منذر الأسعد
تصدير المادة
المشاهدات : 6949
شـــــارك المادة
لم يسبق للإعلام الغربي أن هبط إلى الدرك الذي انحط إليه في تعامله مع قضايا الإسلام والمسلمين بعامة ومع الثورة السورية بخاصة. لم يفعل ذلك يوم كان احتكار الصناعة متاحاً، وأكثر شعوبنا من الأميين، بل كان القسم العربي في BBC- إذاعة لندن بتسمية العوام- مصدر الخبر الموثوق به- غالباً- لأن القوم كانوا يحترمون الحدود الدنيا من معايير المهنة والتزام قدر معقول من الموضوعية.. حتى عندما يَدُسُّون السم كانوا يدسونه بحرفية عالية، ويحتفظون بشيء من القدرة على المماحكة والتبرير..
أما الثورة السورية فقد صدق من وصفها بأنها الثورة الكاشفة فقد أسقطت أوراق التين عن سوءات النفاق الغربي والتغريبي بالضربة القاضية وليس بالنقاط..
لست أبالغ- يعلم الله- عندما أجزم بأن أكثر وسائل الإعلام الغربية –الرصينة سابقاً- أصبحت مصادر تشبيح سوقي لعصابات طاغية الشام وجرائمه، من دون ذرّة واحدة من الموضوعية، فما بالك بالحياد الذي يتشدقون به؟ علماً بأن القس والمناضل الحقوقي الزنجي الشهير مارتن لوثر كينغ قال: "إن أسوا مكان في الجحيم مخصص لأولئك الذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى"!!
لقد أصبحوا ينافسون قنوات التشبيح: سما- المنار- الميادين- العالَم.... في الافتراء المكشوف والدجل الصارخ والتلفيق بلا ستر ولا حياء..
مجاهدو المخدرات:
مع أني فضحتُ صفاقة فضائية بي بي سي العربية، منذ الشهور الأولى من عمر الثورة السورية، فإني لم أصدِّق ما قرأتُه عن أحدث فضيحة لهذه المحطة، التي باعت تاريخ بي بي سي بثمن بخس، بالرغم من ثقتي بالمصدر الذي بث الخبر/الفضيحة، إذ لم أجرِّب عليه كذباً..
ذهبتُ بنفسي إلى موقع المحطة على الشبكة فإذا بالعار أمامي عارياً بكل قبح وانحدار! وهو تقرير متلفز بثته المحطة البائسة يوم الخميس الماضي 13 شوال 1436..
ولأن المريب يكاد يقول: خذوني، فإنهم حذفوا تقريرهم من موقعهم، بعد الضجة التي أحدثها بانحداره عن الحد الأدنى من العمل المهني.. ولا سيما أن كذبة بهذا المستوى من الاختلاق ليست سوى ترداد ببغاوي متأخر جداً، فقد سبق لأبواق نيرون العصر في الشام أن اتهمت المتظاهرين-قبل المرحلة المسلحة من الثورة- بأنهم يتعاطون مخدرات تقدمها لهم قناة الجزيرة القطرية!
مرفق صورة من الإشارة المرجعية عند البحث اليوم في محرك البحث غوغل، وصورة للصفحة المحذوفة كذلك!!
وكانت هذه الفضائية الحاقدة قد أسهمت بنصيب كبير من فرية "جهاد النكاح" قبل ثلاث سنوات، واتهمت فيه الثوار السوريين بممارسته، ونشرت فتوى ملفقة على الشيخ محمد العريفي من دون أي تثبت تفرضه أبجديات العمل الإعلامي!
من سجلهم الأسود:
في العاشر من شهر محرم - 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، 2013- طرحت القناة على جمهورها قضية للإدلاء بآرائهم فيها، هي الخلاف على عاشوراء بين السنة والشيعة.. ومما جاء في تقريرهم الذي نشروه بين يدي القضية، زعمهم: (... فالشيعة يحيون عاشوراء على اعتبار أنها مجلس عزاء للإمام الحسين، في ذكرى استشهاده، حسبما يرون، وفي مشاهد يغلب عليها الحزن والأسى، في حين يحييها السنة كذكرى لانتصار النبي موسى ونجاته من فرعون، وهم يحتفلون بها من خلال إعداد أنواع مختلفة من الأطعمة)!!
فهذا الادعاء من افتراء الرافضة وليس له أصل، فكيف تبنت القناة أقوالاً مرسلة، يطلقها الخصوم؟ وأما عند حديثها عن ممارسات الشيعة فمارست خداعها كذلك، إذ وصفتها بأنها يغلب عليها الأسى، متجاهلة ما تبثه قنوات الرفض نفسها من مشاهد سادية كالتطبير واللطم!!
وقبل مدة غير بعيدة، بثت المحطة برنامجاً عن العلويين تدّعي أنه وثائقي، وكان فضيحة كذلك في محتواه المنحاز وغير المهني، ثم اكتملت الفضيحة عندما تبين للناس أن منتجته شبيحة من أذناب الطاغية، وهي تقدس الحذاء العسكري الأسدي!!(**)
كما انشغلت الفضائية القبيحة بمصير طائر أبو منجل(***)، بعد سيطرة داعش على مدينة تدمر وسط البادية السورية، تماماً كما فعلت زوجة الطاغية بشار، متعامية عن قتله نصف مليون سوري واعتقال عدد مماثل منهم، وتدميره ثلث منازل السوريين، وتهجير 12 مليون نسمة!!
__________________
(*) {بي بي سي الرافضية/الموضوعية 26/11/1435} على سبيل المثال كان امتداداً لعدد كبير من المواد التي وثَّقْتُ فيها انعدام المهنية لديهم وعداءهم المكشوف للشعب السوري.. مثل تقرير: بي بي سي وشبيحها الجديد 12/9/1433هـ (**) قناة أورينت تكشف انحطاط بي بي سي: https://www.youtube.com/watch?v=SlvoZgp-HJY&list=PL906Y6OrlAXiOg2OuG-ZYS5SQoCyHSUy3&feature=iv&src_vid=vvUPao58Wzk&annotation_id=annotation_3512510105#t=20m4.1s (***): رابط بي بي سي مشغولة بالطائر أبو منجل http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2015/05/150525_is_threat_ibis_in_palmyra
المسلم
أسرة التحرير
رضا خليل الجروان
عامر البوسلامة
عبد الله الحريري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة