أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3237
شـــــارك المادة
27 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس الجمعة معظمهم في دمشق وريفها وإدلب، فيما قُتل 20 عنصراًمن قوات الأسد على جبهة خان الشيح بريف دمشق، بالمقابل، المجلس الوطني الكردي يستنكر ممارسات الـ "pyd"، أما في الشأن الإنساني: اليونيسكو: 1.7 مليون طفل سوري لم يلتحقوا بالمدارس في سوريا، من جهتها.. الميليشيات الكردية تغلق الطرق الواصلة بين عفرين وإعزاز وتزرعها بالألغام.
27 قتيلاً: (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء): وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا قتل طيران العدوان الأسدي والروسي يوم أمس الجمعة 27 شخصاً، معظمهم في دمشق وريفها وإدلب، ومن بين القتلى 3 أطفال و4 نساء. وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي: في دمشق وريفها قتل 10 أشخاص، وفي إدلب قتل 10 أشخاص، وفي دير الزور قتل 4 أشخاص، وفي درعا قتل شخص واحد، كذلك في حمص قتل شخص واحد، وفي حلب أيضاً قتل شخص واحد. مناطق القصف: في دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي جبهات الديرخبية ومخيم خان الشيح بالريف الغربي، وعلى جبهات الريحان وتل كردي وبلدة الشيفونية، إلى حلب، حيث تعرضت عدة مدن وبلدات بالريف الغربي والشمالي لغارات وقصف مدفعي عنيف، وفي حماة، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدن طيبة الإمام وصوران بالريف الشمالي، وفي درعا، قصفت قوات الأسد بالمدفعية أحياء درعا البلد، وفي دير الزور، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت أحياء الجبيلة والحويقة وحويجة صكر ومحيط السياسية، وفي اللاذقية، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت محاور بلدتي الخضر وكباني بجبل الأكراد. (1،2،3)
20 قتيلاً من قوات الأسد على جبهة خان الشيح بريف دمشق: قُتل 20 عنصراً من قوات الأسد أثناء محاولتهم التقدم على أطراف بلدة خان الشيح في الغوطة الغربية بريف دمشق، وقال ناشطون سوريون إن "معارك عنيفة اندلعت بين الثوار وقوات الأسد على جبهات بلدة خان الشيح من جهة الديرخبية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصراً من الأخيرة إثر انفجار عبوة ناسفة في مواقهم، وتعيش مناطق ريف دمشق معارك يومية في محاولة من قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الشيعية اقتحام بلدات الغوطة الشرقية، بعد نجاحها في اقتحام بلدة الديرخبية بعد معارك عنيفة تكبدت فيها قوات الأسد العديد من الخسائر البشرية والمادية. "الزنكي": انطلاق ملحمة حلب قريباً: أعلنت حركة نور الدين الزنكي العاملة في حلب انطلاق ما سمته ملحمة حلب، وقال القائد العسكري للحركة" توفيق شهاب الدين في مجموعة تغريدات له في تويتر" عما قريب ستنطلق ملحمة حلب، مبشراً الأهالي بالفرج، وداعياً الأمة الإسلامية للمؤازرة بالدعاء، وفصائل الثورة السورية للترفع عن الخلافات، وأن يهبوا هبة رجل واحد"، وأضاف شهاب الدين أنه في حال هزيمة الفصائل في حلب -لاقدر الله- فالثورة السورية لن تقوم لها قائمة، ودعا شهاب الدين دعاة المسلمين إلى إعلان النفير العام والتقدم في الصفوف والزحف، والتسديد والوقوف في صف حلب، ووجه في تغريداته أهالي المناطق المحررة للنفير خفافاً وثقالاً، ومد يد العون للمجاهدين، وإنقاذ أهل حلب المحاصرين، ودعا في تغريداته "داعمي الثورة السورية للمزيد من الدعم في سبيل إنجاح المعركة، كماتوعد "شبيحة الأسد قائلاً: أبشروا بالخزي والعار وانتظروا ما يسوؤكم. صمود للمجاهدين في جبهات ريف دمشق: تصدى المجاهدون لمحاولة قوات الأسد المستمرة التقدم على جبهات الديرخبية ومخيم خان الشيح بالريف الغرب، كما تصدوا لمحاولة قوات الأسد التقدم على جبهات الريحان وتل كردي.(3)
المجلس الوطني الكردي يستنكر ممارسات الـ "pyd": استنكر "المجلس الوطني الكردي" وهو أحد مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي المعروف بـ " PYD"، والتي شملت اعتقال قيادات المجلس وأنصاره في مدينة المالكية بريف الحسكة. وأوضح المجلس في بيان له يوم أمس، أن مجموعة ملثمة اختطفت، يوم الخميس، عضو اللجنة المنطقية للحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس المجلس المحلي في مدينة المالكية "ديرك" علي إبراهيم، محملاً حزب الـ "PYD" مسؤولية الحفاظ على أمنه وسلامته. وطالب المجلس بالإفراج الفوري عن قيادات المجلس الوطني الكردي وكافة نشطائه، وإفراغ السجون من معتقلي الرأي والفكر، داعياً كافة الأحزاب والقوى الكردية إلى الضغط على الحزب للكف عن هذه السياسات والممارسات المسيئة للكرد. كما أن دعت منظمات نسائية كردية أيضاً إلى اعتصام يوم الخميس الماضي في حي العنترية بمدينة القامشلي شمال شرقي سورية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون قوات "الآسايش". وكانت ميليشيا الـ "pyd" قد اعتقلت عدداً من قياديي وأعضاء المجلس الوطني الكردي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ولا تزال تحتفظ بعشرات المعتقلين السياسيين من قيادات وأعضاء وأنصار المجلس على خلفية مشاركتهم في مظاهرات مناوئة للحزب وسياسته، وبسبب نشاطهم السياسي الرافض لشرعية الإدارة الذاتية بالمطلق وممارساتها القمعية، وذلك وفق تعبير أعضاء أحزاب ينتمي إليها المعتقلون. (4)
"اليونيسكو": 1.7 مليون طفل سوري لم يلتحقوا بالمدارس في سوريا: حذر المتحدث باسم منظمة اليونسكو "كريستوف بوليراك" من أن 1.7 مليون طفل سوري لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس في سوريا، وأن 1.3 مليون آخرين يواجهون خطر مواصلة تعليمهم، وأضاف "بوليراك" خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بمكتب الأمم المتحدة في جنيف أن أربعة آلاف هجوم طال المدارس منذ بدء الصراع في سوريا عام 2011"، وأن تسعة أطفال قتلوا خلال الأسبوعين الأخيرين في سوريا جراء الهجمات التي تعرضت لها المدارس أو المناطق المحيطة بها، وفقد العديد من أطفال سوريا مدارسهم بعد قيام طيران العدوان الروسي والأسدي بتدمير المدارس، حيث يتعمد الطيران الحربي قصف المدارس والمنشآت في سوريا، خاصة التعليمية والطبية.
الميليشيات الكردية تغلق الطرق الواصلة بين عفرين وإعزاز وتزرعها بالألغام: قال ناشطون سوريون اليوم السبت إن" عناصر ميليشيات سوريا الديمقراطية أغلقوا جميع الطرق الواصلة بين منطقة عفرين وإعزاز بريف حلب الشمالي، وسط حالة استنفار كبيرة لقواتها في المنطقة. وأضاف الناشطون أن " الميليشيات أغلقت جميع الطرق التي تصل مناطق سيطرة الثوار في منطقة إعزاز وبين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقارطية بريف حلب الشمالي، إضافة لرفع سواتر ترابية على جميع المداخل الرئيسية، ومنع دخول أو خروج المدنيين إلى المنطقة. كما أشار الناشطون إلى أن الميليشيات الكردية قامت بزرع ألغام متفجرة في الأراضي الزراعية والمناطق الواقعة بين إعزاز وعفرين، تحسباً لأي هجوم للجيش الحر على المنطقة، وسط حالة استنفار أمنية كبيرة.
تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يؤكد استخدام نظام الأسد لغاز الكلور السام بريف إدلب: أكدت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تقرير لها اليوم السبت استخدام قوات النظام في سوريا الغازات السامة بقصف على قرية قميناس في ريف إدلب، يوم 16 آذار العام 2015، وأضاف التقرير الذي تم توزيعه على أعضاء مجلس الأمن، أن مروحيات الأسد التابعة للكتيبة "63"، ألقت براميل متفجرة محملة بعبوات غاز الكلور السام على القرية، من ارتفاع ألف متر، مضيفةً أن لجنة التحقيق لم تتمكن من معرفة أسماء العناصر الذين كانوا في مركز القيادة والتحكم بالمروحيات"، وأكد التقرير على ضرورة محاسبة العناصر الذين كانت لهم القيادة في الوحدات العسكرية أثناء شنّ الهجوم، "وأنه سيتم تشكيل لجنة لمدة سنة واحدة، مع إمكانية التمديد، للتحقيق في هجمات السلاح الكيماوي في سوريا". القوات التركية تقصف 40 هدفاً لتنظيم الدولة في سوريا: قصفت القوات التركية 40 هدفا لتنظيم الدولة، و6 أهداف لتنظيم "ب ي د" الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني "بي كا كا" المحظور، شمالي سوريا، ضمن عملية" درع الفرات"، وقال بيان صدر عن الجيش التركي الجمعة، إن استهداف تلك المواقع، الذي تم الخميس، أسهم في تضييق الخناق على أعضاء التنظيمين، وتقليل قدرة عناصرهما على المناورة، وأوضح أن عملية إزالة الألغام والمتفجرات يدوية الصنع من المناطق التي حُررت من سيطرة تنظيم الدولة خلال العملية مستمرة، كما تستمر الطلعات الجوية الاستكشافية للطائرات التركية بدون طيار على الحدود مع سوريا. (5) السعودية تطالب بمحاسبة المسؤولين عن جرائم حلب أمام "الجنائية الدولية": أيدت المملكة بشدة دعوة المفوض السامي لحقوق الإنسان مجلس الأمن بإحالة الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وقال مندوب المملكة في الأمم المتحدة في جنيف السفير فيصل طراد خلال الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع في مدينة حلب أمس إن التصعيد الخطير والعنيف وغير المسبوق من قبل النظام السوري وحلفائه في قصف واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية والمستشفيات في شرق حلب، والذي خلّف مئات القتلى وآلاف الجرحى، انتهاكات سافرة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، الأمر الذي يجعلها تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وطالبت المملكة قبل ثلاثة أسابيع خلال الدورة الـ33 للمجلس بالوقف الفوري والدائم للأعمال العدائية في حلب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، مضيفا أننا نجتمع اليوم لنذكر العالم بالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه بحق الشعب السوري، وأضاف السفير طراد أن المملكة سعت بكل إخلاص مع شركائها من أصدقاء سورية خلال اجتماعات لوزان ولندن لإيقاف قصف حلب، والدفع بالحل السلمي في سورية، إلا أن استمرار الأسد وحلفائه في عدوانهم لا يساعد على ذلك. وطالبت المملكة في كلمتها المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان بالاتحاد والتوافق لتوجيه رسالة واضحة وقوية لنظام بشار الأسد لفك هذا الحصار الجائر، ووقف القصف الجوي والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، والعمل مع المبعوث الدولي الخاص لإنجاح مساعيه للوصول إلى الحل السلمي لهذا النزاع طبقًا لبيان «جنيف 1» وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. (6) الخارجية البريطانية: القصف الروسي في حلب يزيد الوضع سوءًا: قالت الخارجية البريطانية، أن القصف الروسي ومحاصرة مدينة حلب السورية يزيد من الوضع سوءا في البلاد، ونقلت شبكة (آي تي في) التلفزيونية البريطاينة عن وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توباياس إلوود، قوله أن "روسيا تزيد من الوضع سوءًا ولا تعمل على حله"، وأضاف الوزير البريطاني خلال الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف سعيا لإصدار قرار للتحقيق في الهجمات في حلب "هذا أمر مخجل وليس هذا العمل أو القيادة التي نتوقعها من إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن"، مشيرا إلى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وهم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة. (7) مجلس حقوق الإنسان يدين الجرائم في حلب: دان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين أمس، "الجرائم ذات الأبعاد التاريخية" التي تحصل في سورية، خصوصاً في حلب التي تحولت إلى "مسلخ"، واتهم رعد الحسين في افتتاح دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان مخصصة للوضع الإنساني في حلب في جنيف، "كل أطراف النزاع بانتهاكات للقوانين إنسانية الدولية"، التي تشكل برأيه "جرائم حرب"، وأكد أن "حصار حلب وقصفها ليسا مجرد مأساة، بل يشكلان جرائم ذات أبعاد تاريخية"، مضيفاً "إذا ارتكبا مع سبق المعرفة في إطار هجوم واسع أو منهجي موجه ضد المدنيين، فإنهما يشكلان جرائم ضد الإنسانية". وقال إن "مدينة حلب القديمة باتت حالياً مسلخاً"، مشيراً إلى "الهجمات المتعمدة والمتكررة" ضد المواقع المدنية كالمستشفيات والمدارس، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى "وضع مناحراته جانباً والتحرك بصوت واحد"، من جهته، دان رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية باولو سيرجيو بينييرو، المكلف من مجلس حقوق الإنسان، عمليات القصف التي يقوم بها الطيران السوري بدعم من الطيران الروسي، في حلب، مطالباً بنقل النزاع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتقدم المندوبون في مجلس حقوق الإنسان بمشروع قانون يطالب بمساءلة مرتكبي جرائم الحرب من خلال "الآليات القضائية المناسبة والنزيهة" مثل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. (8) المجلس الأممي لحقوق الإنسان يفتح تحقيقاً خاصاً حول حلب: وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على فتح "تحقيق خاص مستقل" في الأحداث بمدينة حلب السورية، حيث قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية تشكل جرائم حرب، وتبنى المجلس، المؤلف من 47 دولة أعضاء، ومقره جنيف، القرار الذي تقدمت به بريطانيا مع حلفاء غربيين وعرب بتصويت 24 دولة بالموافقة وسبع دول بالرفض وامتناع 16 عن التصويت. وكانت روسيا والصين من بين الدول التي صوتت ضد القرار، وطلب المجلس من لجنة التحقيقات الحالية التابعة للأمم المتحدة "فتح تحقيق شامل وخاص في الأحداث في حلب، لتحديد أي شخص مسؤول عن انتهاكات وقعت هناك وضمان محاسبته". (9)
انتحار الغرب في سورية: برهان غليون في اللقاء الأول الذي جمعني، كرئيس للمجلس الوطني السوري، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خرجت، بعد أقل من ساعتين بقليل، باستنتاج واحدٍ لم يتغير حتى الآن، هو أنه ليس لموقف روسيا في النزاع السوري الراهن هدفٌ أكبر من الانتقام من الغرب الذي قوّض مواقع موسكو في العراق وليبيا، ومن قبل في أفغانستان وأوروبا الشرقية، وأن موسكو مصمّمة على أن تحوّل الأزمة السورية إلى مدخلٍ لقلب الطاولة على الغرب، وإحباط خططه ومعاقبته على سياسات العزل والتهميش والاستخاف التي عاملها بها خلال عقودٍ ثلاثة، بعد زوال الاتحاد السوفييتي. ولهذا، كان ردّي على تساؤل الوزراء الغربيين الذين كنت ألتقيهم في إطار تجمع أصدقاء الشعب السوري، بشأن ما يريده الروس، وفي ما إذا حققت زيارتي أي نتائج، أن موسكو ليست معنيةً بسورية، إلا بمقدار ما تشكّل بالنسبة لها مناسبةً لإعلان تمرّدها على الغرب، وإظهار قدرتها منذ الآن على مقاومة مخططاته، والضغط عليه، لتأكيد وجودها قوّة عظمى، واستعادة مركزها الدولي، واستعادة الاعتراف بمكانتها العالمية. جميع هذه المطالب ليست بيدنا، وإنما بيد الغرب. لذلك أيضاً لا يستطيع الروس أن يروا فينا محاورين جديين، ولا مفاوضين، إنما رسل لنقل رسائلهم إلى الغرب، ولا تعنيهم حججنا ولا قضيتنا، ولا يهمهم مصير سورية، ولا مصير الشعب السوري. وهذا يعني أن على أصدقائنا الغربيين، إذا أرادوا أن يساعدونا ويدعموا قضيتنا، ألا يكتفوا بالضغوط والعقوبات على موسكو، وإنما عليهم أن يسعوا إلى فتح حوارٍ مع روسيا، ليس من أجل تقديم تنازلاتٍ مجانية لها في القضايا العالقة التي تهمها في أوكرانيا والقرم ودول البلطيق والدرع الصاروخي وغيرها. ولكن، من أجل إعادة الاعتبار الدولي لها، وحفظ كرامتها وكبح جماح روح الانتقام التي تحرّك سياستها، والتي برزت في مسألة أوكرانيا، وانتهت بإلحاق القرم، وها هي تقود إلى تدمير سورية. وكنت أعتقد، بالفعل، أنه من دون تخلي الغرب عن سياسة عزل موسكو وتهميشها، والسعي، بالعكس، إلى استيعابها، لن يكون من الممكن دفعها إلى تعديل سياستها، وتبني موقف إيجابي لصالح التعاون من أجل السلام والأمن والاستقرار الدولي. لكنني، عندما كنت أتساءل، أمام زملائي الغربيين، عمّا إذا كان حوارهم مع موسكو ممكناً، كان الجواب أنه مستحيل: الغرب لن يفاوض روسيا على أي موضوع من هذه الموضوعات. لم يتغيّر هذا الوضع حتى الآن، على الرغم من المظاهر. ليس لدى الغرب أي استعداد لفتح مفاوضات من أي نوعٍ مع موسكو، في كل ما يتعلق بالمصالح الغربية في أوروبا بشكل خاص، فهو هنا متشبثٌ إلى أبعد الحدود بعنفوانه وعنجهيته. لكن، بعد سنواتٍ من الصراع المرير في سورية، نجد اليوم وزراء خارجية الغرب، وفي مقدمتهم الوزير جون كيري، يجرون وراء سيرغي لافروف، من عاصمةٍ إلى عاصمة، على أمل أن يحصلوا منه على تنازلٍ، مهما كان جزئياً، يفتح ثغرةً في الوضع المأساوي المعدوم الأفق القائم في سورية. والذي أغلقه الفيتو الروسي بشكلٍ لا سابق له، ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية القانونية والأخلاقية، في وقتٍ يفرض فيه الوزير الروسي كل يوم، وفي كل جلسةٍ، شروطه المذلة بحق واشنظن التي كانت تدّعي، وتتصرّف بالفعل حتى مجيء باراك أوباما، كقائدة للعالم. كيف وصل الوضع إلى هذه الحال، وأصبحت الولايات المتحدة التي لا تزال، على الرغم من كل ما أصابها من عناء، تمثل أعظم قوة عسكرية واقتصادية وسياسية وتقنية وعلمية في التاريخ، تتسوّل حلاً للأزمة السورية لدى دولةٍ لم تكن تعيرها، منذ سنوات قليلة، أي اعتبار، وترفض حتى محاورتها؟ وكيف وجدت الولايات المتحدة نفسها تقف مكتوفة اليدين، وعاجزةً عن القيام بأي فعل أو رد فعل، وهي القوة الأعظم، أمام ما يجري من حرب إبادةٍ يوميةٍ بحق مدنيين، ليس لهم من ذنب سوى انتمائهم إلى شعبٍ تجرأ على المطالبة بحكومةٍ تمثله، وبالحرية التي بنت عليها الولايات المتحدة شرعية نفوذها العالمي، وتدخلاتها التي لم تتوقف في مصائر الشعوب ومستقبلها؟ ليس في هذا أي سر. إنه يعبر ببساطةٍ عن الإخفاق العميق الذي منيت به السياسة الغربية، منذ بداية الأزمة السورية. لا ينجم هذا الإخفاق عن انتزاع روسيا مكاسب استثنائية في سورية، ولا عن فشل الغرب في تحقيق أهدافه فيها، فروسيا والغرب يشتركان في موقفٍ واحدٍ، هو أن كليهما لا يعنيهما أمر سورية والسوريين.9 (العربي الجديد)
أسماء بعض الضحايا ليوم أمس الجمعة (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء): محمد عدنان السليمان- إدلب أمجد العلي- إدلب
المصادر: 1 - لجان التنسيق المحلية 2 - مسار برس 3 - شبكة شام الإخبارية 4- الائتلاف السوري المعارض 5- العرب القطرية 6 - عكاظ 7- السبيل 8- السياسة الكويتية 9- العربي الجديد 10- مركز توثيق الانتهاكات بسوريا
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة