..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

نشرة أخبار سوريا- توقف عمليات الإخلاء شرق حلب، والميلشيات الشيعية تمارس أبشع أنواع الإهانة بحق المحتجزين وتقتل عدداً منهم-(16-12-2016)

أسرة التحرير

١٦ ديسمبر ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3116

نشرة أخبار سوريا- توقف عمليات الإخلاء شرق حلب، والميلشيات الشيعية تمارس أبشع أنواع الإهانة بحق المحتجزين وتقتل عدداً منهم-(16-12-2016)
441 (2).jpg

شـــــارك المادة

عناصر المادة

22 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس، وتوقف عمليات إجلاء المحاصرين من شرق حلب، بينما الميليشيات الشيعية ترتكب جريمة بحق قافلة حلب أمام أعين المنظمات الإنسانية الدولية، أما في الشأن الدولي: البيت الأبيض يقول إن الجيش الأميركي سيحرر تدمر، ومجلس الأمن يجتمع لبحث سبل مساعدة مهجّري حلب.

جرائم حلف الاحتلال الروسي- الإيراني- الأسد:

22 قتيلاً (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء):

وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 22 شخصاً، على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي الإيراني، معظمهم في سوريا، بينهم 5 أطفال و3 نساء.
وقد توزع الضحايا على مدن وبلدات سوريا كالتالي:
5 في حماة، و4 في الرقة، 4 في حلب، 3 في إدلب، 3 في دمشق وريفها، و 2 في درعا، وشهيد في دير الزور.

الوضع الإنساني:

من جديد: ميلشيات إيران تعرقل عملية الإجلاء وتحتجز 800 شخص:

قال مسؤول التفاوض عن المعارضة " الفاروق أبو بكر": إن عملية إجلاء المدنيين توقفت، حتى يتم تجاوز عقبة الخلافات، حفاظاً على سلامة المدنيين.
وكانت عملية الإجلاء توقفت بشكل مفاجئ صباح اليوم، بعدما قطعت الميلشيات الإيرانية طريق القافلة "الثامنة" التي كانت متجهة نحو الريف الغربي
وقال مصدر عسكري إن تلك الميلشيات احتجزت نحو عشرين سيارة -تُقلّ 800 مدني وجريح- كرهائن، وأشار إلى مطالبة تلك الميلشيات بالسماح للحالات الإنسانية بالخروج من كفريا والفوعة.
وذكرت وسائل إعلام موالية، أن الميلشيات الإيرانية قطعت طريق القافلة، ردّاً على منع فصائل المعارضة دخول الحافلات المتوجهة إلى "كفريا والفوعة"، لإجلاء الحالات الإنسانية.
بالتزامن مع ذلك سُمعت أصوات إطلاق نار في المناطق القريبة من نقطقة الإجلاء، وقال مصدر عسكري في المعارضة: إن الثوار مرابطون في الأماكن المحاصرة، مؤكداً عدم خروجهم إلا بعد تأمين آخر مدني فيها.
وفي سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية إنها أُبلغت بضرورة مغادرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر المنطقة، في ظل ورود أنباء عن محاولة الميليشيات الإيرانية التقدم باتجاه الأحياء المحاصرة.
وتصرّ إيران على إخراج مجموعات من أهالي كفريا والفوعة الشيعيتين، اللتيين تحاصرهما فصائل الجيش الحر، وذلك مقابل إجلاء المحاصرين باتجاه الريف الغربي في حلب
يذكر أن عملية الإجلاء بدأت بعد ظهر البارحة، وشهدت توتراً شديداً، نتيجة عرقلة قوات النظام والميلشيات الإيرانية خروج الحافلات، حيث خرجت -حتى كتابة هذا الخبر- سبع قوافل تضم كل واحدة منها ألف شخص.

تفاصيل جريمة الميليشيات الشيعية اتجاه قافلة حلب أمام أعين المنظمات الإنسانية الدولية:
أكّد شهود عيان لـ "نور سورية" أن عناصر الميلشيات الإيرانية، وعناصر حزب الله، هي من احتجزت القافلة "الثامنة" التي كانت متوجهة نحو ريف حلب الغربي اليوم، وذلك لإجبار فصائل المعارضة على السماح بإخراج مصابين ومرضى من "كفريا والفوعة" المحاصرتين شمال إدلب، حيث ذكرت مصادر أن عدد السيارات يبلغ عشرين، كانت تُقلّ ما يقرب من 800 مدني وجريح.
ضرب ونهب ودعس فوق الرؤوس:
وقال "أنس حشيشو" الداعية المعروف: إن دبابتين التفّتا حول الرتل عند عقدة الراموسة، واقتادت السيارات بمن فيها من أشخاص، وسط صمت فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر المرافقة للرتل، وفي خطوة لاحقة جرّدت الميلشيات الرجال والشباب من ملابسهم، وسرقت مقتنيات الجميع، وما بحوزتهم من نقود، كما نهبت ما بحوزة النساء من ذهب.
وتواصل "نور سورية" مع ذوي المحتجزين الذين أطلق سراحهم عصر اليوم، حيث أكّدوا أن المتحتجزين في حالة نفسية مزرية، نتيجة تعرضهم لإهانات شديدة، تمثلت بالضرب والدعس على الرؤوس، والمرور فوق الظهور، والضرب بأخمص البندقية على الوجه، ووصلت الإهانات سقفها عندما جرّدوهم من ثيابهم، ثم أرسلوهم "حفاة عراة" إلى الأحياء المحاصرة.
العناصر الإيرانية قتلت مدنيين:
من جهته أكد القيادي في تجمع فاستقم كما أمرت "ملهم عكيدي" أن الميلشيات الإيرانية ارتكبت مجزرة راح ضحيتها 3 أشخاص، بينما فارق آخر الحياة بعد إصابته بنوبة قلبية، وذكر أن من بين القتلى مقاتل، حاول المقاومة فقتلوه، وأسروا زوجته الحامل بعد إصابتها بنزف.
وتابع العكيدي: صادر عناصر الميلشيات الإيرانية عدداً من سيارات الدفاع المدني والإسعاف، واعتقلوا عدداً من الأشخاص، ثم سحبوا جثث القتلى لإخفاء جريمتهم.
فيما ذكر شهود أن العناصر الإيرانية أخلت سراح المحتجزين، بعد ساعات من احتجازهم، بإطلاق النار في الهواء لبث الرعب في قلوبهم، مما أدى إلى ركض الجموع خوفاً وهلعاً ، حتى أن إحدى الأمهات أفلتت صغيرها الذي كانت تحمله لشدة هلعها، قبل أن تعود لتبحث عنه.
يأتي ذلك بعد توتر وحذر ساد يوم أمس الخميس، عندما حاول عناصر من ميلشيات -حركة النجباء العراقية ولواء فاطميون بالإضافة إلى عناصر حزب الله- حاولوا عرقلة عملية الإجلاء، باستهدافهم سيارة إسعاف، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر، كما استهدفوا عناصر الدفاع المدني المرافقين للرتل ما أسفر عن إصابة عنصرين.
ووصل ما يقرب من 7700 شخص من أحياء حلب المحاصرة إلى الريف الغربي، من بينهم مدنيون وجرحى ومقاتلون.، في حين تقول مصادر روسية إن إجمالي عدد المهجرين بلغ 9500 بينهم 4500 مقاتل و 337 مصاب.
شهادة الداعية أنس حشيشو:
بينما ينتظر المدنيون دورهم للإجلاء من المدينة منذ ساعات الصباح الباكر إلى بعد الظهر دون أن يصل باص واحد، وبعضهم كان ينتظر منذ مساء البارحة، يتم السماح لبعض السيارات بالعبور، ثم تقوم مليشيات النظام باحتجازها، وقتل ثلاثة شبان بعد أن أرهبوا جميع الرجال بإطلاق النار حولهم وهم منبطحين أرضا ليموت الرابع بسكتة قلبية رعبا، ويتم سرقة جميع ممتلكاتهم ونقودهم وإعادتهم حفاة، وشبه عراة، ثم قاموا بسرقة النساء وشتمهم بألفاظ حقيرة وأسر أحد المقاتلين الذين يتم اجلائهم.
ثم يتم اطلاق النار باتجاه المنتظرين، ليتسبب ذلك برعب كبير وركض جنوني لتجنب الموت، حتى أن إحدى النساء التي كانت ترضع صغيرها رمته وهربت ثم عادت تبكي وهي تبحث عنه دون جدوى.
كثير من الاطفال ضاعوا، وكثير من الممتلكات بقيت في المكان بعد ان تركها اصحابها هربا من اطلاق النار عليهم وهم عزل.

المواقف والتحركات الدولية:

البيت الأبيض: مسؤولية استعادة تدمر تقع على عاتق الجيش الأميركي:
اتهمت وزارة الدفاع الأميركية موسكو ودمشق بالتقصير في حماية تدمر، للتركيز على قصف المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة شرق حلب.
وفي تطور لافت، أعلن البيت الأبيض أن مسؤولية استعادة مدينة تدمر السورية من تنظيم الدولة تقع على عاتق الجيش الأميركي، بعد الفوضى التي تسبب فيها نظام الأسد الذي تدعمه روسيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "جون إيرنست" في مؤتمر صحفي:" على الجيش الأميركي أن يذهب وينظف -من جديد- الفوضى التي خلّفها نظام الأسد بدعمٍ من بوتين، وأعرب عن قلقه من استحواذ تنظيم الدولة على معدات عسكرية، من الممكن أن تشكل خطراً على قوات التحالف.
وفي وقت سابق قال قائد التحالف -الذي تقوده أميركا- الجنرال "ستيفن تاونسند" أن التحالف سيترك استعادة تدمر للروس حالياً، وفي حال عدم قيامهم بذلك، سنقوم بما يتعين علينا القيام به للدفاع عن أنفسنا".
ويربط محللون بين تصريحات المسؤولين الأمريكيين، وتوجّه اهتمام البنتاغون نحو تدمر، بعد سيطرة التنظيم عليها، إذ تسعى أميركا في الفترة الأخيرة إلى زيادة نفوذها في سوريا بالتوازي مع ازدياد النفوذ الروسي فيها، وكانت قد أنشأت قاعدة جوية لها جنوب مدينة "كوباني" على مساحة 35 هكتاراً، في حين تبعد قاعدتها الأولى في منطقة الرميلان 48 كم عن أقرب قاعدة روسية هناك.
"ترامب" يتعهد بإنشاء مناطق آمنة في سوريا بتمويل خليجي:
تعهد الرئيس الأمريكي المنتحب حديثاً "دونالد ترامب" بإنشاء مناطق إنسانية آمنة في سوريا، ومساعدة السكان هناك.
وطالب ترامب دول الخليج بتمويل هذا المشروع، متذرعاً بعدم قدرة أمريكا على التمويل في المرحلة الحالية، بسبب ضخامة ديونها.
جاء ذلك في تصريح أمام مؤيديه في مدينة هيرشي، بولاية "بنسلفانيا" حيث أوضح أن هذا الإجراء يهدف إلى مساعدة المدنيين، واصفاً ما يجري في سوريا بأنه أمر مؤسف للغاية.
وفي سياق آخر من المنتظر أن تشهد العلاقات الأمريكية الروسية تحسناً بعد تولي "ترامب" القيادة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وعرف عن ترامب علاقته الطيبة بالرئيس الروسي "فلادمير بوتين"، حيث أوردت صحيفة "واشنطن بوست" مؤخراً تقريراً ل "سي آي ايه" يتهم فيه روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية التي جرت في نوفمبر الماضي، مؤكدة أنها تدخلت لصالح ترامب.
جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم دعماً لمهجّري حلب:
يجتمع مجلس الأمن -اليوم الجمعة- في جلسة طارئة مغلقة،  بطلب من فرنسا، لمناقشة الأوضاع الإنسانية في حلب، وبحث سبل تقديم المساعدات إلى المهجّرين من مناطق سيطرة الثوار.
ومن المتوقع أن يبحث المجتمعون كيفية إيصال الأغذية إلى السكان، الذين يُقدّر عددهم بين 50 إلى 100 ألف مهجّر، بالإضافة إلى رعاية الأطفال والشيوخ وتقديم الدعم الصحي والنفسي.
وكانت تركيا قد أعلنت في وقت سابق أنها ستنشئ مخيمات بالقرب من إدلب، ولفت نائب رئيس الوزراء "نعمان كورتولموش" أن أهم ما يواجه هذه الخطوة هي عملية تأمين المخيمات.
وحمّل الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" النظام السوري مسؤولية المجازر التي حصلت في حلب، ملمحاً إلى إمكانية اتخاذ المجلس الأوروبي قراراً خلال الأسابيع المقبلة، في حال حصول انتهاكات جديدة للحقوق الإنسانية الأساسية.
من جهته طالب وزير الخارجية الأمريكي بتأمين خروج المدنيين من شرق حلب، وقال "كيري" في مؤتمر صحفي: إن الولايات المتحدة تريد ضمان استقرار الوضع في حلب، وتسعى بجدية من أجل حكومة توافقية، وأكّد كيري أن نظام الأسد لايريد الانخراط بعملية سياسية، وإنما يمارس سياسة إرهابية بحق الشعب السوري.
وفي سياق متصل أبدى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" استعداد بلاده لاستقبال قسم من مغادري مدينة حلب السورية، إذا اقتضت الضرورة ذلك، وأوضح "أردوغان" أن تركيا ستفتح أبوابها لقسم من المهجّرين، من أطفال وشيوخ ومن هم في وضع صعب، على أن يُستَقبلوا في مخيمات أو منازل شاغرة.
يذكر أن 51 جريحاً -من مهجّري حلب- وصلوا أمس إلى إقليم "هاتاي" جنوب تركيا، حيث يعالجون في مشافٍ تركية ، في حين بلغ مجمل عدد المهجّرين الذبن وصلوا إلى الريف الغربي حوالي 3300 شخص، بينهم 300 مصاب.

آراء المفكرين والصحف:

حلب... من ينبغي أن يشعر بالعار؟
أسامة أبو ارشيد-العربي الجديد

إنها فعلاً كوميديا هزلية، لكنها غير مضحكة، بل ودموية، وذلك عندما يتجادل سفيرا الولايات المتحدة وروسيا في مجلس الأمن الدولي بشأن حقيقة هوية المُلامِ في الجرائم الوحشية التي تُرتكب في حلب في سورية. أعطت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، سامنثا باور، شارة البدء للملهاة التراجيدية، في جلسة يوم الثلاثاء الماضي، في مجلس الأمن حول الوضع في حلب، متهمةً روسيا وإيران ونظام بشار الأسد بارتكاب فظائع لا تغتفر ضد المدنيين العزّل المحاصرين في الأحياء الشرقية من المدينة. لم تجانب باور الحقيقة في إيرادها حقائق فاجعة يعلمها الجميع، ولا يتنكّر لها إلا بليد حِسٍ مؤيد للجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام بشار وراعييه، الروسي والإيراني. فكان أن اتهمت روسيا وإيران ونظام  بشار بإفشال اتفاق الهدنة الأول، قبل أيام، والذي كان ينصّ على أن تشرف الأمم المتحدة والصليب الأحمر على إجلاء المدنيين والمقاتلين، بسلاحهم الشخصي فقط، المحاصرين في أحياء حلب الشرقية. كما عَرَّجَتْ على بعض من جرائم روسيا وإيران ونظام بشار، مثل تفويضهم مهمة ارتكاب المذابح إلى مليشيات، وقصفهم المدنيين بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية، وحصار عشرات الآلاف من المدنيين العزّل. ولم تنس أن تنبههم إلى أن محاولاتهم تزييف الحقائق وطمسها لن تعفيهم من مسؤولية هذه الجرائم، الآن وفي المستقبل، مضيفة أن "حلب ستنضم إلى تلك الأحداث في تاريخ العالم التي تُعَرِّفُ مفهوم الشر المعاصر، تلك التي تلطخ ضمائرنا عقوداً مقبلة. حلبجة، رواندا، سربرنيتشا، حلب". وختمت باور مداخلتها المشحونة عاطفياً باتهامٍ من نوع آخر لروسيا وإيران ونظام بشار، قائلة: "هل أنتم فعلاً غير قادرين على الشعور بالعار؟ هل فعلاً لا يوجد شيء يمكن أن يجلب لكم الشعور بالعار؟ هل لا يوجد أي فعل همجي ضد المدنيين، أو في إعدام طفل، يمكن أن يجعلكم تخجلون؟".

قبل إيراد رَدَّ السفير الروسي إلى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، هنا، أؤكد أنني أتجاهل،متعمداً، التعليق على موضوعة اللغة التنديدية الاستنكارية، أو "الجعجعة" التي نعرفها نحن العرب جيداً، وتمارسها الولايات المتحدة اليوم في السياق السوري. هذه "الجعجعة" هي منطق إدارة أوباما منذ اليوم الأول للثورة السورية، وهي ليست نتيجة ضعف وقلة حيلة، بقدر ما هي مرتبطة بمقاربة التوحش الأميركية في السياسة الخارجية، وهو أمر كتبت فيه من قبل في "العربي الجديد".
جاء ردّ السفير الروسي متسقاً مع همجية دولته التي رأيناها مرات عدة في التاريخ المعاصر، في القرم (زمن جوزيف ستالين)، وأفغانستان، والشيشان، وجورجيا، ومرة أخرى في القرم وشرق أوكرانيا، واليوم سورية، وبينهم جرائم أخرى كثيرة تدل على وحشية هذه الدولة وبربريتها. المفارقة أن رَدَّهُ الهمجي لم يخلُ من حقائق كثيرة. بدأ تشوركين بتذكير الدول الغربية الثلاث الداعية إلى جلسة مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا، "وقاموا بالصراخ فيها" بدورهم "في إيجاد داعش، جرّاء الغزو الأميركي-البريطاني للعراق". واستطرد بتوجيه تهمة للدول الثلاث بأنها ساهمت في تسعير الأزمة السورية، والتي قادت إلى التداعيات الخطيرة التي نراها اليوم، و"سمحت للإرهابيين بالتمدّد في سورية والعراق". ثمَّ وصل إلى أهم ما في رده، حيث خاطب باور مباشرة: "أغرب خطاب بالنسبة لي هو خطاب المندوبة الأميركية والتي تحدثت وكأنها الأم تيريزا. رجاء، تذكّري أي دولة تمثلين. رجاءً، تذكّري سجل بلدك الحافل" في الشرق الأوسط.
قصْد تشوركين واضح، هو يريد تذكير الولايات المتحدة بأنها آخر من يحقّ لها أن تتحدّث عن الهمجية وإعطاء دورس في الإنسانية، فتاريخها، في هذا السياق، لا يمكن إخفاؤه خلف غربال، وشواهده كثيرة، من السكان الأصليين للولايات المتحدة، إلى فيتنام، وشبه الجزيرة الكورية، وباناما، و"الحرب على الإرهاب"، والعراق.. إلخ. هنا، تبرز المفارقة الثانية، فباور لا تُخْضِعُ الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة للمعايير نفسها التي تُقارِبُ بها الجرائم الروسية والإيرانية والسورية، وتشوركين يمارس منطقاً دنيئاً بالإيحاء بأنه يمكن لروسيا أن ترتكب جرائم ضد الإنسانية، ما دام أن الولايات المتحدة تفعل الأمر نفسه. منطق حقير وهمجي من الطرفين بكل ما يحتمله ذلك من معانٍ. كلا الدولتين ينبغي أن تشعرا بالعار مما تفعلانه في بقاعٍ كثيرة، وكلاهما مُجَلَّلتان بالعار في سورية، روسيا لأنها تقتل وتدمر بهمجية، وأميركا لأنها تسمح بذلك، والجميع يعلم أنها قادرة على إيقاف القتل والإبادة هناك، لو أرادت ذلك حقاً.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع