..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

الأستانة: روسيا تمهد لإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا

المرصد الاستراتيجي

١٢ فبراير ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2861

الأستانة: روسيا تمهد لإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا
unnamed_5.jpg

شـــــارك المادة

بخلاف الرؤية الغربية لاجتماعات جنيف السابقة التي تركز على الحل؛ انصب اهتمام روسيا في اجتماع الأستانة على التوصل إلى اتفاق عسكري يمكن أن يسفر عن توافقات سياسية فيما بعد، ولهذا السبب لم تتمّ دعوة المعارضة السياسية، إذ إن موسكو أرادت تفادي إحراج نفسها بقرارات فارغة كتلك التي تمّ التوصل إليها خلال مؤتمرات سابقة برعاية غربية؛ في حين تعاملت طهران بحساسية شديدة إزاء إصرار موسكو وأنقرة على منح الأولوية للفصائل في الاجتماع، حيث تطلب إقناعهم بالحضور جهداً كبراً من قبل أنقرة.
ووفقاً لتقرير أمني مطلع فإن الهدف الرئيس لبوتين من عقد اجتماع الأستانة هو إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بامتلاك الكرملين أزمّة الصراع مع سائر أطرافه من جهة، وقدرته على تحجيم الإيرانيين ووضع حد لنفوذهم من جهة أخرى، فبالإضافة إلى الانزعاج الذي أبدته المعارضة من توزيع الروس مسودة دستور سوري؛ قابلت دمشق وطهران تلك المبادرة الروسية بالكثير من الانزعاج لأنها لم تطلع عليه من قبل، في حين حرص بوتين على إرسال نسخة منه إلى ترامب قبل عدة أيام من المؤتمر.
وأشار المصدر إلى أن الحديث عن ترتيبات ما بعد الأستانة والتي تتضمن:  تعزيز وقف النار، والعمل على إخراج الميلشيات الإيرانية من سوريا بالتدريج تمهيداً لانتخابات تشريعية ورئاسية مقبلة، قد دفعت بشار الأسد لتصعيد الموقف في وادي بردى بهدف إحراج الروس، ويعزو البعض اختفاء الرئيس بعد ذلك من المشهد السياسي بصورة مفاجئة إلى ذلك التصرف الأرعن.
وفي الوقت نفسه تحدثت مصادر عن سخط كبير في أوساط القيادة العسكرية الإيرانية بسوريا لدى تلقيها تعليمات من القائد الروسي في سوريا الجرال ألكساندر زورافليلف في 26 يناير بوقف سائر الأعمال القتالية وعدم القيام بأية عمليات مزمعة بريف حلب، والتشديد على قوات النظام والميلشيات الإيرانية بعدم فتح أية جبهة جديدة أو استخدام سلاح الجو، وذلك بالتزامن مع أنباء وردت إلى الكرملين بأن ترامب على وشك إقرار خطة عسكرية شاملة للتعاون مع موسكو في إنشاء مناطق آمنة، حيث يأمل الروس مقابل ذلك أن يقوم الأمريكان بدورهم في الخروج بنتائج فعلية تدعم توجهات موسكو في مؤتمر جنيف المرتقب في 20 فبراير الجاري، ولا شك في أن هذه التوافقات تفضي إلى إقصاء النفوذ الإيراني في سوريا.
وترددت أصداء السخط الإيراني في الأوساط السياسي والإعلامية بطهران، حيث صرح السفير الإيراني السابق لدى إيطاليا وأفغانستان والعضو الأسبق في المجلس الأعلى للأمن القومي والفريق المفاوض النووي، أبو الفضل ظهره وند، في 26 يناير 2017 خلال حديثه الخاص مع وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، قائلاً إنه يجب على موسكو أن تفهم أنه لا يمكن لها أن تكون صديقاً إلى منتصف الطريق فقط، وشدد على ضرورة إفهام الجانب الروسي بأنه لا يمكنه أن يضع طهران جانباً في الملف السوري في منتصف الطريق، وأنه على الروس أن يركزوا على شراكاتهم مع الإيرانيين.
وعبر ونده عن امتعاضه من الدور الروسي مؤكداً أن التعامل مع الروس يعتبر أمراً صعباً، لأن الروس تارةً ينسقون مع طهران على المستوى الاستراتيجي، وتارة أخرى يتركون طهران ويذهبون إلى اتجاه آخر، مضيفاً أن موسكو تريد أن تلعب وتنسق مع واشنطن لكي ترى نفسها في ذلك المستوى.
كما تحدثت صحيفة "لوفيغارو " الفرنسية ) 24 يناير 2017 ( عن الدور الذي لعبته إيران وراء الكواليس لإفشال المحادثات في أستانة، مؤكدة أن النوايا الحقيقية للنظام الإيراني بقيت غامضة خلال جميع مراحل المفاوضات التي عقدت في العاصمة الكازاخية، خاصة وأنها قد فشلت في التدخل لصياغة البيان الختامي وفق توجهاتها، حيث تطرق البيان إلى إعلان قرار مجلس الأمن ) 2254 ( الذي يثر مسألة مستقبل  "الانتقال السياسي " في البلاد، وهو أمر عارضه الإيرانيون بشدة دون طائل، كما لوحظ تثبيت عبارة "مجموعات المعارضة المسلحة " في البيان الختامي رغم اعتراض وفدي إيران والحكومة السورية، إضافة إلى حذف عبارة  "الجمهورية العربية السورية" ، ووضع عبارة  "الحكومة "، ورفض مطلب رئيس الوفد الحكومي اعتماد عبارة "المجموعة المسلحة " ومطلبه إسقاط كلمة "معارضة " لإعطاء انطباع بأن الأزمة السورية ليست سياسية، بل بين "الدولة " و  "مسلحين " من دون مطالب سياسية، كما لبى الجانب الروسي مطلباً للفصائل بإزالة كلمة  "علمانية " التزاماً بموقف اتخذته المعارضة السياسية والعسكرية في مؤتمرها في الرياض نهاية 2015 ، كما قُبلت تركيا "طرفاً ضامناً " رغم رفض الوفد الحكومي السوري، الذي طالب بـ  "إغلاق الحدود التركية ووقف تمويل الإرهابيين وتدريبهم قبل أي خطوة أخرى ."
وبدورها؛ نقلت صحيفة" أبوكليس لايكا " الإيطالية ) 28 يناير 2017 (، عن المحلل العسكري، ميخائيل كودرنوك، وهو عقيد متقاعد في الجيش الروسي، قوله إنه  "من المنظور الروسي؛ أصبح جيش الأسد اليوم ضعيفاً من جميع الجهات، ويحتاج إلى أن يتم تفكيكه وإعادة التجنيد داخله "، مضيفاً أن "حزب الله يُعد المنسق الأول للهجمات البرية التي نفذت في السنوات الأخيرة، ويسعى في الوقت الراهن لتحقيق مصالحه وأهدافه المتعلقة بالمركزية الإدارية في سوريا ."
وبينت الصحيفة أنه "على الرغم من أن تدخل حزب الله في سوريا قد خدم مصالح الأسد؛ إلا أنه زاد من مخاوفه، وخاصة في ظل تراجع قوة ونفوذ الجيش السوري، وتردي أوضاعه، وتقلص عدد المقاتلين فيه إلى النصف؛ بسبب نقص المعدات، وانخفاض الروح المعنوية داخله ."
ورأت صحيفة  "فايننشال تايمز" أن ما يدفع روسيا لرعاية مؤتمر في بلد موال لها هو رغبتها في توجيه رسالة عن عودتها كلاعب رئيس في شؤون الشرق الأوسط. وقالت إن المسؤولين الروس يشعرون بالنشوة لمجرد توجيههم دعوة لإدارة الأمريكية الجديدة للمشاركة في مؤتمر هم رعاته والتفاوض على ساحة أصبحوا هم أسيادها، وقد حققت روسيا ما تريده من أهداف في سوريا وهي تأمين النظام وحماية قاعدتها البحرية في طرطوس وإنشاء قاعدة جوية في اللاذقية . وهي تسيطر على نصف الساحل السوري لدرجة جعلت الكثير من السوريين يعتقدون أن روسيا تتحكم ببلادهم.

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع