المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2950
شـــــارك المادة
أثار استهداف سلاح الجو التركي، يوم الثلاثاء 25 أبريل، مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في جبل سنجار شمالي العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية بجبل "قره تشوك" شمال شرقي سوريا حفيظة وزارة الدفاع الأمريكية التي أعربت عن "قلقها" بسبب "عدم تنسيق" تركيا مع الولايات المتحدة، والتحالف الدولي. وأشار الناطق باسم البنتاغون، النقيب أدريان غالاوي، إلى أن: "الغارات المذكورة لم يصادق عليها التحالف الدولي ضد داعش، وتسببت في ضرب قوات حليفة في محاربة التنظيم". وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن هناك: "قلقاً أمريكياً عميقاً" حيال الغارات الجوية التركية، وأضاف: "لم يتم التنسيق بالشكل الكافي مع الولايات المتحدة، ولا مع التحالف الدولي ضد داعش، بخصوص الغارات التي نفذتها تركيا الثلاثاء شمال العراق وشمال سوريا". وعلى إثر ذلك التصعيد؛ بادرت الولايات المتحدة بإرسال قوات من المارينز مع ثمان عربات "سترايكر" (8×8) المدرعة إلى شمال سوريا للفصل بين أكراد سوريا والقوات التركية، حيث تموضعت القافلة العسكرية الأمريكية المدرعة في بلدة الدرباسية شمال شرق محافظة الحسكة على بعد مئات الأمتار عن الحدود التركية، وهذه هي المرة الثانية التي تتدخل فيها القوات المدرعة الأمريكية للفصل بين الأتراك ومليشيات وحدات حماية الشعب التي تقود قوات سوريا الديمقراطية. ويثور السخط صفوف وحدات حماية الشعب لعلمها بوجود تنسيق بين تركيا ومراكز القيادة الروسية والأمريكية، لكن الإدارة الأمريكية بادرت إلى احتواء الموقف من خلال اتخاذ خطوة حاسمة في وجه تهديدات أردوغان، وذلك من خلال الانحياز إلى المليشيات الكردية ووضعها تحت جناح القوات المسلحة الأمريكية. ووفقاً لموقع "ديبكا" (28 أبريل 2017) فإن الغارات الجوية التركية قد عطلت خطط الإدارة الأمريكية للهجوم على معقل تنظيم الدولة في الرقة، مما اضطر واشنطن إلى إرسال قواتها على عجل لثني المليشيات الكردية عن الانسحاب من العملية الجارية وترك القوات الخاصة الأمريكية ومقاتلي العشائر العربية المنضوين تحت قوات سوريا الديمقراطية منفردين في أتون الصراع. وأغضب التدخل العسكري الأمريكي لصالح الوحدات الكردية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد أن: "رؤية صور ومشاهد استقبال قافلة عسكرية أميركية في سوريا بأعلام تنظيم "ي ب ك" الإرهابي كان محزناً بالنسبة لنا". وتتحدث المصادر عن تنامي التوتر بين واشنطن وأنقرة إثر انتشار صور لعناصر من تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية تقف جنباً إلى جنب مع قوات أمريكية عند معبر "كيزيل تبه" الواقع في مدينة ماردين الواقعة على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، حيث اتخذت واشنطن العملية التركية ذريعة لتنفيذ عملية انتشار واسعة النطاق شمال سوريا والعراق، وجاء الانتشار الأمريكي في محافظة الحسكة بالتزامن مع تنفيذ المارينز عمليات إنزال جوي في محافظة ديالى العراقية الملاصقة لإيران، ونشر جنودها على الشريط الحدودي بين البلدين، تمهيداً لإنشاء قاعدة عسكرية. ويثير تزايد أعداد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية تساؤلات ملحة حول الغايات والأبعاد السياسية والعسكرية التي ترسمها واشنطن بعد توقيع اتفاقية عسكرية مع حكومة كردستان العراق على بناء خمس قواعد لها في "سنجار"، و"أتروش"، و"الحرير"، و"حلبجة"، و"ألتون كوبري" في كركوك، مقابل دفع رواتب قوات البيشمركة لمدة لا تقل عن 10 سنوات، مع تدريب تلك القوات وتجهيزها بأحدث الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، الأمر الذي يتسبب بقلق بالغ في كل من طهران وبغداد ونقرة. وعلى الصعيد نفسه تعمل واشنطن على إنشاء قواعد عسكرية أخرى في: مطار "القيارة" العسكري جنوبي مدينة الموصل، وبالقرب من سد الموصل، بالإضافة إلى اتخاذ قاعدة "بلد" الجوية في محافظة صلاح الدين مقراً للتحكم بطلعات طائرات "إف 16"، وتوجد في معسكر "التاجي" شمال بغداد قوة أمريكية لأغراض التدريب.
للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 39 إعداد: المرصد الاستراتيجي
الأناضول
العربي الجديد
منذر الخطيب
عدنان علي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة