أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3013
شـــــارك المادة
يقول خبراء عسكريون إن النظام استخدم تكتيكاً عسكرياً ذكياً في اقتحامه أحياء حلب الشرقية، حيث فتح جبهات عديدة هادفاً لتجفيف مخازن أسلحة الثوار في الأحياء المحاصرة، بعد أن قطع كل طرق إمدادهم وحاصرهم لأكثر من 100 يوم، مما أدى إلى إرباكهم وشلّ قدرتهم على التنسيق لانشغالهم بصدّ الهجمات على أكثر من جبهة. ويضيف الخبراء أن النظام استهدف الخاصرة الرخوة من جهة مساكن هنانو، التي تعد بوابة الأحياء الشمالية الشرقية، وأمطرها بكل أنواع الأسلحة،مستعيناً بالميلشيات العراقية والأفغانية وعناصر الحرس الثوري الإيراني، ما اضطر الثوار للتراجع باتجاه حي الصاخور وتسليم الأحياء الشمالية الشرقية للميلشيات الكردية المرابطة على تخومها، خوفاً من قطع النظام الطريق إذا ما تقدم إلى حي الصاخور وهو ما حصل لاحقاً. وبعد سيطرة النظام على 40% من الأحياء الشرقية واصل الهجوم بالتكتيك ذاته إذ عمد إلى الهجوم على حي الميسر الواقع جنوب شرق حلب متوسطاً بين أحياء الشعار وطريق الباب وكرم الجبل من جهة وبقية الأحياء الجنوبية الشرقية من جهة أخرى، وتقضي خطة النظام بانسحاب الثوار من الشعار والأحياء الأخرى باتجاه الجنوب خوفاً من قطع النظام الطريق عليهم، إلا أن الثوار كسروا شوكة قوات الأسد باستعادتهم حي الميسر وأوقعوا في صفوفهم خسائر فادحة.
وأوضح محللون أن نظام الأسد وروسيا يسعيان إلى حصر المعارضة في بقعة ضيقة لإجبارهم على قبول اتفاق يقضي بخروجهم باتجاه ريف إدلب، وهو ما جاء صريحاً على لسان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" عندما أعلن أن روسيا ستتعامل مع كل من يرفض الخروج من حلب كإرهابيين.
خطط روسية لاقتحام شرق حلب:
ورجح مراقبون أن تكون الخطط التي ينتهجها النظام في معاركه موضوعة في غرف عمليات روسية، وأشاروا إلى أن هذه الخطط والدعم العسكري الكبير الذي يتلقاه النظام من روسيا وإيران أسهما بشكل كبير في قلب موازين القوة في الشهور الأخيرة، خاصة وأن النظام لم يستطع أن يتقدم شبراً واحداً في أحياء حلب الشرقية منذ أربع سنين.
وأثارت التصريحات التي أطلقها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الكثير من الشكوك، إذ أوصى بتدريس الخبرة القتالية التي حصلت عليها القوات الروسية بسوريا في الكليات الحربية. ونقلت وكالة "ريا نوفيستي" عن شويغو قوله "إن عمليات الجيش الروسي في سوريا أكسبت قوات البحرية والجوية خبرة إضافية، خاصة فيما يتعلق باستخدام التقنيات الحديثة"
ويربط مراقبون بين نجاحات قوات النظام شرق حلب ومعارك القصير التي كانت فيها الغلبة للثوار قبل أن تتدخل إيران وميلشيات حزب الله لتأمين الطريق من دمشق إلى جنوب لبنان معقل الحزب.
محادثات سرية لم تسفر عن أية نتائج:
وفي الوقت الذي تجري فيه محادثات سرية بين روسيا والمعارضة بوساطة تركيا تقول روسيا إنها ستتوصل إلى اتفاق مع أمريكا بشأن خروج المقاتلين من حلب، الأمر الذي نفته أطراف في المعارضة مؤكدة عدم تسليم المدينة.
وبعد الفيتو الروسي الصيني على مشروع هدنة لسبعة أيام في حلب يبدو المشهد أكثر تعقيداً في ظل غياب كامل للخدمات الطبية والإنسانية في الأحياء الجنوبية الشرقية التي يقطنها أكثر من مئتي ألف إنسان.
حسن قطان
المرصد الاستراتيجي
الأناضول
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة