أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 4634
شـــــارك المادة
68 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي معظمهم في حلب، والمجاهدون يقتلون 20 عنصراً ويأسرون 5 آخرين من مليشيات حركة النجباء العراقية خلال معارك الشيخ سعيد جنوب حلب، بالمقابل، الحكومة المؤقتة توقف كافة أشكال التعاون مع "ديمستورا" وتطالب بإقالته، من جهتها.. روسيا تهدد بالتصدي لأي هجمات أميركية على مواقع نظام الأسد، وتركيا: سنستقبل نصف مليون طالب سوري في مدارسنا ونعلمهم مناهجنا.
68 قتيلاً: (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء): وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا قتل طيران العدوان الأسدي والروسي يوم أمس الخميس 68 شخصاً، معظمهم في حلب، ومن بين القتلى 8 أطفال و6 نساء. وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي: في حلب قتل 24 شخصاً، وفي إدلب قتل 14 شخصاً، وفي دمشق وريفها قتل 12 شخصاً، وفي درعا قتل 6 أشخاص، وفي حماة قتل 5 أشخاص، وفي دير الزور قتل 4 أشخاص، وفي حمص قتل شخصان، وفي الحسكة قتل شخص واحد. مناطق القصف: في دمشق وريفها، ألقت مروحيات الأسد براميلها المتفجرة بشكل مكثف على منطقة الوادي والمرانة في مدينة المقيليبة، وكذلك تعرضت المزارع المحيطة بمخيم خان الشيح وبلدة الديرخبية لقصف صاروخي ومدفعي عنيف، إلى حلب، حيث شنت طائرات العدوين الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية بالصواريخ الفراغية والعنقودية والبراميل المتفجرة أحياء ومدن وبلدات مدينة حلب، أما في حماة، فقد شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية استهدفت مدن صوران وكفرزيتا واللطامنة وقريتي كوكب وعطشان بالريف الشمالي، وعلى قرى تلول الحمر وعيدون والدلاك بالريف الجنوبي، وفي إدلب، ألقت مروحيات الأسد براميلها المتفجرة على مدينة سراقب، وتعرضت بلدتا التمانعة وسكيك لغارات جوية من الطائرات الحربية، وفي حمص، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينتي الرستن وتلبيسة وبلدة ديرفول، وفي درعا، قصفت قوات الأسد بالمدفعية بلدات الكرك والمسيفرة وصيدا وأم ولد والغارية الغربية والطريق الواصل بين بلدتي علما والصورة، وأخيراً في اللاذقية، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت نقاط سيطرة الثوار في جبل الأكراد، وتعرضت قرى اليمضية والسلور في جبل التركمان لقصف صاروخي عنيف. (1،2،3)
أسر 5 عناصر من ميليشيات النجباء العراقية في جبهة الشيخ سعيد بحلب: تصدى المجاهدون لهجوم كبير من قبل قوات الأسد والميليشيات التابعة له اليوم على جبهة حي الشيخ سعيد في حلب، وقد أسفرت المعارك عن قتل وجرح العشرات من المليشيات، وأسر 5 عناصر من ميليشيات النجباء العراقية التي تقاتل لجانب نظام الأسد في حلب، وكانت قوات الأسد قد سيطرت بهذا الهجوم على جزء من الحي، بعدها شن المجاهدون هجوماً معاكساً استعادوا خلاله السيطرة على المواقع التي خسروها وكبدو قوات الأسد الخسائر الآنفة الذكر. إعطاب عربة بي إم بي لقوات الأسد بريف دمشق: تصدى المجاهدون لمحاولة قوات الأسد التقدم على جبهة تل كردي في الغوطة الشرقية، حيث أعطبوا خلال ذلك عربة "بي إم بي" بعد استهدافها بصاروخ موجه، واستهدفوا عناصر من تنظيم الدولة حاولوا التسلل لسحب جثث قتلاهم الذين سقطوا قبل يومين في المعارك. (3،4)
الحكومة المؤقتة توقف كافة أشكال التعاون مع "ديمستورا" وتطالب بإقالته: أصدرت الحكومة السورية المؤقتة بياناً حول تصريحات المبعوث الأممي لسوريا "ستيفان دي مستورا" حول الوضع في مدينة حلب، قالت فيه "إنها تلقت بصدمة شديدة تصريحات المبعوث الأممي لسوريا عن مدينة حلب، واقتراحاته المخالفة للمبادئ الإنسانية والمعايير المهنية للمنظمة التي يمثلها، وأضافت الحكومة في البيان أنه بدلاً من إدانة العدوان بكافة أنواع الأسلحة على المدنيين والمطالبة بإيقافه باعتباره إرهاباً منظماً، فإنه انحاز لرواية النظام في دمشق والمحتل الروسي وقدم لهم المبررات للاستمرار في عدوانهم مقايضاً تقديم المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى والمرضى بالاستسلام وإفراغ المدينةمن أبنائها، كما أضافت الحكومة في بيانها" أن المبعوث الدولي جعل من الأمم المتحدة التي يمثلها ومن شخصه شريكاً في المشروع الهادف إلى إحداث التغيير الديمغرافي على أساس طائفي في سوريا، وفي ختام بيانها" طالبت الحكومة السورية الأمم المتحدة بإقالة مبعوثها الخاص لسوريا، لوقوعه في خطاب مهين، وأعلنت إيقاف جميع أشكال التواصل والتعاون معه ومع فريقه. "فتح الشام": عرض دي ميستورا يتماشى مع دعوة الأسد: رفضت جبهة "فتح الشام"، في وقت متأخر من أمس الخميس، دعوة المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، للخروج من حلب مقابل وقف قصف النظام وروسيا للمدينة، لافتة إلى أن عروضه تتماشى مع تصريحات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بإفراغ حلب، وقال المتحدث الرسمي باسم "الجبهة"، حسام الشافعي، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إنه "تماشياً مع تصريحات بشار الأسد مؤخراً بإفراغ حلب من المسلحين، تأتي عروض دي ميستورا لـ"فتح الشام" في هذا السياق"، مشيراً إلى أن المبعوث الدولي "لم يستطع أن يوقف القصف ساعة عن حلب، فضلاً عن قوافل المساعدات الدولية". كما اعتبر أن "دي ميستورا نجح بتفريغ مناطق أهل السنة، ولعب دورا بارزا في التغيير الديمغرافي، وما زال يلعب دور الجعفري (ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة) دوليا!"، لافتاً إلى أن ""فتح الشام" قوة مجاهدة، وأحد أركان القوة العسكرية للثورة السورية، لن تخذل شعبا مسلما يباد، فكيف للحر أن يسلم أهله؟"، وقال دي ميستورا، أمس، إنه يعتزم الذهاب إلى شرق حلب ومرافقة ما يصل إلى ألف مقاتل من "فتح الشام" للخروج من المدينة، من أجل وقف حملة القصف التي تنفذها القوات الروسية والسورية. وبعد ساعات من دعوة المبعوث الأممي، جدّد رئيس النظام السوري، عرضه لخروج مقاتلي المعارضة من حلب مع أسرهم إذا ألقوا السلاح، متعهّداً بـ"مواصلة الهجوم على حلب حتى يغادر المسلحون، واستعادة السيطرة على كامل سورية"، إلى ذلك، رأى مراقبون ومعارضون سوريون أن دي ميستورا كان يتحدث في الأمس بلسان روسيا والنظام السوري، مشيرين إلى أن عرضه هو دعوة للاستسلام لا أكثر، وتفريغ المدينة من سكانها. (6)
تركيا: سنستقبل نصف مليون طالب سوري في مدارسنا ونعلمهم مناهجنا: قال نائب رئيس الوزراء التركي، "ويسي قايناك" إن تركيا تريد استقبال 500 ألف من اللاجئين السوريين في مدارسها، على أن يتلقوا تعليماً للغة التركية، إضافة لمادة التاريخ، وأضاف "قايناك" في كلمة له خلال الاجتماع الخامس لـ"لجنة التنسيق العليا حول اللاجئين السوريين في تركيا" الذي عقد أمس الخميس في تركيا بمقر هيئة الطوارئ والكوارث الطبيعية في العاصمة أنقرة "أنّ نظام الأسد لا يزال إلى الآن يُظهر ولاية هطاي التركية داخل حدود سوريا في خرائطه الرسمية التي يعتمدها"، وأضاف قائلاً: "سنُدرس الطلاب السوريين اللاجئين مناهجنا، ونعطيهم دروساً في التاريخ والقيم لأن المناهج السورية كانت مبنية على أساس العداء للدولة العثمانية والتركية منذ زمن الأسد الأب؛ فالخرائط الرسمية التي يعتمدونها لا تزال تُظهر ولاية هطاي التركية داخل حدود سوريا، والأدهش من ذلك أنّ الحزام الذي تسعى منظمة (بي كا كا) وذراعها السوري (ب ي د) إنشائه في شمال سوريا يتم نقشه في أذهان الأطفال السوريين منذ سنين، وعلينا أن نغير هذه المفاهيم". كما أضاف " أن الاتحاد الأوروبي دفع مبلغ 171 مليون دولار، والأمم المتحدة ساهمت بـ 181 مليون دولار، إضافة إلى مبالغ أتت من قطر والكويت، مشيراً إلى أنّ مجموع ما تمّ تقديمه لتركيا وصل إلى 550 مليون دولار، وأنّ هذه المبالغ لم تدخل في الخزانة التركية بل تمّ إنفاقها على اللاجئين. روسيا تهدد بالتصدي لأي هجمات أميركية على مواقع نظام الأسد: على وقع استمرار تعزيز قواتها وترسانتها البحرية والجوية في سورية، وجهت روسيا، أمس، تحذيراً غير مسبوق للولايات المتحدة من مغبة توجيه أي ضربات للنظام السوري، ملوحة بإسقاط أي طائرات حربية تقصف مواقعه، على اعتبار أنها تشكل تهديداً لجنودها، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحافي، إن "غالبية ضباط المركز الروسي الخاص بتنسيق المصالحة بين الأطراف المتناحرة يعملون في الوقت الراهن على الأرض"، موضحاً أنهم "يقومون بإيصال المساعدات الإنسانية (إلى المناطق المنكوبة) وإجراء مفاوضات مع زعماء البلدات والمجموعات المسلحة في معظم المحافظات السورية". واضاف "لهذا السبب، ستشكل أية ضربات صاروخية أو جوية موجهة إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية تهديداً بالنسبة إلى العسكريين الروس"، وتعليقاً على نشر بعض وسائل الإعلام الغربية معلومات بشأن بحث الإدارة الأميركية احتمال توجيه ضربات إلى مواقع جيش نظام بشار الأسد، أشار كوناشينكوف إلى أن "التاريخ يظهر أن مثل هذه التسريبات غالبا ما تشكل مقدمة للعمليات الحقيقية"، ناصحاً من وصفهم بـ"الزملاء في واشنطن بتحليل التداعيات المحتملة لتحقيق مثل هذه المخططات بشكل دقيق جدا"، وذكر بأن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس تحميهما منظومات "إس-400″ و"إس-300" للدفاع الجوي، مشيراً إلى أن "مدى عملها قد يصبح مفاجأة بالنسبة لأية أجسام طائرة مجهولة". وأشار إلى أنه "لن يكون هناك، على الأرجح، وقت أمام المنظومات الروسية للدفاع الجوي لتحديد المسار الدقيق لتحليق الصواريخ وهوية حاملاتها، عبر قنوات اتصال مباشر" في حال تعرضت مواقع جيش النظام لضربات، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن جيش النظام يمتلك أيضاً منظومات فعالة للدفاع الجوي مثل "إس-200" و"بوك"، التي خضعت سابقا لعمليات صيانة. (5) أوباما يدرس فرض عقوبات جديدة على نظام بشار: مع تعثر الجهود الدبلوماسية لإيجاد تسوية للنزاع في سوريا، والحصار المفروض على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، يدرس الرئيس الأميركي باراك أوباما عقوبات جديدة على سوريا، يمكن أن تكون لها وطأة شديدة على النظام، وتستهدف أيضا روسيا الداعمة لقوات نظام بشار الأسد، وقال مسؤولون ودبلوماسيون: إن البحث جار في هذه الاستراتيجية، مشيرين إلى أن الجهود الأولية قد تركز على فرض عقوبات في الأمم المتحدة على الجهات الضالعة في هجمات بواسطة أسلحة كيميائية. ومن المتوقع أن تصدر لجنة تحقيق مدعومة من الأمم المتحدة خلال الأسابيع الأربعة المقبلة تقريرا جديدا، حول هجومين بالأسلحة الكيميائية وقعا في سوريا في 2014 و2015، وسبق أن حملت اللجنة التي شكلتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، القوات الجوية السورية مسؤولية هجومين كيميائيين بغاز الكلور، على بلدتين في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، هما تلمنس في 21 أبريل 2014، وسرمين في 16 مارس 2015، غير أن التقرير الجديد المرتقب صدوره قبل 27 أكتوبر، سيتضمن المزيد من التفاصيل حول الجهات المسؤولة، ما يمهد لفرض عقوبات محددة الأهداف. ويقول مؤيدو العقوبات: إن فرضها سيوجه إشارة مفادها أن هناك هامشا ضئيلا للمحاسبة في سوريا لا زال قائما، على الرغم من النزاع المستمر منذ سنوات، ووقوع الكثير من الفظاعات وسقوط أكثر من 300 ألف قتيل، وفي حين أن معظم المقربين من بشار الأسد وكبار مساعديه العسكريين يخضعون حاليا لعقوبات، تتضمن منع السفر إلى الولايات المتحدة وتجميد أموالهم، رأى مسؤولون أن استهداف ضباط من مراتب أدنى قد ينعكس على معنويات القوات العسكرية السورية، غير أن التأثير الأكبر قد يكون على الصعيد الدبلوماسي. فأي مشروع لفرض عقوبات سيضع روسيا في موقع غير مريح، ستظهر فيه على أنها تدافع عن استخدام حليفها أسلحة كيميائية، وقد يرغمها على استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، وكان من المقرر أن يصدر التقرير في وقت سابق، لكن تم تأجيله لإتاحة فرصة من أجل أن تتوصل الجهود الأميركية والروسية إلى وقف إطلاق نار في سوريا، ومع وصول هذه المساعي إلى طريق مسدود، اشتدت الضغوط على أوباما للتحرك من أجل وقف المجازر في سوريا، وقال دبلوماسي في مجلس الأمن: "ما نقوم به هو دبلوماسية من نوع آخر، دبلوماسية قد تكون أشد وطأة يمكن أن تتخذ شكل قرارات مصممة لممارسة الضغط". (8) واشنطن تبحث خياراتها بسوريا رغم تحذيرات موسكو: قالت الخارجية الأميركية إن الحكومة تواصل مناقشاتها الداخلية عن خيارات غير دبلوماسية بسوريا للتعامل مع الحرب هناك، رغم التحذير الروسي من عواقب توجيه ضربات إلى مواقع جيش النظام السوري، وأوضح المتحدث باسم الوزارة جون كيربي أنه اطلع على التصريحات التي صدرت عن موسكو، ولكن رغم ذلك فإن المناقشات مستمرة داخل الحكومة، وتأتي هذه التصريحات على وقع أخرى مماثلة لوزارة الدفاع الروسية حذرت فيها الولايات المتحدة من عواقب شن ضربات على مواقع جيش النظام السوري، لأن من شأن هذه الضربات أن تهدد بوضوح الجنود الروس. وفي تعليق على نشر أنظمة الدفاع الجوي الروسية "أس-300" مؤخرا في سوريا، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها إن طواقمها لن يكون لديهم الوقت الكافي لرصد مسارات الصواريخ بدقة أو تحديد اتجاه إطلاقها، مشيرة إلى أن نظام دفاع جوي أكثر تطورا وهو نظام "أس-400" يحمي قاعدة حميميم الجوية في سوريا، وقالت إن مساحة تغطية المنظومتين تشمل القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس، ويمكن أن تشكل "مفاجأة لأي أهداف مجهولة"، مشيرة إلى أنها اتخذت التدابير اللازمة عقب استهداف القوات السورية في دير الزور يوم 17 سبتمبر/أيلول الماضي لمنع حدوث مثل هذه "الأخطاء" ضد العسكريين الروس. (9)
حلب والوقوف على الأبواب محمد العلي ليس أصعبَ من أن تكون مسكوناً بالمدن، تخرج منها فتلاحقك بظلها وشمسها، بأرضها وسمائها، بصيفها وشتائها، تلاحقك بكل تفاصيلها، وكأنها مَن سكنتك وليس أنت!. تلاحقك وإن جمعت حولك أهلك وعشيرتك وذويك لتستوطنوا أرضاً غيرها، لأنكم عندما تجتمعون في المساء - ليؤنس بعضكم بعضاً- لن يكون حديثكم إلا عن تلك المدينة. في ليلة شبه صيفية صعدت إلى السطح لأجلب شيئاً ما، ولا أدري ما الذي أنساني ذلك الشيء لأجلس في زاوية قريبة من السماء، منذ زمن بعيد لم أنظر إلى السماء ولم أبحث عن القمر، ربما لأننا نحن -السوريين- لم يعد يعنينا من رقعة السماء إلا إحصاء عدد الطائرات التي ستقصفنا. في حلب الشرقية كان صديقي يحسدني على سطحنا الذي يفترش السماء ويتذمر من بيته الكبريتي الذي لا يطل عليه قمر ولا تشع عبر نوافذه نجوم، ولا أدري لماذا خطر على بالي عنوان رواية لم أقرأها لشهلا العجيلي "سماء قريبة من بيتنا"، ترى هل هناك سماء قريبة وسماء بعيدة؟ هل هناك نسيم صحيح و نسيم عليل؟ وهل تختلف نجوم مدينة عن أخرى؟ ولماذا فضلت ميسون بنت بحدل خيمتها التي تشبه خيام اللاجئين على قصر معاوية، ولماذا أغرق امرؤ القيس معلقته بذكر الأماكن. عندما أراد نيرون أن يعيد بناء روما أضرم النار بأحيائها القديمة وأخذ يراقب من برجه المرتفع مشهد اشتعال المدينة بسكانها وسط صراخ الضحايا، بينما كان يعزف على آلة موسيقية ويدندن أشعار هوميروس عن حريق طروادة.. واتجهت أصابع الاتهام إليه في افتعال الحريق وتعالت من حوله الأصوات المطالبة بالقصاص، فبحث عن يد يقول إنها التي اقترفت، ولم يكن أمامه سوى المسيحية الحديثة في روما، حيث لاحق المسيحيين واضطهدهم وسفك دماءهم وقدمهم للوحوش الكاسرة و أحرقهم بالنيران أمام أهل روما، وعاش المسيحيون في سراديب تحت الأرض وفي الكهوف هرباً من نيرون، وما زالت مساكنهم وكنائسهم إلى الآن يزورها السياح. نحن اليوم لا يعنينا من روما سوى التاريخ الذي يعيد نفسه في حلب، عاصمة يمحاض وحاضرة بني حمدان، تلك المدينة التي نزل المتنبي ساحتها فأنشد: " كلما رحب بنا الروض قلنا..... حلب قصدنا وأنت السبيل" ، وأطل أبو فراس من أسوار قلعتها فقال: " كأنما الأرض والبلدان موحشة ..... وربعها دونهن العامر الأنس " حلب اليوم هي روما البارحة غير أن نيرونها أوكل مهمة إحراقها لأصحاب الدماء الباردة والعمائم السوداء بعد أن استعصت عليه، ولم تكن له في ذلك غاية نبيلة أو عذر سوى جعلها مستعمرة روسية أو مقاطعة إيرانية، فدمر قلعتها وجامعها وأشعل أسواقها وهدم أبوابها وحرق سكانها، وجعل أرضهم ملتقى جيوش العالم وسماءهم معرض طائرات، ولاحقهم في الكهوف والملاجئ بالصواريخ الارتجاجية، وأحال ليلهم صبحاً أبيض بقنابل النابالم فقط لأنهم إرهابيون .. وأما أطفالهم فإرهابيون بالفطرة !! درب حلب لم يعد "كلّو شجر زيتون" وإنما بات مزروعاً بالألغام، مرصوداً بالصواريخ، محاطاً بالمدافع، وسماؤها هجرتها البلابل واستوطنتها الطائرات، ويتربص أمام أبوابها ذئاب العالم بأسره. أما كل حلبي فيها فهو إما شهيد أو فقيد أو جريح أو ثكلاء. أبواب حلب التسعة وقلعتها العتيقة وخمسة ملايين حلبي شكلوا معالم هذه المدينة تشرد نصفهم في الأصقاع، أما نصفهم الآخر فقد انشطر بين شطري المدينة وغُلقت عليه أبوابها التسعة. حلب هي المدينة التي لا تنام سابقاً، مدينة الظلام حالياً، موطن الأدباء والشعراء قبلاً، مرقد الشهداء تواً، " أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا..... أخنى عليها الذي أخنى على لبد"، لم تعد أم المحاشي والكبب بعد أن حاصرها الجوع، أما طريق الحرير الذي يمر بمعاملها فقد أصبح رسماً دارساً بعد أن تعرضت معاملها للنهب والحرق والدمار. إنها حلب الثكلاء، حلب الشهداء، و الرائحون إليها سرقوا العنب والتفاح, في الحقيقة لا ألوم ميسون على اختيارها ولا امرأ القيس على مطلع معلقته، ولو كانت لي معلقة لما كانت أبياتها إلا شوارع حلب وأبوابها، ووددت لو كانت ليالي الأنس في حلب تعود لأسهر ألف ليلة وليلة أرقب فيها سماءً قريبة من قلعتها. (نور سورية)
أسماء بعض الضحايا ليوم أمس الخميس (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء): (9،10) عبد الوهاب ناصيف طه - حلب - بلدة خان العسل آلاء ريحاوي- حلب - بلدة خان العسل أحمد عبد الرزاق رضوان- حلب - مدينة حريتان عبد الله إبراهيم الحسن - حلب خالد مصطفى السيد - حلب - مدينة الأتارب محمد الفرج - حلب - بلدة جبل الحص هشام خليفة - حلب - مدينة الباب طه المعجون الصالح - حلب - قرية جزرايا محمد يوسف الشحادة الأحمد - حلب - قرية البها محمد الفرد- حلب - جبل الحص أشرف قوجه- حلب - بلدة كفر ناها محمد اخرس- حلب - بلدة كفر ناها علي الحسين- حلب - مدينة جرابلس محمد معروف غسان مجو- حلب - بلدة كفر ناها فيصل عبد اللطيف حمامي - حلب - حي الجميلية مصطفى محمد ربيع قنواتي - حلب - حي الجميلية صبرية كنجو حمشو - حلب - حي الجميلية طه محمد عبيد - حلب - حي الجميلية محمد جهاد مصطفى محبك - حلب - حي الجميلية فادي وليد سيجري - حلب - حي الجميلية مهند محمود كردية - حلب - حي الجميلية عبيدة شيخ سعيد - حلب - حي الجميلية الطفل إبراهيم فيصل حمامي - حلب - حي الجميلية علي عبد المنعم شياح - حلب - حي الجميلية أحمد أمين محمد قضيماتي - حلب - حي الجميلية محمد جميل عليطو - حلب- مدينة تل رفعت إبراهيم عبد المجيد - حلب - بلدة اخترين محمد حسين الزينو- حلب - بلدة اخترين عبد الرحمن دندل- حلب - مدينة اعزاز حاتم حيدر- ريف دمشق - دوما علي عبد القادر البريجاوي الحمصي - ريف دمشق - دوما إسراء- ريف دمشق - خان الشيح محمد حسين- ريف دمشق - خان الشيح حنظلة أبو عقبة- إدلب - التمانعة أحمد محمد علي أبو زايد- درعا - خربة غزالة أحمد المصري - درعا - نصيب صدام زريقات- درعا - نصيب
المصادر: 1 - لجان التنسيق المحلية 2 - مسار برس 3 - شبكة شام الإخبارية 4 - جيش الإسلام 5 - السياسة الكويتية 6 - العربي الجديد 7- العرب القطرية 8_ السبيل 9- حلب نيوز 10- مركز توثيق الانتهاكات بسوريا
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة