الخليج أونلاين
تصدير المادة
المشاهدات : 2802
شـــــارك المادة
شارفت الولايات المتحدة الأمريكية على إتمام إنشاء قاعدتها العسكرية الثانية في المنطقة الواقعة تحت السيطرة الكردية بالشمال السوري، وذلك بعد تشغيل القاعدة العسكرية الأولى فعلياً، في تنافس أمريكي - روسي عسكري واضح، ومحاولة زيادة "مجال النفوذ" في الداخل السوري. الدعوات المتكررة للبدء بمرحلة ما بعد بشار الأسد، والانتقال لحكم انتقالي في سوريا، لم يكن سبباً لوقف هذا التنافس العسكري، بل إن التنافس يكشف عن مخططات غربية تستغل حالة الفراغ الحالي، وتحاول رسم خريطة جديدة تحت حماية عسكرية بتسميات مختلفة حتى لا تصطدم برفض من دول الجوار. وعادةً ما تعرض واشنطن أسباباً استراتيجية لبناء القواعد العسكرية؛ كالقيام بعمليات عسكرية، والتدريب المشترك مع قوات دول الجوار، والمشاركة في عملية حفظ السلام، ودعم التحالف الدولي في قتاله ضد عناصر تنظيم الدولة بكل من سوريا والعراق. - القواعد بالمنطقة الكردية: وتحرص واشنطن على إنشاء قواعدها العسكرية في المنطقة الكردية، دون باقي المناطق الأخرى، وهو ما يؤكد حجم الثقة التي توليها واشنطن للأكراد، نتج عنه كذلك حجم التدريب وتزويدهم بالسلاح بخلاف المقاومة السورية من السنة العرب. المليشيات الكردية السورية استثمرت تدهور الوضع السوري وظهور تنظيم داعش لتتجه بكل ثقلها نحو الغرب طلباً للمساعدة، زاد من نفوذهم فشل الضربات الجوية للتحالف الدولي، وباتت حاجته ملحة لوجود شريك بري يقاتل عناصر التنظيم. وفي إشارة سابقة لصحيفة لوموند الفرنسية، ذكرت أن "وحدات حماية الشعب أصبحت الآن الحليف الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي في حربه لتنظيم الدولة"، مشيرةً إلى قول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: "كما أحرز الأكراد تقدماً في العراق؛ فإنه يمكنهم أن يحرزوا تقدماً في سوريا أيضاً". كما أن الخبيرة في الشؤون العراقية بمجموعة الأزمات الدولية، ماريا فانتابييه، قالت، سابقاً: إن الولايات المتحدة "راهنت على أكراد العراق؛ لأنهم شركاؤها الاستراتيجيون منذ غزو العراق في عام 2003، فهم في نظرها أكثر موثوقية"، وهو ما يفسر الدعم الأمريكي للأكراد بتقديم غطاء جوي لهم في الشمال السوري. - سباق أمريكي روسي ومهام لم تعلن: التنافس العسكري الأمريكي الروسي دفع الطرفين للسرعة في إنشاء قواعد عسكرية في الشمال السوري، حيث تبعد المسافة بين القاعدتين الأمريكية والروسية نحو 48 كيلومتراً فقط، وسط اعتراض تركي على الوجود الروسي لقربه من الحدود. التايمز البريطانية أشارت إلى أن القيادة العسكرية تسعى في سوريا إلى "زيادة فاعلية الدعم اللوجستي" لقواتها في سوريا، وهو ما يفسر إنشاءها للقاعدتين العسكريتين، إلا أن التوسع في القواعد العسكرية الأمريكية يثير الشبهات حول الأسباب الحقيقية لهذا الوجود، زاد من تلك الشكوك ما صرح به المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ستيف وارن أن "المهمة الخاصة لهذه القوات تمنعنا من الحديث عن مكان نشرها"، حسبما ذكر موقع الجزيرة نت في يناير/كانون الثاني الماضي. - عن القواعد الأمريكية ودورها: وتحفظت واشنطن في بادئ الأمر على الحديث عن قواعدها العسكرية بسوريا، إذ رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، عند سؤاله عن بناء واشنطن قواعد عسكرية في سوريا، الرد وقام بإعادة توجيه السؤال إلى البنتاغون. وشهدت منطقة رميلان الواقعة على بعد بضعة كيلومترات عن الحدود العراقية التركية، أول قاعدة جوية أمريكية، تم إنشاؤها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستضافت تلك القاعدة فصيلاً صغيراً من القوات الأمريكية لتقديم الدعم اللوجستي للعمليات التي تجري هناك، فضلاً عن استخدامها في هبوط المروحيات وطائرات الشحن لنقل المعدات والذخيرة للأكراد، حسبما ذكر تقرير صادر عن معهد ستراتفور. وتأتي القاعدة الثانية التي تنتهي واشنطن من إنشائها قريباً في جنوب مدينة عين العرب "كوباني" السورية، حيث يتم إنشاؤها على مساحة 35 هكتاراً بالقرب من قرية خراب عشك، التابعة لمدينة عين العرب، غير أن واشنطن لم تعلن عن الهدف الرئيسي لإنشاء هذه القاعدة. معهد ستراتفور كان قد ذكر أنه قبل الثورة السورية، استخدم مطار رميلان كمهبط للطائرات الزراعية، إلا أن وحدات حماية الشعب الكردية سيطرت عليه منذ أكثر من عامين، ويساعد تطوير هذا المطار، حسب معهد ستراتفور، "قوات سوريا الديمقراطية" على تكثيف هجماتها ضد تنظيم الدولة بمساعدة أمريكية. مراقبون أشاروا إلى أن ما يثير القلق أن تتحول تلك القواعد لخدمة مشروع الانفصال الكردي، وتفتيت سوريا، في وقت ما زالت تركيا تصنف وحدات حماية الشعب الكردي كـ "منظمة إرهابية"، باعتبارها الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي هو امتداد لحزب العمال الكردستاني، ويرجح عدم ذكر واشنطن الأسباب وراء إنشاء تلك القواعد هذه التكنهات.
أسرة التحرير
المختصر
العربية نت
أنس الكردي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة