تيم القلموني
تصدير المادة
المشاهدات : 2642
شـــــارك المادة
على الرغم من اتفاق “حزب الله” اللبناني ونظام بشار الأسد على ضرورة طرد الثوار من مدن القلمون السورية، فإن خلافاتهما في النواحي الأمنية أحدثت شرخاً كبيراً بين الطرفين، ودفعت كلاً منهما للسعي إلى الاستقلال عن الآخر أمنياً وعسكرياً.
فقد قام حزب الله بعدة خطوات لفصل أعماله العسكرية والأمنية بشكل كامل عن قوات الأسد والدفاع الوطني في القلمون، وكان آخر هذه الخطوات إنشاء سجون خاصة يضع فيها الحزب المطلوبين بعيداً عن نظام الأسد ودون أي سلطة للأخير على هذه المعتقلات.
– معتقلات خاصة
الدكتور منذر بركات (الأمين العام للهيئة الثورية في يبرود)، يرى أن انعدام الثقة بين حزب الله ونظام الأسد، وتكرار الخلافات بينهما على إثر المحسوبيات والفساد المنتشر في مؤسسات النظام الأمنية، وخصوصاً فيما يتعلق باعتقال المطلوبين لحزب الله في القلمون، كانت سبباً أساسياً في دفع الحزب لتشكيل قوة أمنية مستقلة خاصة به مع إنشاء سجون ومعتقلات تخضع لسلطته بشكل كامل ومستقل.
وفي تصريح خاص لـ”الخليج أونلاين”، أضاف بركات: “الخطورة في وجود هذه السجون في القلمون تأتي في كونها مستقلة استقلالاً تاماً عن نظام الأسد وتبعيتها ومرجعيتها الكاملة لقيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية في لبنان؛ فالمعتقل لدى هذه القوة الأمنية يعتبر معتقلاً لدى الحزب في الداخل اللبناني، ويمكن نقله إلى لبنان في حالات عديدة وإعادته للقلمون مجدداً، ولا إمكانية للتدخل في وضعه حتى لو كان أقارب المعتقل من المتطوعين عسكرياً لدى الأسد”.
– تعذيب وإخفاءات قسرية
وفي حديثها مع “الخليج أونلاين”، تقول أم أحمد (ابنة حي القاعة في يبرود والتي اعتقلت في سجون الحزب): “بعد صعوبة كبيرة في الحصول على تصريح للسماح لي بدخول منزلنا الكائن في معقل حزب الله الرئيسي في يبرود، وأثناء زيارتنا للمنزل فوجئنا بدورية تابعة للحزب تدهم المنزل وتدمر أثاثه قبل أن تقتادني إلى منزل مجاور يعتبر معتقلاً تابعاً للحزب”.
وأضافت: “داخل هذا المنزل يوجد عشرات آخرون من النساء والرجال، ولا تكاد تتوقف فيه أصوات التعذيب وآلام المعتقلين”.
وتابعت أم أحمد: “أحد رجال الحزب يدعى “الحاج علي” ضربني وعذبني، وكان يتهمني بأنني أقوم بمساعدة “الإرهابيين” القابعين في جرود القلمون من خلال إعطائهم إحداثيات مقرات حزب الله في القلمون ليتم قصفها”، مؤكدة: “عذبوني بالكهرباء، وهددوني بالاغتصاب والتصفية للإدلاء بأي اعترافات قد تساعدهم في الوصول إلى أشخاص مرتبطين بثوار الجرود وما زالوا يعيشون في مدن القلمون”.
وبسبب عدم إدلائي بأي معلومات تم إطلاق سراحي بعد 3 أيام من التعذيب، ومنعت من العودة للحي مجدداً، تقول السيدة السورية.
أما عن ملاحظاتها عن المعتقل، فتقول أم أحمد: “المعتقل عبارة عن قبو واسع في البناء تم تقسيمه حديثاً لغرف ضيقة وصغيرة حتى يتسع لأكبر عدد من المعتقلين، وبظروف إنسانية سيئة جداً”.
اللافت في الأمر أنها تقول إنها شاهدت عنصراً من الدفاع الوطني في يبرود يتم تعذيبه لمشاركته بمظاهرة ضد النظام في مطلع الثورة، لذلك هم يشكون بعلاقته بمسلحي الجرود في الوقت الحالي، حسب قولها.
من جهته، يقول باسل أبو الجود (الناشط الإعلامي في القلمون): “وثقنا أكثر من 70 حالة اعتقال لأشخاص من القلمون وكلهم يقبعون الآن في معتقلات حزب الله، ونعتقد أن بعضاً منهم نُقل إلى الداخل اللبناني لانقطاع أخباره بشكل كامل”.
وتتمركز معتقلات حزب الله في مزارع (ريما) وحي (القاعة)، ويقع أكبرها في مزارع (عقُّوزا) بحي القاعة في يبرود، ولا يمكن حتى لقوات الأسد الوصول إليه دون إذن من حزب الله، بحسب أبو الجود.
الخليج أونلاين
أسرة التحرير
المرصد الاستراتيجي
الجزيرة نت
أحمد أرسلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة