أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 2839
شـــــارك المادة
اكتسب "جيش الإسلام" - أحد أكبر التشكيلات العسكرية في الثورة السورية - خبرة تراكمية من خلال معاركه مع قوات النظام في مناطق ريف دمشق. ومع أن ظروف المعارك لم تكن عادلة -إذ يخوض جيش الإسلام معاركه الأخيرة مع نقص حاد بسلاحه الثقيل والنوعي الذي سلب منه إثر اقتتال داخلي في الغوطة- إلا أن هذه الظروف ساهمت في زيادة خبرات جيش الإسلام الدفاعية، حيث تواصل قوات الأسد مدعومة بالطيران الروسي هجوماً عنيفاً ويومياً منذ سبعة أشهر، إلا أن جيش الإسلام استطاع الوقوف صخرة منيعة ضد تقدمها في أكثر من جهة من الغوطة الشرقية، إضافة لاختراق خطوط دفاع قوات النظام وتنفيذ عمليات نوعية أكثر من مرة.
خطط هجومية: وكان "جيش الإسلام" قد أطلق المرحلة الأولى من معركة "ذات الرقاع" في 8 أغسطس/آب الماضي، ثم أتبعها بذات الرقاع 2 و 3، وهي غارات خاطفة تسلل فيها عناصر "جيش الإسلام" خلف خطوط العدو الأولى، واشتبكوا معه، موقعين خسائر فادحة في صفوفه، فضلاً عن ضرب التحصينات الخلفية، واغتنام الأسلحة والذخائر، ثم العودة إلى نقاط الرباط الأساسية التي يتحصن فيها جيش الإسلام. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 180 عنصراً لقوات النظام، وتدمير 3 ناقلات للجند، وجرافة، ومستودع ذخائر، وعدد من المدافع، بالإضافة إلى اغتنام كمية من الأسلحة. وفي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي أطلق جيش الإسلام المرحلة الرابعة من ذات الرقاع، وهي الأضخم: حيث هدفت إلى الإغارة على نقاط قوات الأسد، على طول الجبهة الممتدة من مطار مرج السلطان العسكري، إلى مبنى البحوث الزراعية، بمسافة اشتباك يزيد طولها عن 12 كم، وشارك فيها 1,200 مجاهد، حيث استهدف الجيش خلالها أكثر من مئة نقطة لقوات النظام والميلشيات الطائفية، وسيطر على مواقع مهمة من الجهة الغربية والشمالية الغربية من اللواء 39 المعروف "بالكيمياء"، إضافة إلى كتلة مزارع على المحور الشرقي بين كتيبة الإشارة في بلدة الريحان وبلدة حوش الفارة. ومن ناحية أخرى سيطر جيش الإسلام على مواقع لمليشيات الأسد على المحور الشمالي الغربي والجنوبي والجنوبي الغربي لبلدة "حوش نصري"، فضلاً عن مساحات واسعة من مزارع وأبنية وتحصينات لمليشيات الأسد، على المحور الجنوبي لبلدة حوش الفارة، وصولاً لأطراف بلدة "ميدعا" من الجهة الجنوبية. وتكبّدت قوات النظام خسائر كبيرة خلال هذه المعركة، تمثلت بمقتل 225 عنصراً، وتدمير 8 دبابات، و4 أسلحة متوسطة، وإعطاب 7 مدرعات، بينما اغتنم جيش الإسلام دبابة نجدة وجرّافة، و3 أسلحة متوسطة. وتُعدّ غزوات "ذات الرقاع" من أنجح المعارك القائمة على التخطيط العسكري، نظراً للخسائر الكبيرة في صفوف قوات النظام، قياساً بخسائر "جيش الإسلام" الضئيلة، كما أن هذه المعارك أربكت قوات النظام وقلبت معادلات النصر والهزيمة، حيث أسفرت عن مقتل 400 عنصر من قوات النظام والميلشيات الطائفية، وتدمير 11 دبابة، وإعطاب ثمان، وتدمير 5 مدافع، ومخزن سلاح، واغتنام دبابتي إنقاذ و"تركس" بينما خسائر جيش الإسلام لا تذكر. خسائر فادحة للنظام في تل كردي وميدعاني: استغل نظام الأسد الخلاف الحاصل بين جيش الإسلام وبعض الفصائل، حيث كثف من هجماته على كرم الرصاص وأوتستراد دمشق حمص والريحان والبحارية والميدعاني، ووصل معدل الهجمات إلى مرتين يومياً، واستخدم فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بدعم من الأسطول الجوي الروسي. واستمرت المعارك 150 يوماً، لم تفلح فيها قوات النظام من إحداث خرق في الصفوف الأولى لجيش الإسلام، في حين استنفد جيش الإسلام طاقة قوات النظام وكبّدها خسائر فادحة، وصلت إلى أكثر من ألف قتيل وإعطاب 9 عربات ناقلة للجند، وتفجير 39 دبابة، و5 عربات شيلكا. وكانت أعظم خسارة للنظام عند رحبة الإشارة عندما فقد 80 عنصراً ودبابة، مما اضطره إلى الانسحاب من الرحبة بعد نصف شهر من سيطرته عليها. وطوال 7 أشهر بقي "جيش الإسلام" عقبة في طريق نظام الأسد، مانعاً قواته من التقدم باتجاه مناطق الغوطة الشرقية، مكبداً إياها خسارات تمثّلت بمقتل1400 عنصر، وإعطاب 47 دبابة، وتدمير 21 أخرى و9 عربات بي ام بي و5 شيلكا. ويرجع البعض أسباب صمود جيش الإسلام إلى التخطيط العسكري المحكم، والالتزام العالي لأفراده بأوامر القادة.
سالم ناصيف
وكالة آكي الإيطالية
وكالة الأناضول
عماد مطر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة