية أن طائرات روسية استهدفت يوم أمس وللمرة الأولى منذ بدء اتفاق خفض التصعيد عام 2017، استهدفت مدينة بصر الحرير في ريف درعا الشمالي الشرقي بأكثر من 20 غارة جوية.

وأفادت المصادر أن الطائرات الروسية أقلعت من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في طرطوس باتجاه درعا وشنت 25 غارة جوية على مدينة بصر الحرير.

قسد تفرض "حظر تجوال" في الرقة لمدة 3 أيام:

أعلنت مليشيا سوريا الديمقراطية "قسد" حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال في مدينة الرقة لمدة 3 أيام اعتباراً من اليوم الأحد ولغاية نهاية يوم الثلاثاء.

ونشر المكتب الإعلامي التابع لمليشيا قسد بياناً قال فيه: " تمكن الجهاز الاستخباراتي العامل ضمن المنظومة الأمنية لقواتنا، من الحصول على معلومات تفيد بدخول مجموعات إرهابية تعمل لصالح مرتزقة داعش إلى مدينة الرقة بصدد تنفيذ هجمات تخل بالأمن والاستقرار العام"

وأضاف البيان أن حالة الطوارئ وحظر التجوال تأتي كـ "تدابير احترازية" فرضتها الظروف الحالية، داعية المدنيين إلى عدم الخروج من منازلهم.

وعقب القرار الذي أصدرته المليشيا مساء أمس شهدت المدينة إقامة عدد من الحواجز لتفتيش الناس والتأكد من هوياتهم.

مليشيا "قسد" تعلن محافظة الحسكة خالية من تنظيم الدولة:

أعلنت مليشيا سوريا الديمقراطية "قسد" سيطرتها على مدينة الحسكة بالكامل بعد طرد عناصر تنظيم الدولة من آخر معاقلهم في المدينة يوم أمس.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير مكتب مليشيا قسد مصطفى بالي قوله "تم تحرير محافظة الحسكة بشكل كامل لأول مرة منذ 2013 وذلك بعد طرد عناصر تنظيم الدولة من آخر معاقلهم فيها".

وكانت مليشيا قسد أعلنت قبل حوالي أسبوعين شن عملية عسكرية للسيطرة على المناطق التي لا يزال تنظيم الدولة يتمركز فيها في أطراف المحافظة.

لواء "ثوار الرقة" يطالب التحالف الدولي بحمايته من "قسد":

اتهم لواء ثوار الرقة مليشيا سوريا الديمقراطية بمهاجمة مقراته في الرقة ومحيطها ومحاصرتها مدعمة بآليات وعربات ثقيلة.

وقال اللواء في بيان له اليوم "تتعرض مقراتنا في مدينة الرقة ومحيطها لعملية غادرة من قبل مليشيا قسد، حاصرت من خلالها مقراتنا بعناصر وعربات مدججة بالسلاح".

وطالب اللواء قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل الفوري لإيقاف ما وصفه بـ "العدوان الغادر"، محملاً إياهم المسؤولية الكاملة عن أي تبعات تنتج عن هذه العملية، حسب قوله.

كما دعا اللواء أبناء الرقة بـ "وقفة حقيقية وجادة مع إخوانهم في لواء ثوار الرقة للوقوف بوجه قسد وممارساتها القمعية والإلغائية"، وفق البيان.

هذا وهاجمت مجموعات من مليشيا سوريا الديمقراطية "قسد" مواقع ومقرات لواء ثوار الرقة وحاصرتها، بهدف إخراجها من المنطقة، وذلك بعد أن كان اللواء ضمن تشكيلاتها وانشق عنها بسبب ما وصفها بالممارسات الإقصائية بحق المكون العربي. 

المواقف والتحركات الدولية:

واشنطن لفصائل درعا: لا تتوقعوا منا تدخلاً عسكرياً لحمايتكم من النظام:

أفادت فصائل الجيش السوري الحر في درعا جنوب سوريا أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغتهم أنها لن تتدخل لمساعدتهم في وجه الحملة التي تشنها قوات النظام على المحافظة.

ونقلت وكالة رويترز عن رسالة بعثتها واشنطن لفصائل الجيش الحر في درعا دعتهم فيها إلى " ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري" مضيفة: "الأمر يعود إليكم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري بناء على ما ترون أنه الأفضل بالنسبة لكم ولشعبكم".

وأشارت الرسالة إلى أن حكومة الولايات المتحدة تدرك الظروف الصعبة التي يواجهها مقاتلو المعارضة، مشددة على أنها مازالت تنصح الروس والنظام السوري بعدم الإقدام على إجراء عسكري يمثل خرقا للمنطقة، حسب زعمها.

آراء المفكرين والصحف:

الجنوب آخر معاقل الأمل السورية

غازي دحمان

كلّما زادت مساحة سيطرة نظام الأسد على الأراضي تقلصت مساحة التغيير والأمل بانتقال سورية إلى أوضاع جديدة، وعادت الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة، وربما إلى مجهولٍ لا أفق له. وتشكّل منطقة الجنوب، التي تقع اليوم في قلب الخطر، ذروة مرحلة سقوط سورية في هذا المجهول، ليس لرمزيتها فقط في إطلاق شعلة الأمل بغد سوري متحرّر، يملكه أبناء البلد، وإنما لأن الجنوب كان آخر المناطق التي يمكن استثمار وزنها ومزاياها، للمساومة على حل سياسي مقبول، وإن لم يكن مثالياً، على اعتبار أنها المنطقة الوحيدة التي ما زالت تمتلك مواصفات ثورة سياسية اجتماعية.
استطاعت روسيا، وعبر عملية ممنهجة ومدروسة، إخراج المناطق التي تملك وزناً تساومياً يحقق مطالب الشعب السوري من دائرة الصراع، وليس سراً أن البداية كانت من حلب، لما تمثله من أهمية سياسية تضع الطرف الآخر في موقع الند السياسي الذي يستطيع فرض شروطه على طاولة المفاوضات، لتكرّ السبحة بعد ذلك، وتسقط جميع المناطق ذات التأثير السياسي، الغوطة ووادي بردى والقلمون وريف حمص الشمالي.
وليس سراً أن المناطق المتبقية، خارج جنوب سورية، لا تصلح للاستثمار والمساومة السياسية، مثل مناطق شرق سورية وإدلب، فالأولى أصبحت خارج تصنيف التفاوض على شكل النظام القادم، لتدخل في إطار الصياغة السياسية للدولة السورية المقبلة، من حيث الشكل وليس الجوهر، فيدرالية أم مركزية، وإن حل إشكاليتها ليس له علاقة بثورة السوريين ومطالباتهم، بقدر ما هو مرتبط بتوافقات دولية صرفة. أما إدلب، فأصبحت قضيتها ترتبط بقضايا الإرهاب العالمي، نظراً لوجود جبهة النصرة، أو "فرع القاعدة السوري" كما بات يسمى في التقارير الإخبارية.

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع