السورية نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3987
شـــــارك المادة
13 كان أول رقم يظهر رسمياً في إيران للعلن عن أعداد القتلى في صفوف الحرس الثوري الذين يقاتلون لدعم نظام بشار الأسد في سورية، وذلك خلال كمين للمعارضة السورية في حلب مايو الماضي، كان الرقم صادماً بالنسبة للإيرانيين لكنه أيضاً كان بداية لسياسة جديدة للنظام الإيراني يهدف إلى الكشف عن الخسائر البشرية من أجل قطع الطريق عن الحل الدبلوماسي.
ففي دولة معروف عنها التعتيم الإعلامي عن كل ما يخص أنشطتها السياسية والعسكرية، خاصة صمتها عن الخسائر التي منيت بها في سورية منذ اليوم الأول لدعمها الأسد في مواجهة الحراك الشعبي، تغير الاتجاه الرسمي الإيراني إلى نشر أسماء وتفاصيل عن القتلى الذين يسقطون من الحرس الثوري والميليشيات الموالية له في العراق وسورية بدلاً من الاكتفاء بإطلاق لقب "متطوعين" على النعوش الواردة من مناطق القتال. وأصبحت اللافتات العملاقة في الشوارع تحيي ما يعتبره المتشددون "بطولة" الجنود الإيرانيين القتلى وتسرد وسائل الإعلام ما تعتبرها بطولات خلال الحروب التي تشنها إيران في دول أخرى، رغم عدم شرعية هذا التدخل العسكري، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، يرجع محللون هذا التغير ليس إلى الرغبة في انتهاج الشفافية لكنه نتيجة انقسام داخل معسكري المتشددين الذين يسيطرون على الجيش والإعلام من جانب والمعتدلين من جانب آخر. ويريد المتشددون أن يمنعوا أي تراجع عن الدعم الإيراني المطلق لحكومة الأسد، وأيضاً لقطع الطريق عن المعتدلين الإيرانيين الذي قد يكونوا منفتحين على تسوية سياسية في سورية والتي قد تعني دفع الأسد إلى التنحي، ويرى الحرس الثوري أن نشر "تضحيات" الجنود الإيرانيين سيسهم في تعزيز الدعم المحلي للسياسة الإيرانية في سورية وإغلاق أي باب أمام تسوية سياسية. وبالفعل، تستقطب حسابات "إنستغرام" في إيران و التي خصصت لوضع صور القتلى وتمجيدهم عشرات الآلاف من المتابعين، الذين يدعم معظمهم التدخل العسكري، ونقلت "نيويورك تايمز" عن المحلل السياسي المقرب من التيار المتشدد "حميد رضا تاراغاي" قوله: "بانفتاحنا على كشف دورنا، سنتمكن من منع أي حل دبلوماسي في سورية"، وأضاف قائلاً: "في البداية، يجب أن نهزم كل الإرهابيين في أرض المعركة، وبعد ذلك يمكننا التفاوض معهم". وعبر الاستعانة بالحرس الثوري وميليشيات من لبنان وأفغانستان والعراق، تعمل طهران على زيادة نفوذها في إقليم الشرق الأوسط عبر دعم الموالين لها في صراعات داخلية في سورية والعراق واليمن تحولت بسبب التدخل الإيراني إلى حروب مدمرة.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة