هشام سراج الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 2996
شـــــارك المادة
تعاني بلدة سلوك اليوم ما تعانيه عشرات البلدات والقرى والمدن العربية من عمليات تهجير، وتغيير للجغرافيا الديمغرافية من قبل الأذرع العسكرية لتنظيم "الاتحاد الديمقراطي" (PYD) بشكل ممنهج مدروس بعيداً عن الإعلام الصامت.
تعد ناحية سلوك أبرز النواحي المحاذية للحدود التركية، وتتبع إدارياً لمنطقة تل أبيض الحدودية، ويتبع لها قُرابة ثمانين قرية، وتتميز بوجود أقلية تركمانية إلى جانب الغالبية العربية، ويؤكد الناشط قيصر الفرات: "أن المدينة دفعت باهظاً ثمن تركيبتها العربية إذ شكلت وأخواتها العربية عقبة أمام مشروع كردي انفصالي" إذ يبلغ عدد سكان الناحية أكثر من عشرة آلاف، ومع الريف أكثر من 42 ألفاً. وتميزت ناحية أنها من أوائل البلدات الثائرة في محافظة الرقة، يقول قيصر الفرات: "شباب ناحية سلوك أول من انتفض، وحمل السلاح في محافظة الرقة، وحُررت على يد أبنائها في 12/8/2012م" وكان لها تأثير كبير على البلدات المجاورة، يتابع فرات: "ومنها انطلقت سلسلة التحرير فحررت تل أبيض ورأس العين ثم الرقة، وقدمت البلدة ستين شهيداً رغم صغرها"، وخضعت لاحقاً كسائر المدن في الشرق السوري لسيطرة تنظيم الدولة في 11/1/2014م، وكان ذلك وبالاً على البلدة، يقول الناشط الإعلامي أبو أحمد من الرقة: "اجتاحت قوات الحماية الكردية البلدة في 14/6/2015م بعد تمهيد من طيران التحالف أسفر عن استشهاد 17 مدنياً بدعوى مبايعة أهلها لتنظيم الدولة". فصلا مأساويا: وبدأت ناحية سلوك تعيش فصلاً مأساوياً لمّا ينتهِ بعد، يقول قيصر: "عقب سيطرت الكرد اعتقل العشرات، وأُجبر الأهالي على الخروج بتهمة موالاة داعش" ولم تكتفِ القوات الكردية بتهجير مركز سلوك إذ هجّرت ثلاث عشرة قرية بمحيطها خوفاً من دخول أهلها، ولم يقتصر الأمر على ذلك يقول فرات: "تمّ تهجير أكثر من 1500 تركماني عدا العرب، وتسوية ثلاث قرى عربية بالأرض". ولم تقف الانتهاكات عند هذا الحد، إذ تعرضت البلدة لعمليات تخريب وسرقة ممنهجة، يقول أبو أحمد: "قامت وحدات الحماية الكردية، وقوات السوتورو (الحماية السريانية) بنهب كل محلات السوق الرئيس، ناهيك عن بيوت المدنيين" وكانت عمليات السرقة منظمة إذ نُقلت تحت إشراف قوات الحماية لرأس العين، يقول قيصر: "بيعت المسروقات في سوق يشبه سوق السنة في حمص الذي يبيع فيه عناصر النظام المسروقات". وباءت كل محاولات الأهالي بالعودة بالفشل، يقول الناشط الاعلامي أيو محمود: " خرجت مظاهرات عند مدخل تل أبيض الجنوبي ضد ( PYD) طالبت بالعودة، فقوبلت بالرصاص الحي، واعتقل جميع المتظاهرين ليصار لإطلاق سراحهم لاحقاً" وقمعت مظاهرة أخرى بوسط البلدة ليجرح العشرات ويعتقل 15 عشر، يقول أبو محمود: " وقنصت القوات الكردية خديجة الدغلي مع طفلتها، وسجلت 25 حالة اعتقال لا يعرف شيء عن مصيرهم حتى الآن" ولمنع أية مظاهرات في البلدة، وتبرير منع عودة الأهالي لجأت قوات الحماية الكردية لزراعة الألغام وتفخيخ البيوت. لا وجود للخدمات: وتعيش القرى التابعة لسلوك وضعاً خدمياً سيئاً، يقول الناشط الإعلامي أيو محمود: " الهدف من ذلك واضح جداً، يريدون تهجير من بقي بشكل طوعي" فرغم مرور الكهرباء من سد تشرين إلى رأس العين عبر هذه القرى إلا أنها بقيت محرومة" كما تنعدم خدمات المياه، فيعتمد الأهالي على آبار خاصة"، وصادرت أجهزة البث الفضائي بدعوى منع التواصل مع داعش. وليس الوضع الصحي أحسن حالاً يقول أبو أحمد: " يوجد في الريف الشمالي صيدلية واحدة تعاني نقصاً بالأدوية مما يضطر الأهالي للسفر إلى رأس العين" فعملية الإهمال ممنهجة مدروسة، ويعيش سكان البلدة نازحين ومهجرين في القرى المجاورة، ومنهم من فضّل العيش في مناطق داعش ريثما تحرر المدينة لكن غالبية السكان نزحوا للمخيمات التركية، ومدينة الرقة. وينتظر البلدة مسقبل مجهول كحال كثير من البلدات والقرى العربية، إذ لن يتمكن الأهالي من العودة إلا عقب طرد القوات الكردية، وفي حال نجاح مشروع الانفصال فعودتهم ستكون أمراً صعباً.
أورينت نت
حلب نيوز
عبد الله البشير
الشرق الأوسط
هافينغتون بوست عربي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة